ريشة الرشدان تترجم الحالات الفكرية برسومات تجريدية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تستلهم الفنانة التشكيلية الدكتورة ميمنة وصفي الرشدان معظم مواضيعها من الواقع، لتكون مادة لعمل فني تجريدي. وتبدأ بتكوين الحالة الذهنية المناسبة وتحديد الألوان التي عليها استخدامها في بناء كيان اللوحة، التي تحمل في طياتها الخصائص الجمالية والبنائية للشكل والمضمون.اضافة اعلان
احترفت الرشدان الرسم في العقد الرابع من عمرها. وساعدها في ذلك والدها، بالإضافة لانضمامها إلى جاليري "الدار آرت" الذي كان له دور كبير في تعزيز موهبتها. كما ساعدتها الفنانة التشكيلية مرام حسن، التي آمنت بقدراتها الفنية.
واختارت الرشدان، الحاصلة على درجة الماجستير في طب الأسنان واختصاصية في تقويم الأسنان، الأسلوب التجريدي، لأنها وجدت فيه الغموض، ما دفعها للتساؤل والتأمل والتعمق في الرموز، على عكس الأسلوب الكلاسيكي الذي ينقل الصورة كما هي تماما. وتعتبر أن الألوان هي أساس جمالية اللوحة، حيث تكمن في اختيار درجات الألوان الصحيحة.
ولذلك، تركز على التفاصيل في لوحاتها، سواء من ناحية الألوان أو دمجها بطريقة سلسة، بحيث تكون مريحة للنظر وتبعث الحماسة في المتلقي. وتحرص على أن يشعر المتلقي بتأثير واضح في لوحاتها الفنية، قائلة إن هدفها هو الوصول إلى أعماق إحساسه، لتحفيزه واستمرار تفكيره في هذا العالم الجميل، حسب وصفها.
ومن خلال الرسم، تترجم الرشدان الحالات الفكرية والروحية، على شكل رسومات تجريدية تمثل كتابة مقروءة. تتفاعل هذه الرسوم مع فكرة المحاكاة لكل ما هو واقعي، متأثرة دائما بجمال الطبيعة الأردنية وألوان الدحنون.
وقالت الرشدان، في حديثها لـ"الغد"، إن أعمالها الفنية كافة جزء منها، موضحة "أعيد النظر إليها مرارا وتكرارا مع محاولة للتعلم من أجل تفادي الأخطاء إن وجدت".
ويعد الفن التشكيلي بالنسبة لها شيئاً يعبر عن رغباتها وقيمها وأحلامها وخيالها وأفكارها، مشيرة إلى أنها متأثرة بالحضارة الإنسانية وبالفن الإسلامي وبأعمال الفنانين العراقيين للزينة. وتبين أن إحدى لوحاتها لاقت قبولاً كبيراً بين الفنانين من مختلف الجنسيات، أثناء مشاركتها في أحد المعارض الخارجية، ما أعطاها حافزاً في الاستمرارية في مشروعها الفني.
وتميل الرشدان في أعمالها الفنية إلى استخدام مفردات الطبيعة، لأنها ترى فيها الجمال والثراء، اللذين تستقي منهما دون كلل أو ملل، ووفق ما تؤكده، فإنها تستهوي الطبيعة في مجمل لوحاتها التي تتميز بألوانها المبهجة.
وتشير إلى أن الرسم يبقى وسيلة تعبير لما يجول في الداخل من آراء ومشاعر، لافتة إلى أن تناغم وتراكم الأفكار يبينان قدرة إبداع الفنان بالمسألة التشكيلية، وهذا ما تعلمته في الدورات التدريبية التي تلقتها في مجال الرسم في "الدار آرت" بإربد.
وتتابع الرشدان تطور الفن التشكيلي، ما يدفعها دائماً للبحث والتحري والتجديد، بما يتناسب مع التطور الزمني والفكري، مشيرة إلى أن ما يمتلكه الأردن من طبيعة وفكر ثقافي، يساعد الفنان على لعب دور مهم ومؤثر لتوثيق موروث عبر تجسيده في أعماله الفنية النابضة بمشاعره وأحاسيسه.
وتبين أن الفن يقوم بإيجاد حالة من التوازن الروحي والعقلي اللذين يمنحان القدرة على العطاء والإبداع، مؤكدة  أن انتماء العمل الفني ليس بالضرورة أن يكون إلى مدرسة بحد ذاتها، فقد يكون وليد أكثر من مدرسة وقد يكون وليد ذاته في لحظة معينة، المهم أن يكون لدى هذا العمل القدرة على محاورة الناظر إليه وأن يكون بينهما ذلك العبور السلس عن طريق الشكل واللون.
وشاركت الرشدان في معارض للفنون التشكيلية المتنوعة، لتبقى فنانة فاعلة ومؤثرة في مجموع النشاطات في الساحتين المحلية والدولية، وكان أبرزها في معرض تركيا الدولي.
وترسم بالألوان الزيتية لوحاتها، وأقل لوحة تستمر لمدة ليست بالقصيرة، والسبب، بحسبها، يعود إلى حالة من التعايش مع اللوحة، كأنها قطعة من روحها، وتمتزج بكل جوارحها، لتكتمل بصورة مبهرة وفكرة ملهمة، معبرة عما يجول في داخلها من خلال اللوحات التي تدشنها لترسم الحق والخير والجمال والإرادة والعزيمة والاعتزاز بالنفس. وتتمنى الرشدان، في ختام حديثها، الاستمرار في شغفها الذي يعد متنفساً لها وراحة وتخفيفاً من أعباء الحياة، إضافة إلى ذلك تتمنى أن تكون أعمالها مصدر إلهام للشباب.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق