ناقشت ندوة افتراضية نظمتها كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي قضية تعزيز الجودة في تعليم المهن الصحية من "الالتزام إلى الأداء"، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الجودة العالمي 2024، إذ هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية إدارة الجودة ودورها في تطوير التعليم الطبي والخدمات الصحية، مع التركيز على الانتقال من الامتثال إلى تحقيق الأداء العالي وفقًا للمعايير الدولية.تحاور خبراء في مجال التعليم الطبي المشاركون في الندوة حول التحديات والفرص المتعلقة بالانتقال من مرحلة الامتثال إلى مرحلة تحقيق الأداء العالي في تعليم المهن الصحية بما يتوافق مع المعايير الدولية المعتمدة، حيث شارك في الندوة عدد من الخبراء والأكاديميين الذين أشاروا إلى أهمية تحسين ممارسات الجودة في التعليم الطبي لتواكب التطورات السريعة في المجال الصحي، مؤكدين أن الجودة ليست مجرد التزام بالقوانين والمعايير، بل هي أساس لتحقيق الأداء الفعّال والمستدام في المؤسسات التعليمية والصحية.وقال عميد كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي، الأستاذ الدكتور عبد الحليم ضيف الله، في كلمة افتتاحية: "إن هذه الندوة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة الجودة في التعليم الطبي، حيث تسعى كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي إلى تزويد الطلاب والكوادر التعليمية بأحدث الأدوات والمعارف التي تمكنهم من تحقيق أفضل مستويات الأداء، مما يساهم في رفع جودة الخدمات الصحية في المنطقة والعالم". وأضاف قائلاً: "نحن ملتزمون بتطوير نظام تعليمي يتماشى مع المعايير الدولية ويعزز قدرة المهن الصحية على تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمجتمعات".هذا، وشارك رئيس جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية، الأستاذ الدكتور إسماعيل مطالقة، كضيف رئيس في الندوة ليؤكد أهمية الاعتماد الأكاديمي وإدارة الجودة في التعليم الطبي. وقال: "إن الاعتماد الأكاديمي يعد من الركائز الأساسية التي تضمن استدامة التعليم الطبي وجودته، ويجب أن يكون محورًا رئيسيًا في تطوير المناهج التعليمية والتدريبية. من خلال تبني ثقافة الجودة والإدارة الفعّالة، يمكننا تحسين مخرجات التعليم الطبي وضمان تزويد المجتمع بكوادر صحية متميزة قادرة على مواجهة التحديات الصحية الراهنة".إلى ذلك، قدم الأستاذ الدكتور ريجنالد سيكيرا رؤى حول اعتماد برامج الطب، في حين ناقش الأستاذ الدكتور محمد هاني شحاتة تأثير التكنولوجيا في تحسين جودة التعليم الطبي،كما قدمت الأستاذة المساعدة ورئيسة لجنة ضمان الجودة، الدكتورة رباب أحمد، عرضًا عن دور التكنولوجيا في تحسين جودة التعليم الطبي للطلاب في الدراسات العليا، في الوقت الذي استعرض فيه أخصائي الجودة، الأستاذ خباب الحاج، كيفية التحول من الالتزام إلى الأداء العالي المتميز في تعليم المهن الصحية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز ثقافة الجودة بين الطلاب وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية.واختتمت الندوة بإستعراض عدد من إنجازات جامعة الخليج العربي في تحقيق معايير الاعتماد الدولية مثل ISO وACCM وWONCA، وهو الأمر الذي عزز من مكانتها كمؤسسة رائدة في التعليم الطبي والرعاية الصحية على المستويين الخليجي والإقليمي والدولي، كما قديم المشاركين عدد من التوصيات لتعزيز دور الجودة في تطور التعليم الطبي، من بينها رفع مستوى الكفاءة والاحترافية لدى الأطباء في المستقبل، وتحديث المناهج الطبية بانتظام لتواكب أحدث التطورات في المجال الطبي، بالإضافة إلى التركيز على التعليم التفاعلي ودمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم الطبي، وتعزيز ثقافة التقييم الشامل والمستمر.