الجاعوني لطالبات "القادسية": مسارا العمل والنجاح يحتاجان تطويرا مستمرا للذات

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
  تقول المديرة التنفيذية لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية، سلمى الجاعوني، لطالبات مدرسة القادسية الثانوية للبنات، إن النظرة الإيجابية للحياة هي التي أوصلتها إلى إنجازاتها اليوم، فالحياة فيها العديد من المشاكل، والعمل يحتاج عددا من المقومات، مثل تطوير الذات، وتحديد الأهداف المرجوة لأن مسار الحياة قد لا يكون سهلا، والإيمان بأنه توجد طرق لحل المشاكل التي تقابلنا.اضافة اعلان
وتؤكد الجاعوني، في جلسة ضمن حملة قادة الأعمال، التي تنفذها مؤسسة إنجاز للعام الـ16 على التوالي، ضرورة عدم المقارنة بالآخرين، خصوصا أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم بتعزيز هذه المقارنات ويجب الانتباه لهذا الأمر.
وأوضحت، أن مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، ودوره هو تطوير معايير للخدمات الصحية، في مختلف المنشآت الطبية، ومتابعة مدى التزامهم بهذه المعايير، لتحسين الخدمة للمتلقي، إضافة إلى التدريب على أسس الجودة وسلامة المرضى، والبرامج الإدارية التي تساعد على تطوير الخدمة وتقديم الاستشارات لبناء وتنفيذ برامج الجودة. 
وتبين أنها مديرة هذه المؤسسة غير الربحية منذ أكثر من 12 سنة، وهي تتوسع الآن خارج الأردن، وتحديدا السعودية، وتقدم الخدمة في فلسطين، سورية، العراق وسلطنة عمان. 
تقول الجاعوني: "إنها قضت فترة طويلة من حياتها في لبنان، بحكم سكن أهلها هناك، وعاشت أول 17 عاما من حياتها خلال فترة الحرب، وتعلمت من هذه الفترة التأقلم مع الظروف الصعبة، خصوصا أن المدراس كانت تركز على المواد الأساسية فقط، وعلى الرغم من ذلك أكملت تعليمها ودخلت إلى الجامعة، فهذه الفترة جعلتها تتقبل وتتماشى مع كل الظروف التي تعيش فيها، وتجد الفرص في كل منعطف حتى لو أدى ذلك إلى الابتعاد عن الخطة الأصلية.
دخلت إلى الجامعة الأميركية في بيروت، واختارت التخصص بناء على حبها للمواد العلمية، والنشاطات اللامنهجية، إذ درست تخصص الصحة البيئية والعامة، وهذا أدخلها في تشعبات عديدة، مثل إدارة المستشفيات، إدارة السياسات الصحية، التأثيرات البيئية، التلوث، والتغير المناخي، وأثره على الصحة.
في الجامعة، اعتقدت أن طريقة دراستها في المدرسة، ستكون ذاتها في الجامعة، لكن بعد أول فصل لم تستطع الحصول على علامات جيدة، ما شكل لها صدمة ولم تعلم ما أسباب حدوث ذلك، وتساءلت كيف تتجاوز ذلك، حتى تعرفت إلى مجموعة من زملائها، وتعاونت معهم على طريقة الدراسة الصحيحة، بتوسيع القراءة، والتحليل العلمي وتقديم الأبحاث، وإبداء الرأي المدعم بالحقائق.
تشير الجاعوني إلى أنها تخرجت في الجامعة، وعملت مع شركة تعنى بالاستشارات للشؤون البيئية في لبنان، ثم مرضت والدتها، وتوفيت بعد عام واحد، وبعدها انتقلت إلى شركة أخرى بحثا عن التطور، لكن بعمل ليس لديها خبرة فيه، ولم تحب هذا العمل.
استقالت من الوظيفة واضطرت إلى قبول أول عمل متوفر، لعدم وجود مصدر دخل آخر، إذ ذهبت لتجديد جواز سفرها، في السفارة الأردنية في لبنان، وبالصدفة عرض عليها السفير عملا في السفارة، كونها تتحدث اللغة الإنجليزية وتفهم طبيعة لبنان، وهذه الفترة كانت من أجمل فترات حياتها، إذ تعلمت عن الأردن، وبدأ السفير بإقناعها بالعودة إلى الأردن، حتى يتاح لها التطور في العمل. 
بعد ذلك، وجدت إعلانا لوزارة التنمية الاجتماعية، بشأن مشروع للفقر وحاجته لشخص متخصص بالصحة العامة، وبعد المقابلة عرضوا عليها العمل، مباشرة وتركت لبنان، وبقيت في الأردن وهنا بدأت التطور في العمل.
خلال العمل في وزارة التنمية الاجتماعية، اكتسبت خبرة أكثر عن العمل في الأردن، وحصلت على فرصة إكمال دراساتها العليا في جامعة هارفارد، ثم عادت للعمل في مؤسسة الحسين للسرطان، ثم انتقلت إلى مكتب رئيس الوزراء، ثم إلى مجلس اعتماد المؤسسات الصحية. 
وتؤكد الجاعوني، أن الجامعة المرموقة تساعد على إيجاد فرص أفضل في الحياة والعمل، إضافة إلى أن النشاطات التطوعية تساعد بإيجاد عمل أفضل، لذا لا بد من متابعة تطورات سوق العمل ومحاولة مواءمتها مع الرغبة في دراسة تخصص معين. 
وتشير إلى أن كل مرحلة في الحياة لها صعوبات ومتطلبات للشخصية، سواء موظفة أو مسؤولة أو زوجة، والشخصية تنمو مع الحياة، وتختلف حسب العمر والخبرة، والتضحيات كبيرة، لكن يجب إيجاد الشخص الداعم لتحقيق الطموحات، وتعزيز الثقة بالنفس وحب الذات، والاستفادة من الإنترنت في هذا المجال، أو تلقي المساعدة من المتخصصين، مع دراسة إيجابيات وسلبيات أي فرصة تلوح لكم بالأفق.
وتنصح الجاعوني الطالبات، بأهمية إحاطة أنفسهن بأشخاص إيجابيين، ومشجعين، وداعمين، لأن عقل الإنسان غير الواعي يبدأ البناء على هذا النوع من الطاقة، كما أن مضمون الحياة هو التجارب، لكن يجب أن تكون هذه التجارب مدروسة، مع التركيز على التحصيل العلمي العالي، حتى تتمكن الطالبة من اختيار التخصص الذي تريد بحرية.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة "إنجاز" التي أطلقتها العام 2008، تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها "إنجاز" للعام السادس عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة العام الحالي، بالتعاون مع مؤسسة إدارة المشاريع التعليمية (PMIEF)، البنك الأردني الكويتي، الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك)، مدرسة المشرق الدولية وبشراكة إعلامية مع صحيفة "الغد".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق