دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقل مستخدمون للشبكات الاجتماعية مقطع فيديو يُزعم أنه يظهر الرئيس المخلوع بشار الأسد وهو يعلن تخليه عن منصبه واعتذاره للشعب السوري.
جاء تناقل الفيديو بالتزامن مع سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق وسقوط نظام عائلة الأسد الذي احتفظ بالسلطة لفترة دامت أكثر من 5 عقود.
خلال المقطع المتداول، الذي كان رائجًا على منصات اجتماعية عديدة، ظهرت صورة بشار الأسد، بينما كان هناك صوتًا مشابهًا له يقول: "أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد... قررت التخلي عن منصب رئيس الجمهورية ونقل الصلاحيات إلى رئيس مجلس الشعب، على أن يتم إعلان مصالحة وطنية شاملة وإجراء انتخابات ديموقراطية خلال عام واحد... وأطالب تلك القوات بالانسحاب من الأراضي السورية والتراجع عن كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع روسيا وإيران. أخيرًا أعتذر من الشعب السوري العظيم عما بدر طوال سنوات مني ومن عائلتي".
حين تحقق موقع CNN بالعربية من صحة المقطع، وجد أن سياقه غير صحيح، فلم تصدر بيانات موثوقة عن الرئيس المخلوع حتى رحيله عن السلطة ومغادرته البلاد. وكان مصدر رسمي روسي قال لشبكة CNN، الأحد، إن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو بعد حصولهم على حق اللجوء.
وعند البحث العكسي عن الفيديو، وجدنا أنه جرى تناقله للمرة الأولى في عام 2023، بعد أن نشرته آنذاك قناة على موقع يوتيوب تحمل اسم "محمد الخطيب"، في 2 سبتمبر/أيلول 2023.
آنذاك، كتب صاحب القناة: "هذا الكلام غير حقيقي وأنه لأغراض التسلية فقط تم إنشاءه عبر الذكاء الصناعي"، وحصل الفيديو على أكثر من مليون و274 ألف مشاهدة في القناة.
وقبل يومين من سيطرة المعارضة على دمشق وانهيار نظام الأسد، عاودت قناة محمد الخطيب، نشر الفيديو، لكنه هذه المرة لم يقم بالإشارة إلى كون الفيديو منتج بالذكاء الاصطناعي، وأنه حصد 24 ألف مشاهدة على الأقل.
بينما ظهر المقطع بنسخ أخرى عبر حسابات وصفحات أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق سحب الصوت الوارد في فيديو قناة محمد الخطيب، ونشره مرفقًا بصور أخرى لبشار الأسد، باعتباره مقطع صوتي. وكان بين من نشروا المقطع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.
تقنيًا، وجد موقع CNN بالعربية أن الفيديو المنسوب لبشار الأسد منتج عن طريق التزييف العميق، التي رائجة لا سيما في وقت الأحداث السياسية والصراعات العسكرية، وسبق أن استخدمت قناة محمد الخطيب هذه التقنيات في إنتاج مقاطع فيديو مشابهة.
ولاحظنا أن صورة الأسد تبدو ثابتة تمامًا خلال الفيديو، بينما لا يتحرك سوى فكيه بصورة لا تتسق مع منطوق الكلام أثناء المقطع. تعد هذه اللفتة إحدى المؤشرات التي يمكن للجمهور ومدققي الحقائق اكتشاف المواد المنتجة عن طريق التزييف العميق.
0 تعليق