تحل اليوم ذكرى وفاة الدكتور نبيل فاروق الرابعة، حيث توفى في مثل هذا اليوم من عام 2020، وهو الكاتب الذي ترك أثرا كبيرا بعدد من السلاسل التي كانت الأكثر توزيعا في وقتها، ولا زالت تباع بكميات كبيرة، ومنذ أن بدأ الكتابة عام 1984 ولم يتوقف حتى وفاته، وأنشأ جيلا محبا للقراءة وساعد الكثير من الشباب على الكتابة، وفي هذا التقرير تواصلنا مع ثلاثة كتاب من أبناء روايات مصرية للجيب والذين كان لهم تواصل كبير مع الدكتور نبيل فاروق، وكان سببا في توجههم للمؤسسة العربية الحديثة، وهم الدكتور سيد زهران، والكاتبة والمترجمة علا سمير الشربيني، والكاتب أحمد فكري..
سيد زهران: ترك أثرا كبيرا
يقول الكاتب الدكتور سيد زهران: “في ذكرى وفاة الدكتور نبيل فاروق، كم يصعب على نفسي مجرد التفكير في هذا، فأنا أشعر دائما أنه لم يرحل. كان عظيما في مواقفه، مازلت أتذكر أخر معرض كتاب في مدينة نصر، عندما قال لي (مبروك) على أول إصدار لسلسلة (الطارق).. وأنا أقوم بتوصيله لسيارته، كان مجهدا بعض الشيء، رغم ذلك حضر لمعرض الكتاب.. للقاء جمهوره، وليبارك لنا على الإصدارات الجديدة.. هذا الرجل ترك آثر لن يستطيع أحد، مهما كانت مهارته.. الاقتراب حتى من إنتاج ربعه! فقد كان غزير العناوين.. لدرجة تشعر معها بالإشباع. ولن أخفى عنك سرا لو قلت لك أنى حتى الآن لم أقرأ بعض الأعداد المحدودة فى سلسلة رجل المستحيل، خاصة النهاية، ليظل هناك شيء ما عالق أنتظره بشغف”.
علا سمير الشربيني: كانت أجمل مفاجأة أن أرد على الهاتف وأجده على الطرف الآخر
فيما تقول الكاتبة والمترجمة علا سمير الشربيني: 4 أعوام طويلة ومريرة مضت منذ فارقنا العظيم د. نبيل فاروق، الكاتب والإنسان الاستثنائي.
في طفولتي، كنت وإخوتي من أوائل الحريصين على اقتناء إصدارات روايات مصرية للجيب أولًا بأول، وبالذات سلاسل د. نبيل، ولا أنسى أنني فزت في مرة بجائزة في مسابقة سلسلة زووم، ونُشر اسمي في أحد أعدادها. ارتبطت للغاية بأعماله وتمنيت أن أصبح يومًا كاتبة من شدة تعلقي به وانبهاري بموهبته.
وبالفعل، حقق لي القدر أمنيتي بعد سنوات طويلة، وبالغ في كرمه معي عندما أتاح لي فرصة أن أصبح كاتبة في نفس دار النشر التي صنعت اسم أستاذي ومعلمي وتبنت موهبته.. روايات مصرية للجيب، ليتاح لي ليس فقط لقاؤه، بل أيضًا العمل تحت إدارته.
حدث ذلك في عام 2020، عندما تولى د. نبيل فاروق منصب مدير النشر في الدار، وحدثه نائبه الأستاذ حازم شفيق عني، وكانت أجمل مفاجأة يوم أن رددت على الهاتف وسمعت صوت د. نبيل من الطرف الآخر، ودعاني لاجتماع في مكتبه بالعبور، وهناك فوجئت به يقول أنه قد قرأ روايتي هاليو، وأنه معجب بها، وبفكرتها المبتكرة، وسألني كيف استطعت الإلمام بكل هذه التفاصيل الخاصة بكوريا!! وكدت أبكي وأنا أسمعه يشيد بي وبروايتي. انتهى هذا اللقاء بضمي لفريق النشر المعاون لدكتور نبيل فاروق، وكانت أجمل أيام، ولا أملك إلا الرضا بقضاء الله، الذي لم يكتب لهذه الأيام أن تطول أكثر من ذلك.
أدين بكثير من الفضل لأستاذي العظيم الراحل، الذي تعلمت منه الكثير، علمني أن الكاتب الجيد لا بد أن يكون قارئًا جيدًا، علمني أن البساطة والصدق هما الطريق إلى القلوب، وأن العظيم بحق هو المتواضع، الذي يمد يده للصغار ويمنحهم الفرصة ويرعاهم.. علمني الكرم والتعاون وتشجيع العاملين معه والإشادة بهم، باختصار كان أسطورة لن تتكرر.
أحمد فكري: كان أبا جميلا
أما الكاتب أحمد فكري فيقول: الدكتور نبيل فاروق دعمني كثيرا جدا، وحضر معي أول حفل توقيع لي، يومها أذكر أنني طلبت منه أن يصعد ويجلس على المنصة بجواري، وبدأ حفل التوقيع، وفوجئت به يقول لي:" أنا قرأت كل ما كتبته"، حتى انني شاركت معه فيما بعد في كتاب "سوبر ميجا"، وجدته يتصل بي شخصيا ويقول لي أنه اختارني لان أكون معه في الكتاب، وفعلا حدث ما أراد، نبيل فاروق دعم كثيرا من الكتاب في جيلي.
0 تعليق