تبدو الديمقراطية مجروحة ولكنها لم تُهزم مع دخولها عام 2025. في عام شهد توجه دول تمثل تقريبًا نصف سكان العالم إلى صناديق الاقتراع، تحملت الديمقراطيات العنف والمخاطر الكبيرة، لكنها أظهرت أيضًا مرونة ملحوظة.
فقد نجا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من محاولتي اغتيال، ورغم المخاوف من نتيجة متنازع عليها أو اضطرابات، عاد ترامب إلى البيت الأبيض بفوز واضح، ومن المتوقع أن يتم الانتقال السلمي للسلطة الشهر المقبل.
وفي المكسيك، شهدت البلاد أكثر انتخابات دموية في تاريخها الحديث مع اغتيال 37 مرشحًا قبل التصويت، لكنها تمكنت من انتخاب أول امرأة تتولى منصب الرئيس، كلوديا شينباوم.
وعبر أربع قارات، أطيح بالقادة الحاليين من مناصبهم في انتخابات شهدت غالبًا أعمال عنف، لكنها نجحت في النهاية في تحقيق الوظيفة الأساسية للديمقراطية: الانتقال المنظم للسلطة وفقًا لإرادة الناخبين.اضافة اعلان
لماذا الأمر مهم؟
سلطت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية هذا الشهر الضوء على أهمية صحة الديمقراطية. وفي غضون ساعات قليلة مثيرة للدهشة، أعلن رئيس كوريا الجنوبية الأحكام العرفية في خطاب تلفزيوني مساءً، لكنه تراجع بسرعة بعد مواجهة من البرلمان والجماهير.
فيما بعد، صوت البرلمان على عزل الرئيس يون سوك يول، لكنه رفض الاستقالة في انتظار قرار المحكمة الدستورية. تسببت الأحداث في اضطرابات في الأسواق وأثارت قلق حلفاء كوريا الجنوبية بشأن قدرتها على ردع كوريا الشمالية المسلحة نوويًا.
تحولات سياسية في أوروبا
في أوروبا، حقق اليمين المتطرف مكاسب في ألمانيا وفرنسا والنمسا والبرلمان الأوروبي ورومانيا، حيث ستُعاد الانتخابات الرئاسية بعد اتهامات بتدخل روسي.
وأثارت هذه التحولات نقاشات حول ما إذا كانت أوروبا تعيش نسخة أخف من ثلاثينيات القرن الماضي، عندما صعد الفاشيون إلى السلطة.
ما يقوله تقرير "فريدوم هاوس"
قالت يانا غوروخوفسكايا، مديرة الأبحاث في "فريدوم هاوس"، إن الأنظمة الاستبدادية أصبحت أكثر قمعًا، مشيرة إلى الانتخابات الشكلية في روسيا وإيران وفنزويلا. وأضافت أن الناخبين لم يكن لديهم خيار حقيقي في ربع الانتخابات التي أجريت بين 1 يناير و5 نوفمبر.
وأضافت: "المشكلة ليست أن الديمقراطية تخسر الأرضية، بل أن الأنظمة الاستبدادية تزداد سوءًا."
ماذا عن عام 2025؟
من المقرر إجراء عدد أقل بكثير من الانتخابات في عام 2025، لكن ألمانيا ستختبر مرة أخرى جاذبية اليمين المتطرف في بلد وضع ضوابط لمنع المتطرفين من الوصول إلى السلطة بعد حقبة النازية.
وسيدلي الناخبون الألمان بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد في 23 فبراير. فيما سيكون التركيز أيضًا على كيفية أداء المؤسسات الديمقراطية، مثل الصحافة الحرة والقضاء المستقل، في ظل القادة الذين وصلوا إلى السلطة هذا العام.
تغيرات درامية في سوريا وبنغلاديش
في بنغلاديش، بدأ رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس إصلاحات انتخابية بعد احتجاجات جماهيرية أجبرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الهند. وقال يونس إن الانتخابات قد تُجرى بحلول نهاية عام 2025 إذا تم تنفيذ الإصلاحات الأساسية.
أما في سوريا، وبعد 13 عامًا من الحرب الأهلية، استولى المتمردون على العاصمة دمشق في تقدم خاطف، مما أجبر الرئيس بشار الأسد على الفرار إلى روسيا. وتدار سوريا الآن جماعات متمردة بقيادة "هيئة تحرير الشام.
ورغم حديث الحكام الجدد عن التسامح وسيادة القانون، لم تصدر أي تصريحات علنية حول الانتخابات حتى الآن، بحسب رويترز.
0 تعليق