الرئيس فى النرويج

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هذه السنة، تمر ٨٨ سنة على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر والنرويج. ومع ذلك، لم يقم رئيس مصرى بزيارة المملكة الصديقة، قبل أن يزورها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، الأحد، فى إطار جولته الأوروبية، تأكيدًا لـ«الزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين فى السنوات الأخيرة»، بوصف العاهل النرويجى هارالد الخامس، الذى أشاد بهذا الزخم، وأعرب عن تقدير بلاده للدور المحورى، الذى تقوم به مصر، فى القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.

لدى المملكة الصديقة، مبعوثان خاصان للشرق الأوسط، والسودان وليبيا واليمن، إضافة إلى أن تور ونسلاند، مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نرويجى الجنسية، وكذلك جير بيدرسون، المبعوث الأممى لسوريا. ومع تشاركهما فى الجهود الداعمة للشعب الفلسطينى، ولشعوب الدول العربية الشقيقة، وكذا، فى انتهاج سياسة خارجية متزنة، تسعى إلى تحقيق الاستقرار والأمن المستدامين، على المستويين الإقليمى والدولى، تتشارك المملكة، باعتبارها ثامن دول العالم إنتاجًا للغاز الطبيعى، مع مصر، أيضًا، فى منتدى الدول المصدرة للغاز، الذى يضم، معهما، تسع دول أخرى، إضافة إلى سبع دول بصفة مراقبين.

جرت العادة على ألا يستضيف رؤساء وزراء النرويج أى مسئول أجنبى، أو فعالية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن يوناس جار ستور، رئيس الوزراء الحالى، أقام حفل شاى، غير رسمى، مساء أمس الأول، الأحد، بمقر إقامته، على شرف الرئيس السيسى، تقديرًا للدولة المصرية ورئيسها. وصباح أمس، الإثنين، بدأت أنشطة الرئيس الرسمية، بجلسة مباحثات ثنائية مع «ستور»، فى مقر الضيافة الحكومى، بالعاصمة النرويجية أوسلو، وشهدا توقيع عدد من الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين، ومذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسى، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.

بعد إشادتهما بالتطورات الإيجابية، والزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، جرى، خلال جلستى المباحثات، تأكيد أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتعزيز التعاون على مستوى قطاع الأعمال وغرف التجارة والصناعة، ورفع مستوى التبادل التجارى بين البلدين، إضافة إلى استعراض فرص التعاون الثلاثى فى إفريقيا. وفى هذا السياق، حرص الرئيس على تأكيد اهتمام مصر بالاستثمار والتوسع فى إنتاج الطاقة الخضراء، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. كما أكد الجانبان اهتمامهما بالحفاظ على دورية التشاور السياسى، وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، خاصةً فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط.

لاحقًا، التقى الرئيس السيسى الملك هارولد الخامس، فى القصر الملكى، بحضور ولى العهد النرويجى، وناقشا، أيضًا، سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف فى المحافل الدولية فى الموضوعات محل الاهتمام المشترك، كما تم استعراض جهود التهدئة، التى تقودها مصر لاستعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن النرويج ترأس «لجنة المساعدات الدولية المؤقتة للفلسطينيين»، AHLC، وتبذل الكثير من الجهود، بالتعاون مع مصر، من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى. كما اعترفت المملكة الصديقة، مع إسبانيا وإيرلندا، فى مايو الماضى، رسميًا، بدولة فلسطين. ووقتها، رأت مصر أن اعتراف الدول الثلاث «خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسى يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية».

.. وأخيرًا، زار الرئيس السيسى، أيضًا، مقر البرلمان النرويجى، والتقى رئيسه، مسعود قره خانى، ورئيس وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع، الذين أشادوا بالدور المصرى «المحورى والحكيم»، فى محيطها الإقليمى. ثم شارك، مساء أمس، فى عشاء عمل مع كبار مسئولى الشركات النرويجية والصناديق الاقتصادية والاستثمارية الكبرى فى النرويج بحضور ولى العهد. ومن المقرر أن يجرى، اليوم الثلاثاء، مقابلتين مع رؤساء شركتى «سكاتيك» و«انباور نيو»، فى ختام زيارته للمملكة، قبل أن يتوجه إلى جمهورية إيرلندا، ثالث محطات جولته الأوروبية التى بدأها، الخميس الماضى، بزيارة مملكة الدنمارك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق