ميخائيل هراري
بدأ وقف النار في لبنان قبل أقل من شهر. وعمليا يفترض أن يكون دائما. لكن يوجد انعدام يقين في مسألة ماذا وكيف سيحصل في نهاية الستين يوما من وقف النار المؤقت. كما يذكر، قوات الجيش الإسرائيلي يفترض أن تنسحب من أراضي لبنان حتى ذلك الحين. في نقطة الزمن الحالية يبرز مفهومان مختلفان. الجانب اللبناني يفسر وقف النار بتعابير العودة إلى قرار 1701، وان كان في ظروف مختلفة عن تلك التي كانت في 2006. اما الآن فيدور الحديث عن ضربة ساحقة تلقاها حزب الله، ضربة تؤثر منذ الآن على الساحة الداخلية في لبنان. واضح جهد أكثر كثافة لانتخاب رئيس لا يمليه حزب الله. وفي الطائفة الشيعية يبلغ عن أصوات معارضة للحزب ينبغي أن نرى اذا ما وكيف ستتطور.اضافة اعلان
من ناحية إسرائيل، وان كان الحديث يدور عن العودة إلى صيغة 1701، لكن التفكير الإسرائيلي بعيد عن ذاك الذي كان في 2006 ويعتمد أقل بكثير على الاحتواء. يضاف انهيار نظام الأسد في سورية إلى ذلك. الصورة في دمشق ليست واضحة بما يكفي، لكن تداعياتها على لبنان، إيران والمنطقة كلها ذات مغزى وباتت واضحة. من هذه الناحية السؤال ما سيحصل في الـيوم الـ 61 لوقف النار في لبنان يتلقى معنى خاصا. من المهم الانتباه في هذا الشأن لموعدين مهمين: جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني ودخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.
تسعى إسرائيل لان تضمن احترام مصالحها الأمنية مع لبنان بعناية. وعليه فمن المتوقع أن تفسر بتوسع كتاب الجانب الأميركي الذي يسمح لها، ظاهرا، بحق التدخل عسكريا – بقدر ما يكون متفقا في الأمر مع الأميركيين. فضلا عن ذلك، يوجد في إسرائيل إحساس بالإنجاز، تعزز وعن حق في ضوء ما يحصل في سورية.
يشرح الأمر استمرار الأعمال العسكرية في لبنان الآن بشكل يثير النقد في لبنان، وفي أوساط المراقبين على وقف النار أيضا. ترتبط هذه الأعمال بالاعمال العسكرية الإسرائيلية في سورية.
من ناحية لبنان، تخلق الظروف الجديدة شروطا محسنة لتعزيز سيادته في كل أراضيه. انتخاب رئيس، بشكل يترجم ضعف حزب الله، هو شرط ضروري ومسبق لبداية مسيرة تحقق السيادة، في الجنوب وما وراءه. هذا أيضا ما تريد إسرائيل أن يحصل.
السؤال الحرج هو، هل الساحة السياسية والاجتماعية في لبنان ستنجح في تجنيد عظمة الروح اللازمة وتعمل بنجاح على تنفيذ مسيرة معقدة ومركبة من تعزيز استقلالية مؤسسات الدولة؟ وبالتوازي هل يوجد لإسرائيل طول الروح والتفهم الكافي كي تسمح لهذه المسيرة بان تتجسد؟
إسرائيل ملزمة بان تحدد جيدا أهدافها الإستراتيجية حيال الساحة اللبنانية. وفي نفس الوقت من الواجب عليها أن تتبنى ضبطا للنفس بشكل لا يمس، قبل الأوان، بفرص تحقق سياقات لبنانية داخلية تخدم بشكل مباشر مصالح إسرائيل. غني عن القول انه حذار عليها ان تتدخل أو حتى أن تظهر هكذا، في هذه السياقات. مطلوب تنسيق توقعات في المستوى السياسي، مثلما أيضا حيال الرأي العام في إسرائيل. والا فثمة خطر أن نعود الى وصفة معروفة من السنة الأخيرة.
0 تعليق