في عيده.. ماذا كتب الفلاح الفصيح في شكواه البليغة؟ ولماذا أعادها 9 مرات؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يحتفل المصريين اليوم الموافق 9 سبتمبر من كل عام، بيوم "عيد الفلاح" الذي يوافق تاريخ إعادة توزيع ملكية الأراضى الزراعية من يد الإقطاعيين إلى صغار الفلاحين، بعد ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢.

وبهذه المناسبة، نعود بالتاريخ الآلاف السنوات، لنكشف أسرار من شكوى الفلاح الفصيح، في مصر القديمة، تلك الشكوى التي وصفها النقاد بالشكوى الأكثر بلاغة.

ماذا تحكي قصة الفلاح الفصيح؟

ووفقا لموسوعة مصر القديمة، وقعت قصة الفلاح الفصيح في عهد الملك «نب كاورع» أحد ملوك هرا كليوبوليس (أهناس المدينة الحالية) ويحمل لقب «خيتي» وقد حكم البلاد في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد، وتعرض هذا الفلاح إلى ظلم كبير، على أيدي أحد موظفي الدولة، فدبر حيلة للاستيلاء علي حمير الفلاح عنوة هو وأتباعه.

ولما علم هذا الفلاح بشهرة عدالة «رنزي» المدير العظيم لبيت الملك، ولى وجهه شطر المدينة ليشكو إليه ما حاق به، فماذا قال في شكوته؟
 

نص شكوى الفلاح الفصيح


فقال الفلاح في شكواه أمام مدير البيت العظيم: “يا مدير البيت العظيم، يا سيدي، يا عظيم العظماء يا حاكمًا على ما قد فني وما لم يفن، وإذا ذهبت إلى بحر العدل وسحت عليه في نسيم عليل، فإن الهواء لن يمزق شراعك وقاربك لن يتباطأ، ولن يحدث لساريتك أي ضرر، ومرساك لن يكسر، ولن يغوص قاربك حينما ترسو على الأرض”.

ولن يحملك التيار بعيدًا، ولن تذوق أضرار النهر، ولن ترى وجهًا مرتاعًا، والسمك القفاز سيأتي إليك وستصل (يدك) إلى أسمن طائر. إنك أب لليتيم، وزوج للأرملة، وأخ المهجورة، ومئزر لذلك الذي لا أم له، دعني أجعل اسمك في هذه الأرض فوق كل قانون عادل؛ فتكون حاكمًا خلوًا من الشره وشريفًا بعيدًا عن الدنايا ومهلكًا للكذب ومقيمًا للعدل، رجلًا يلبي نداء المستغيث. إني أتكلم؛ فهل لك أن تسمع. أقم العدل أنت يا أيها الممدوح الذي يمدح من الممدوحين. اكشف عني الضر انظر إلى أن حملي ثقيل "اختبرني، إني ضعت".

وقد أمر الملك "خيتي" ألا يبت في أمر ذلك الفلاح الفصيح حتى يكرر الشكوى، فيكون ذلك مصدر خطب بليغة أخرى يغتني بها الأدب المصري القديم، حتى كرر الفلاح ٩ مرات.

535.jpg

بلاغة الشكوى الخامسة للفلاح الفصيح

وكرر الفلاح الفصيح شكوته،  وفي المرة الخامسة قال: يا أيها المدير العظيم للبيت يا سيدي … لا تحرمن رجلًا رقيق الحال من أملاكه، ولا ضعيفًا تعرفه، فإن أملاك الرجل الفقير بمثابة النفس له ومن يغتصبها يكتم أنفه. لقد نصبت لتسمع الشكاوى وتفصل بين المتخاصمين وتضرب على يد السرقة، ولكن تأمل فإن ما تفعله هو أنك تنحاز إلى اللص. والإنسان يضع أمله فيك ولكنك أصبحت معتديًا، لقد نصبت سدًّا للفقير لتحفظه من الغرق ولكن تأمل فإنك تياره السريع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق