"النقد الثقافي".. أسئلةُ الإشكاليّات ومظاهرُ التّجلّيات

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"العُمانية": يضم كتاب "النقد الثقافي.. إشكاليّات وتجلّيات"، دراسات طُرِحَت خلال ندوة عبر الاتصال المرئي بتنظيم من مؤسسة بيت الزبير، في نطاق دورها في الوقوف على المشاغل الفكريّة العربيّة ومحاولة تفكيك مسائلها. وتشير المؤسسة إلى أن "النقد الثقافيّ" يتموضع في محلٍّ خلافيّ في اختباره الخطاب الأدبيّ، وإجرائه على أعمالٍ تُعانقُ في أصل تكوّنها عوالم التخييل، متسائلة: هل يحمل الخطاب الأدبيّ -بالضرورة- حمولة عصره المعرفيّة والسياسيّة والتاريخيّة، ليكون مُضمرًا صراع ثقافات وإثنيّات وعقليّات استعماريّة؟ كما توضح أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالاً حيًا في الثقافة العربيّة يحتاج إلى مزيدٍ من ضبط المفاهيم والرؤى والأدوات، وما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ وأن تتضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها.

وتضمن الكتاب الذي قام بتحريره الدكتور محمد زرّوق، ورقة بحثية للدكتور عبداللّه الغذّامي، بعنوان "النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة"، حيث الحدود الفارقة بين النقد الثقافي من جهة والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة من جهةٍ ثانية، مرتكزًا على مفهومَين يوضحان هذه الفوارق، ويُظهران كيفيّة اشتغال الأنساق الثقافيّة لإبراز الجماليّ وإخفاء العمق القبيح لما تُحسِّنه الجماليّات باقية الأثر والإضمار، وهما "الجملة الثقافيّة"، و"المؤلّف المزدوج".

من جانبه قدم الدكتور إدريس الخضراوي مقاربة سعى فيها إلى العرض النظريّ لدراسات ما بعد الكولونيالية، واقفًا على الأفق النظري لهذه الدراسات، وأثره في إعادة تشكيل مفهوم الأدب، مستندًا إلى كتابين اهتمّا بالتنظير لما بعد الكولونياليّة، الأول بعنوان: "الفرانكوفونية، ما بعد الكولونيالية والعولمة" للباحث الفرنسي إيف كلافارون، والثاني بعنوان: "حداثات عربية من الحداثة إلى العولمة" للباحث المغربي خالد زكري. وحاول الباحث من عرض هذين العملين أن يُظهر للقارئ أهميّة الدراسات الثقافيّة ما بعد الكولونيالية وأثرها في رصد العناصر الدالّة على استثمار فطن لجهاز المفاهيم وأدوات الإجراء التي يوفرّها نقد ما بعد الكولونيالية لقراءة "التجاذب بين النصّ والعالم".

وفي إطار من التنوّع والثراء يقدّم الدكتور خالد البلوشي ورقة بحثيّة بعنوان "النقد الثقافي في سلطنة عُمان: القصّة القصيرة أنموذجًا"، توجّه فيها إلى عرض نظريّ لحدود النقد الثقافيّ وإمكانات اختباره وإجرائه، والعوالم التي يمتح منها أدواته ومفاهيمه ورؤيته للخطاب، ويستقي من تعريف النقد الثقافيّ الذي يحدّه بالسعي إلى كشف السلطة مهما كان مأتاها وطبيعتها إلى أربعة مبادئ نظريّة هي: المعنى ممارسة، والممارسة سلطة، ومؤسّسات الاجتماع سلطة متداخلة متشابكة، والنقد الثقافي، كاشفًا لهذه السّلطة ومسائلًا لها في آن معًا.

ثمّ تدرّج الباحث انطلاقًا من التراكم المعرفيّ في دراسته للأدب العُماني من وجهة نظر النقد الثقافي، إلى وسْم القصص بأنّه ينقسم إلى قسمين؛ "قسم يختزل الإنسان حاشرًا مشاعره وعواطفه في أنماط محدَّدة معروفة سلفًا"، وقسم ثان "يقدّم خبرة الإنسان العُمانيّ لا من خلال موقف واضح المعالم وإنّما من خلال النفاذ في نفوس الشّخصيّات والنبش في وعيها ولاوعيها حيث تتضادّ المتشابهات وتتشابه الأضداد وتتعثّر التعريفات والتوصيفات".

أمّا القاصّ الدكتور محمود الرحبي، فاستعرض كتابًا داخلًا في النقد الثقافي ويتناوله بالنقد، في مداخلة اتّخذ لها عنوان: "الذاكرة النسوية موضوعًا للنقد الثقافي: قراءة في كتاب (نساء في غرفة فرجينا وولف) لسعاد العنزي". وقد تحدّث في هذا العرض عن الموازنة التي أنجزتها سعاد العنزي بين فرجينا وولف ومي زيادة، في بيان التشابه الغالب بينهما، فعرض الباحث النقاط التي تقصّتها د. سعاد العنزي واجتهدت في تجميعها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق