ممارسات فعالة للحد من الأخطاء والتأثيرات السلبية للأدوية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- تعد الأدوية من التدخلات العلاجية الأكثر شيوعا في مجال الرعاية الصحية، وقد أصبحت أكثر تعقيدا في الوقت الحالي. فعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي يحصل عليها المرضى التي تتعلق بجودة الحياة والشفاء من المرض، فإن العديد منهم يتعرضون لمشاكل صحية ومضاعفات كبيرة نتيجة للأخطاء في الأدوية أو للاستخدام الخاطئ لها. اضافة اعلان
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أخطاء الأدوية تحدث بشكل متكرر في الأنظمة الصحية حول العالم، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن 50 % تقريبا من الأضرار القابلة التي يمكن تجنبها من قبل المرضى على مستوى العالم، تعود لاستخدام الأدوية والعلاجات الأخرى بشكل غير ملائم. ويمكن أن يكون ما يمثل ربع هذه الأضرار التي يمكن تجنبها، خطيرا أو مهددا للحياة.
وحتى عندما لا تكون الأخطاء ضارة أو شديدة، فإنها يمكن أن تزيد من تكلفة الرعاية وتقلل من جودتها. ومع زيادة الوعي بحجم المشكلة، أصبح هناك تركيز على ضمان ثقافة السلامة في الأنظمة الصحية. فمن خلال التعليم المناسب والتثقيف الملائم، والسياسات، وأدوات وصف الأدوية، وأنظمة التبليغ والتعلم، يمكن تقليل الأخطاء وحماية المرضى.
ما الأنواع الأكثر شيوعا من أخطاء الأدوية؟ 
تشير معظم الدراسات إلى أن هناك خمسة أنواع رئيسية من أخطاء الأدوية، وهي تلك المتعلقة بالوصفات الطبية، سلامة النقل، التحضير أو الخطأ في وضع الملصقات، الإدارة والمراقبة. فقد تحدث أخطاء أثناء عملية تصنيع الدواء، على سبيل المثال، عندما يتم تصنيف العبوة بشكل غير صحيح أو عند إدخال مواد مغشوشة ومغلوطة.
الوقاية من التأثيرات السلبية للأدوية
تعد الأخطاء والتأثيرات السلبية للأدوية مشكلة متعددة الأوجه، ولا توجد حلول موحدة تناسب جميع الحالات، بل إن هناك حاجة إلى وضع مناهج مصممة خصيصا لفهم المخاطر والتخفيف منها. ويمكن أن تساعد الأنظمة المحسنة في تقليل معدلات الخطأ، مثل الوصفات الإلكترونية والتوزيع الآلي. ومن الضروري التبليغ عن جميع أخطاء الأدوية والحوادث التي كادت تقع، بغض النظر عما إذا كان المريض قد تضرر أم لا، ومن المهم كذلك وجود عمليات لتحقيق وتحليل البيانات. ومن خلال بناء دليل مرجعي يمكن الاستناد إليه فحسب، يمكن للأنظمة الصحية فهم كيفية حدوث الأخطاء بشكل أفضل وبالتالي كيفية منعها.
"ازداد استخدام الأدوية بسبب ارتفاع الالتزام بالتوجيهات المستندة إلى الأمراض. وبسبب ذلك، فإن هذا الاستخدام المتزايد يؤدي إلى زيادة في المخاطر والأخطاء والأحداث الضارة المرتبطة بالأدوية، التي يمكن تقليلها أو حتى منعها من خلال تحسين الأنظمة وممارسات استخدام الأدوية"، وفق منظمة الصحة العالمية "الأدوية بدون ضرر 2023".
إن ثقافة السلامة في النظام الصحي حيوية لضمان سلامة الأدوية. ومع التعليم والتثقيف والدعم والأدوات اللازمة، يمكن للمختصين بالرعاية الصحية فعل الكثير لضمان الممارسة الآمنة.
يمكن "للممارسات الخمس الصحيحة" لسلامة الأدوية، أن تساعد العاملين في المجال الصحي الذين يعطون الأدوية، على تجنب الأخطاء.
تقضي أفضل الممارسات بأن يحرص الممرضون والممرضات وغيرهم على إجراء الفحوصات اللآتية قبل وصف الدواء:
- تحديد المريض الصحيح: يجب التحقق من اسم المريض باستخدام أدوات تعريف (مثل سوار المعصم والوصفة الطبية)، وتوجيه المريض للتعريف عن نفسه إذا كان يمكنه ذلك.
- تحديد الدواء الصحيح: التحقق من ملصق الدواء مقارنة بما تم وصفه.
- تحديد الجرعة الصحيحة: التأكد من الجرعة باستخدام المراجع الحالية، مثل البروتوكولات المحلية أو الدليل البريطاني للأدوية (BNF). وإعادة احتساب الجرعة وتوجيه زميل للتحقق منها إذا لزم الأمر.
- تحديد الطريقة الصحيحة: التحقق من ملاءمة الطريقة الموصوفة وسؤال المريض ما إذا كان بإمكانه تناول الدواء بهذه الطريقة. على سبيل المثال، هل يستطيع بلع قرص أو كبسولة؟
- تحديد الوقت الصحيح: التحقق من تكرار الدواء الموصوف والتأكد من وقت إعطاء الجرعة الأخيرة. ولذلك فعلى العاملين في المجال الصحي أن يستخدموا جميع الموارد المتاحة المستندة إلى الأدلة لضمان التحديث المستمر لمعارفهم ومهاراتهم. 

الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/ وزارة الصحة 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق