عمان - تستلهم الفنانة التشكيلية رشا محمد حجاوي مفردات أعمالها الفنية من الواقع بأسلوب تعبيري واقعي يعكس رؤيتها للقضايا الاجتماعية. إذ ترى رشا أن الفن التشكيلي وسيلة فريدة لتسليط الضوء على هذه القضايا.
تحمل لوحاتها في طياتها أشخاصا أو أشياء مستمدة من الحياة اليومية، محولة ما يجول في خاطرها وخيالها إلى أشكال، رموز، وألوان متعددة. هذا التميز يمنح المشاهد فرصة لرؤية العمل من زوايا مختلفة، حيث يمكن لكل فرد استنباط مشاهد ومعان خاصة به.
بأسلوبها الواقعي، تمزج حجاوي بين اللون والرؤية التعبيرية عبر ريشتها، لتقدم تجربة بصرية جميلة.
وتؤكد أن الرسم هو المحرك الأساسي الذي تفرغ طاقاتها من خلاله، حيث تجد نفسها في عالمها الخاص وهي ترسم. وترى أن لكل فنان طقوسه الخاصة، وبالنسبة إليها، تعيش حالة تأمل تجمع بين الواقع والخيال بأسلوب تعبيري.
عندما يقف المتلقى أمام لوحاتها، يرى أن ريشة حجاوي تترجم مواضيع مختلفة تتضمن الفرح أو المعاناة والأوقات الصعبة، فتبرز من خلالها مشاعرها وأحاسيسها التي تعجز عن التعبير عنها بالكلمات. إذ تحول تلك اللحظات إلى أعمال فنية تحمل عمقا وخصوصية متفردة.
تعتمد في ذلك على امتلاء ذاكرتها وتحفيز خيالها لتغوص في الأعماق، مستخرجة مكنونات العمل الفني، لتقدم إبداعا كبيرا.
عبرت الفنانة حجاوي عن شغفها العميق بالفن التشكيلي، الذي بدأ منذ طفولتها المبكرة، حيث كانت موهبتها تتجلى في الرسم والتعبير عن ذاتها من خلال الألوان والأشكال. وأشارت إلى الدور الكبير لوالدها الذي شجعها على تطوير مهاراتها بتوفير الأدوات الفنية اللازمة ودعمها للمشاركة في النشاطات المختلفة.
وكانت أولى مشاركاتها في المعرض المدرسي بإشراف معلمتها ميسر حرب، وهو ما عزز شغفها ودفعها لتطوير نفسها باستمرار في هذا المجال. وتقول رشا في حديثها لـ"الغد": "شغفي بالفن ليس مجرد هواية، بل هو جزء من هويتي. أواصل استكشاف تقنيات جديدة وتجربة أساليب مختلفة، مع الأمل في أن أتمكن من مشاركة رؤيتي الفنية مع العالم".
وتضيف: "بدافع حبي وشغفي بالرسم ورغبتي المستمرة في الاطلاع على كل جديد في عالم الفن، التحقت بمعهد الفنون الجميلة لاستكشاف مجالات جديدة وتطوير أسلوبي الخاص. خلال هذه الفترة، تعلمت تقنيات متعددة في الرسم ساعدتني على تعزيز مهاراتي الفنية، كما أتيحت لي فرصة التواصل مع فنانين آخرين، مما أضاف بعدا جديدا ومميزا لتجربتي الفنية".
تطمح حجاوي خلال دراستها إلى توظيف موهبتها الفنية للتعبير عن قضايا مهمة، مثل إعادة التدوير، حيث تسعى لاستخدام الرسم كوسيلة لتسليط الضوء على أهمية هذه العملية في الحفاظ على البيئة. وتقول: "سأعمل على إنتاج أعمال فنية تعكس هذا الموضوع، بهدف المساهمة في نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الاستدامة والحفاظ على الموارد البيئية".
وتتميز أعمالها برؤية فنية واعية وثقافة غنية، تتسم بجمالية بصرية تسعى من خلالها إلى مخاطبة المتلقي بلغة تشكيلية حوارية تجمع بين النضج، التلقائية، العفوية، والوضوح. تسعى إلى تجسيد الموروث الأردني الأصيل، مقدمة لمحات فنية نابضة بالجاذبية والحيوية، مما يتيح للمتلقي التفاعل مع البعد الإنساني الذي يتجلى بوضوح في حضور واقعي مؤثر في معظم أعمالها.
وفيما يتعلق بإبراز المرأة وقضاياها في لوحاتها، تقول التشكيلية: "أحاول ترجمة مشاعر ومعاناة المرأة إلى ألوان، خطوط، ورموز تحمل دلالات معينة. في بعض لوحاتي، أركز على الوجه كرمز لنظرة المجتمع المحيطة بالمرأة، وكل ما قد يعيق طريقها".
وعن رأيها بالحركة التشكيلية في الأردن، تقول حجاوي: "سعيدة جدا بما أراه من اهتمام بالحركة الفنية التشكيلية الأردن، خاصة في الآونة الأخيرة، وقيام الفنانين والفنانات بعمل دورات وورش ومعارض فنية في مختلف مجالات الفن والرسم، ونحن بلد غني بالمبدعين والمبدعات من الفنانين والفنانات في مجال الفن التشكيلي".
ويلفت انتباهها تنوع الأفكار والدقة والإتقان والابتكار في العمل، ولذلك هي سعيدة جدا بعملها، وما وصلت إليه وما حققته من أمنيات، وتتطلع إلى تطويره واكتساب خبرات جديدة، ونقل تلك الخبرات الفنية من خلال المبادرات للمشاركين فيها.
وفي ختام حديثها ترى، أن الفن وسيلة قوية للتعبير عن جميع مناحي الحياة، ما يجبرها على المواصلة لتطوير موهبتها والمساهمة في إحداث تأثير إيجابي من خلال أعمالها الفنية، مشيرة إلى أنها تنتمي إلى الأسلوب الواقعي التعبيري في رسم لوحاتها، حيث تقدم رؤية فنية خاصة بلغة تشكيلية مستوحاة من الواقع، وتعبر عن الجمال وتواكب الحياة والبيئة بكل تفاصيلها وروحها وعناصرها.
ويذكر أن رشا حجاوي شاركت في العديد من المعارض الجماعية والنشاطات الثقافية من أبرزها: صالون الرصيفة الثقافي- شارع الثقافة 2018، فعاليات شارع الثقافة للعام 2019، صالون الرصيفة الثقافي- شارع الثقافة للعام 2021 ، معرض ريشة وقضية، وكذلك ورشة فنية مع جمعية تضامن النساء الأردني.اضافة اعلان
0 تعليق