عمان- يقال "إذا أردت طفلًا ذكيًّا، اقرأ له قصصًا"، لكن الأمر يصبح أكثر فائدة عندما تكون القصص بين يديه، تنمي مخارج حروفه، تعزز إتقانه اللغة العربية الفصحى، وتحافظ على انتمائه لهويته العربية وموروثها.اضافة اعلان
تزامناً مع احتفاء العالم بـ"اليوم العالمي للغة العربية" في 18 كانون الأول (ديسمبر)، الذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ العام 1973 ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فيها، أكدت المنظمة أن هذا اليوم يهدف إلى "إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها" من خلال برامج وأنشطة وفعاليات خاصة.
لذلك، أصبحت العديد من المؤسسات الدولية والعربية تولي اهتماما خاصا بهذا اليوم، وتسعى للحفاظ على اللغة العربية باعتبارها من أقدم اللغات، ولغة القرآن الكريم والرسالة السماوية التي حملت قيم الإسلام والتسامح والإخاء للعالم.
ومع التطورات السريعة في مختلف المجالات، والانفتاح العالمي المتزايد، تعد الإنجليزية كلغة عالمية الأكثر استخداما، مما دفع الكثيرين إلى اعتمادها حتى في محادثاتهم الشخصية. أمام هذا الواقع، تبرز أهمية الوقوف عند محطات تعزز مكانة اللغة العربية، وتعيد لها رونقها وجمالها، مع توسيع استخدامها في مختلف المجالات، والعمل على نشرها عالميا وفي مختلف الميادين.
من بين الأسباب التي يرى البعض أنها أسهمت في تراجع الاهتمام باللغة العربية وتفاصيلها لدى الأطفال واليافعين، الابتعاد عن قراءة القصص المخصصة لهم، خاصة في السنوات الأولى من أعمارهم. وهنا يبرز دور المعلمين والأهل والمختصين في كتابة القصص وسردها بأسلوب جذاب يشجع الأطفال على استخدام لغتهم الأم، وتسليط الضوء والتركيز على جمالياتها وثرائها ومكانتها.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، قد وجه كلمة بمناسبة هذا اليوم، أكد فيها أهمية الاعتزاز باللغة العربية التي تضرب جذورها في التاريخ وتشكل وعاء للفكر وهوية حضارية للأمة، وأنها تعكس هويتهم وترسم ملامح الشخصية العريية، وحفظ التراث الفكري والعلمي والإبداعي وتقديمه للحضارة الإنسانية، الأمر الذي يدفع لالتزام وزارة التربية والتعليم بالارتقاء باللغة العربية من خلال تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع العصر ويحافظ على التراث.
لذا، عمدت العديد من مدارس المملكة على الاحتفاء بهذا اليوم العالمي، بهدف تعزيز الهوية العربية في نفوس الطلاب، وأن تكون اللغة العريية الأساس في التواصل مع العالم بمختلف أطيافه، حتى تنتشر في العديد من بقاع العالم. وقد تم تخصيص حصص تعليمية للحديث عن هذا اليوم، بالإضافة إلى فقرات متخصصة في الإذاعة المدرسية.
وهنا، ينبغي أن يكون للمختصين دور في تعزيز اللغة الأم وترسيخها في ثقافة الطفل. وتقول الأديبة وكاتبة أدب الأطفال صفاء الحطاب، التي عملت معلمة للغة العربية لفترات طويلة، إن هناك حصة مكتبة تسمى "حصة القراءة الحرة"، تتضمن العديد من المحاور التي تقدم للطلاب، مما يعكس اهتمام الأطفال بها.
ولكن، كما تقول الحطاب "هناك بعض المعوقات التي يجب الالتفات لها. من أبرزها ضرورة تخصيص قصص تناسب كل مرحلة عمرية، بعيدا عن الاختيار العشوائي. كما يجب أن يكون المعلم أو من يقدم القصص على دراية بمستوى القصص المتوفرة وبالمرحلة العمرية المستهدفة".
وتشير الحطاب إلى نقطة أخرى تتعلق بأن اللغة العربية هي لغة حية، لكن غياب البرامج الكرتونية التي تستخدم الفصحى، بالإضافة إلى اعتماد مذيعي قنوات الأطفال على اللهجات العامية، جعل الفصحى تبدو غريبة نوعا ما على أذهان الأطفال والأجيال المقبلة، هذا عزز الاعتقاد بأنها لغة موجودة فقط في الكتب. وفقاً للحطاب، يتطلب هذا الأمر من المعنيين تقديم الكتاب بطريقة تفاعلية وجذابة، بحيث تكون قصة القراءة الحرة ممتعة وتشتمل على تمثيل للشخصيات وأداء تفاعلي. كما يجب أن تقرأ القصة على فقرات بين الأطفال لإيصال المعنى بأكثر من طريقة، مما يساعد على تعزيز متعة الطفل في تعلم لغته الغنية بالمفردات.
ومن بين هذه القصص، كانت "المكتبة الخضراء"، التي قرأها ملايين الأطفال في العالم العربي على مدار عقود. وكانت إحدى المجموعات الممتعة التي تمتلكها إسراء عواملة في طفولتها، حيث كانت تهتم بقراءتها خلال العطل المدرسية، وكان والدها يشتري لها قصة بين الحين والآخر، أو كانت تستعيرها من المكتبة أو من صديقاتها.
تقول سعاد إن الفراغ بين العطل كان يتيح المجال للقراءة، حيث كان الوقت ينقسم بين اللعب والقراءة في وقت لم تكن فيه الأدوات التكنولوجية حاضرة. كنا نكتفي بمشاهدة برامج الأطفال، التي كانت غالبا قصصا مترجمة بلغة عربية فصيحة. وكانت القصص تعد من أفضل أشكال التسلية في ذلك الوقت.
أما ختام عايد، وهي أم ومعلمة في الوقت ذاته، فتشتري القصص القصيرة لأطفالها لتحثهم على قراءتها، حتى وإن كانت لفترات قصيرة. وقد وجدت مجموعة من القصص القصيرة القديمة في إحدى المكتبات القديمة في عمان، مما أعاد لها ذكريات قراءة تلك القصص ورغبتها في أن يعيش أطفالها الخيال ذاته الذي عاشته حين كانت تقرأها.
ولكن، تتفق العديد من الأمهات على أن الشغف لقراءة القصص لم يعد لدى الأطفال كما في السابق، خاصة بوجود أدوات ترفيه مختلفة تظهر في كل عام، وتبعد الجيل عن القراءة، ليس فقط في العالم العربي بل تلك الشكوى لدى مختلف الأهالي في العديد من الدول ذات اللغات الأخرى.
معملة اللغة العربية في إحدى المدارس الثانوية أسيل الحياري، تقول في هذا الشأن، إن الطلاب والطالبات بشكل عام لديهم الكثير من الأمور التي تشغلهم عن القراءة، وأهمها الأدوات التكنولوجية، وهم في حالة ملل شديدة حين يمسكون كتبا للقراءة، وكأنه أمر روتيني غير مسلّ، ويعتقدون أن السبيل للتخلص من هذا الملل عن طريق الهواتف.
ووفق الحياري، فإن من يمسك الهاتف لا يشعر بالفترة الطويلة التي كان خلالها يتابع المقاطع أو يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، أو حتى للعب، ولكن إن أمسك الكتاب ولو لقراءة صفحة واحدة، فإنه سرعان ما يشعر بالملل، وينقل هذا الشعور إلى معلميه ووالديه، وهنا يحاول المحيطون به أن يشجعوه على قراءة كتبه المدرسية على أكثر تقدير.
بيد أن ما يفاجئ المعلمين، وفق الحياري، أن الطلبة يشعرون بالملل من القراءة حتى للكتب المدرسية، لذلك، فإنهم غير قادرين على أن يتوسعوا في قراءة باقي الكتب اللامنهجية، لإثراء لغتهم العربية، وهذا أمر كاف لأن تتقلص ظاهرة الاهتمام بقراءة القصص القصيرة، وقد تكون المسابقات هي ما يدفعهم إلى القراءة حتى ولو لفترات قصيرة.
واللغة العربية واسعة وفيها العديد من المترادفات، وغنية بالمعاني، التي يمكن يفهمها كل الأطفال أينما كانوا، وفق الحطاب، لكن هناك معوقات أخرى ومهمة، وهي التطور التكنولوجي الذي يستخدمه كل أفراد العائلة وليس فقط الأطفال، ويعمدون إلى استخدام لغة مختلفة وغريبة، أو لهجات عامية لا ترتقي حتى إلى اللغة العربية البسيطة، وهذا يقطع العلاقة بين الطفل ولغته الأم، ولا يستطيع التواصل فيها مع الآخرين.
الناشطة الاجتماعية التي أنشأت مبادرة متخصصة في تشجيع وقراءة القصص للأطفال، زهور دغيمات، تؤمن أن القراءة منذ الصغر، هي الركيزة الأساسية لتعزيز المفاهم اللغوية العربية لدى الأطفال، وبيد أنها ترى أن من أسباب ابتعاد الأطفال عن هذه الهواية المعززة "قلة القصص المؤلفة باللغة العربية الفصحى في أدب الأطفال، وخاصة مع انتشار التطور الكبير في وسائل التعليم الإلكتروني والإعلام الرقمي وتعدد اللهجات وعدم استخدام اللغة العربية الفصحى في الحياة اليومية". وتعتقد دغميات أن من الأهمية بمكان أن تتحدث معلمة اللغة العربية خلال الحصة المدرسية باللغة العربية الفصحى، مثلما يحدث باللغة الإنجليزية، وإعطاء العربية حقها أسوة باللغات الأخرى، وتقول إنها تسعى من خلال مبادراتها في مجال قراءة القصص للأطفال إلى أن تكون كل الجلسة من حديث وقراءة وتبادل أفكار باللغة العربية الفصحى وبصوت مرتفع، والابتعاد عن القصص المكتوبة باللهجة العامية أو أي لهجات أخرى، كما بتنا نرى مؤخراً. وتؤكد دغيمات، كذلك، أنها تعمل على تشجيع الأطفال على القراءة باللغة العربية من خلال تفعيل دور المكتبات العامة في جميع أنحاء المملكة ودمج القراءة والمطالعة بالأنشطة القرائية ودمج القراءة الإلكترونية واستغلالها، بما يخدم تشجيع القراءة للأطفال عن طريق القصص المحكية باللغة العربية الفصحى.
كما تسعى دغيمات، من خلال عملها التطوعي التوعوي، إلى جعل الحصة المكتبية ثابتة في جدول الحصص الرسمية وممارسة اللغة العربية في حصة اللغة العربية، حيث إن مقياس أو تقييم ما قرأ الطالب من الكتب يظهر من خلال استخدامه المفردات في المناظرات والموضوع التعبيري في حصة اللغة العربية، ودليل على اكتسابه مخزونا لغويا ودعم المبادرات المجتمعية التي تعنى بالقراءة العربية.
تزامناً مع احتفاء العالم بـ"اليوم العالمي للغة العربية" في 18 كانون الأول (ديسمبر)، الذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ العام 1973 ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فيها، أكدت المنظمة أن هذا اليوم يهدف إلى "إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها" من خلال برامج وأنشطة وفعاليات خاصة.
لذلك، أصبحت العديد من المؤسسات الدولية والعربية تولي اهتماما خاصا بهذا اليوم، وتسعى للحفاظ على اللغة العربية باعتبارها من أقدم اللغات، ولغة القرآن الكريم والرسالة السماوية التي حملت قيم الإسلام والتسامح والإخاء للعالم.
ومع التطورات السريعة في مختلف المجالات، والانفتاح العالمي المتزايد، تعد الإنجليزية كلغة عالمية الأكثر استخداما، مما دفع الكثيرين إلى اعتمادها حتى في محادثاتهم الشخصية. أمام هذا الواقع، تبرز أهمية الوقوف عند محطات تعزز مكانة اللغة العربية، وتعيد لها رونقها وجمالها، مع توسيع استخدامها في مختلف المجالات، والعمل على نشرها عالميا وفي مختلف الميادين.
من بين الأسباب التي يرى البعض أنها أسهمت في تراجع الاهتمام باللغة العربية وتفاصيلها لدى الأطفال واليافعين، الابتعاد عن قراءة القصص المخصصة لهم، خاصة في السنوات الأولى من أعمارهم. وهنا يبرز دور المعلمين والأهل والمختصين في كتابة القصص وسردها بأسلوب جذاب يشجع الأطفال على استخدام لغتهم الأم، وتسليط الضوء والتركيز على جمالياتها وثرائها ومكانتها.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، قد وجه كلمة بمناسبة هذا اليوم، أكد فيها أهمية الاعتزاز باللغة العربية التي تضرب جذورها في التاريخ وتشكل وعاء للفكر وهوية حضارية للأمة، وأنها تعكس هويتهم وترسم ملامح الشخصية العريية، وحفظ التراث الفكري والعلمي والإبداعي وتقديمه للحضارة الإنسانية، الأمر الذي يدفع لالتزام وزارة التربية والتعليم بالارتقاء باللغة العربية من خلال تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع العصر ويحافظ على التراث.
لذا، عمدت العديد من مدارس المملكة على الاحتفاء بهذا اليوم العالمي، بهدف تعزيز الهوية العربية في نفوس الطلاب، وأن تكون اللغة العريية الأساس في التواصل مع العالم بمختلف أطيافه، حتى تنتشر في العديد من بقاع العالم. وقد تم تخصيص حصص تعليمية للحديث عن هذا اليوم، بالإضافة إلى فقرات متخصصة في الإذاعة المدرسية.
وهنا، ينبغي أن يكون للمختصين دور في تعزيز اللغة الأم وترسيخها في ثقافة الطفل. وتقول الأديبة وكاتبة أدب الأطفال صفاء الحطاب، التي عملت معلمة للغة العربية لفترات طويلة، إن هناك حصة مكتبة تسمى "حصة القراءة الحرة"، تتضمن العديد من المحاور التي تقدم للطلاب، مما يعكس اهتمام الأطفال بها.
ولكن، كما تقول الحطاب "هناك بعض المعوقات التي يجب الالتفات لها. من أبرزها ضرورة تخصيص قصص تناسب كل مرحلة عمرية، بعيدا عن الاختيار العشوائي. كما يجب أن يكون المعلم أو من يقدم القصص على دراية بمستوى القصص المتوفرة وبالمرحلة العمرية المستهدفة".
وتشير الحطاب إلى نقطة أخرى تتعلق بأن اللغة العربية هي لغة حية، لكن غياب البرامج الكرتونية التي تستخدم الفصحى، بالإضافة إلى اعتماد مذيعي قنوات الأطفال على اللهجات العامية، جعل الفصحى تبدو غريبة نوعا ما على أذهان الأطفال والأجيال المقبلة، هذا عزز الاعتقاد بأنها لغة موجودة فقط في الكتب. وفقاً للحطاب، يتطلب هذا الأمر من المعنيين تقديم الكتاب بطريقة تفاعلية وجذابة، بحيث تكون قصة القراءة الحرة ممتعة وتشتمل على تمثيل للشخصيات وأداء تفاعلي. كما يجب أن تقرأ القصة على فقرات بين الأطفال لإيصال المعنى بأكثر من طريقة، مما يساعد على تعزيز متعة الطفل في تعلم لغته الغنية بالمفردات.
ومن بين هذه القصص، كانت "المكتبة الخضراء"، التي قرأها ملايين الأطفال في العالم العربي على مدار عقود. وكانت إحدى المجموعات الممتعة التي تمتلكها إسراء عواملة في طفولتها، حيث كانت تهتم بقراءتها خلال العطل المدرسية، وكان والدها يشتري لها قصة بين الحين والآخر، أو كانت تستعيرها من المكتبة أو من صديقاتها.
تقول سعاد إن الفراغ بين العطل كان يتيح المجال للقراءة، حيث كان الوقت ينقسم بين اللعب والقراءة في وقت لم تكن فيه الأدوات التكنولوجية حاضرة. كنا نكتفي بمشاهدة برامج الأطفال، التي كانت غالبا قصصا مترجمة بلغة عربية فصيحة. وكانت القصص تعد من أفضل أشكال التسلية في ذلك الوقت.
أما ختام عايد، وهي أم ومعلمة في الوقت ذاته، فتشتري القصص القصيرة لأطفالها لتحثهم على قراءتها، حتى وإن كانت لفترات قصيرة. وقد وجدت مجموعة من القصص القصيرة القديمة في إحدى المكتبات القديمة في عمان، مما أعاد لها ذكريات قراءة تلك القصص ورغبتها في أن يعيش أطفالها الخيال ذاته الذي عاشته حين كانت تقرأها.
ولكن، تتفق العديد من الأمهات على أن الشغف لقراءة القصص لم يعد لدى الأطفال كما في السابق، خاصة بوجود أدوات ترفيه مختلفة تظهر في كل عام، وتبعد الجيل عن القراءة، ليس فقط في العالم العربي بل تلك الشكوى لدى مختلف الأهالي في العديد من الدول ذات اللغات الأخرى.
معملة اللغة العربية في إحدى المدارس الثانوية أسيل الحياري، تقول في هذا الشأن، إن الطلاب والطالبات بشكل عام لديهم الكثير من الأمور التي تشغلهم عن القراءة، وأهمها الأدوات التكنولوجية، وهم في حالة ملل شديدة حين يمسكون كتبا للقراءة، وكأنه أمر روتيني غير مسلّ، ويعتقدون أن السبيل للتخلص من هذا الملل عن طريق الهواتف.
ووفق الحياري، فإن من يمسك الهاتف لا يشعر بالفترة الطويلة التي كان خلالها يتابع المقاطع أو يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي، أو حتى للعب، ولكن إن أمسك الكتاب ولو لقراءة صفحة واحدة، فإنه سرعان ما يشعر بالملل، وينقل هذا الشعور إلى معلميه ووالديه، وهنا يحاول المحيطون به أن يشجعوه على قراءة كتبه المدرسية على أكثر تقدير.
بيد أن ما يفاجئ المعلمين، وفق الحياري، أن الطلبة يشعرون بالملل من القراءة حتى للكتب المدرسية، لذلك، فإنهم غير قادرين على أن يتوسعوا في قراءة باقي الكتب اللامنهجية، لإثراء لغتهم العربية، وهذا أمر كاف لأن تتقلص ظاهرة الاهتمام بقراءة القصص القصيرة، وقد تكون المسابقات هي ما يدفعهم إلى القراءة حتى ولو لفترات قصيرة.
واللغة العربية واسعة وفيها العديد من المترادفات، وغنية بالمعاني، التي يمكن يفهمها كل الأطفال أينما كانوا، وفق الحطاب، لكن هناك معوقات أخرى ومهمة، وهي التطور التكنولوجي الذي يستخدمه كل أفراد العائلة وليس فقط الأطفال، ويعمدون إلى استخدام لغة مختلفة وغريبة، أو لهجات عامية لا ترتقي حتى إلى اللغة العربية البسيطة، وهذا يقطع العلاقة بين الطفل ولغته الأم، ولا يستطيع التواصل فيها مع الآخرين.
الناشطة الاجتماعية التي أنشأت مبادرة متخصصة في تشجيع وقراءة القصص للأطفال، زهور دغيمات، تؤمن أن القراءة منذ الصغر، هي الركيزة الأساسية لتعزيز المفاهم اللغوية العربية لدى الأطفال، وبيد أنها ترى أن من أسباب ابتعاد الأطفال عن هذه الهواية المعززة "قلة القصص المؤلفة باللغة العربية الفصحى في أدب الأطفال، وخاصة مع انتشار التطور الكبير في وسائل التعليم الإلكتروني والإعلام الرقمي وتعدد اللهجات وعدم استخدام اللغة العربية الفصحى في الحياة اليومية". وتعتقد دغميات أن من الأهمية بمكان أن تتحدث معلمة اللغة العربية خلال الحصة المدرسية باللغة العربية الفصحى، مثلما يحدث باللغة الإنجليزية، وإعطاء العربية حقها أسوة باللغات الأخرى، وتقول إنها تسعى من خلال مبادراتها في مجال قراءة القصص للأطفال إلى أن تكون كل الجلسة من حديث وقراءة وتبادل أفكار باللغة العربية الفصحى وبصوت مرتفع، والابتعاد عن القصص المكتوبة باللهجة العامية أو أي لهجات أخرى، كما بتنا نرى مؤخراً. وتؤكد دغيمات، كذلك، أنها تعمل على تشجيع الأطفال على القراءة باللغة العربية من خلال تفعيل دور المكتبات العامة في جميع أنحاء المملكة ودمج القراءة والمطالعة بالأنشطة القرائية ودمج القراءة الإلكترونية واستغلالها، بما يخدم تشجيع القراءة للأطفال عن طريق القصص المحكية باللغة العربية الفصحى.
كما تسعى دغيمات، من خلال عملها التطوعي التوعوي، إلى جعل الحصة المكتبية ثابتة في جدول الحصص الرسمية وممارسة اللغة العربية في حصة اللغة العربية، حيث إن مقياس أو تقييم ما قرأ الطالب من الكتب يظهر من خلال استخدامه المفردات في المناظرات والموضوع التعبيري في حصة اللغة العربية، ودليل على اكتسابه مخزونا لغويا ودعم المبادرات المجتمعية التي تعنى بالقراءة العربية.
0 تعليق