أعرب عدد من السوريين عن قلقهم بشأن قدرة الحكومة الانتقالية على إدارة شئون البلاد، واتخاذ قرارات مصيرية من شأنها تجنيب سوريا الوقوع فى الفوضى الشاملة.
من جهته، أشار المحلل السياسى السورى، آصف ملحم، إلى أن الحكومة الانتقالية تعمل كحكومة تصريف أعمال، وتفتقر إلى الصلاحيات الدستورية اللازمة لاتخاذ قرارات مصيرية أو التعامل مع الأزمات الكبرى.
وأوضح «ملحم»، لـ«الدستور»، أن غياب هذه الصلاحيات يجعل من الصعب على الحكومة حماية المصالح الوطنية، أو اتخاذ خطوات حاسمة تجاه التحديات الداخلية والخارجية.
لكنه أكد أيضًا أن الحكومة تواجه إرثًا ثقيلًا من التحديات التى تراكمت خلال سنوات الحرب، ما يجعل تحميلها كامل المسئولية أمرًا غير عادل.
وذكر أن غياب هذه الصلاحيات يجعل من الصعب على الحكومة حماية المصالح الوطنية أو اتخاذ خطوات حاسمة تجاه التحديات الداخلية والخارجية.
من الناحية العسكرية، رأى «ملحم» أن الجيش السورى تعرض لتفكيك كبير خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى غياب بنية عسكرية قوية قادرة على حماية البلاد من التهديدات الإقليمية والدولية.
وأضاف أن هذا الوضع يضع سوريا فى حالة ضعف كبير أمام التحركات الخارجية، مشيرًا إلى أن الحكومة لا تملك الأدوات اللازمة لإعادة بناء هذه القوة العسكرية.
كما شدد على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على حماية سوريا وحقوق مواطنيها، وضمان تحقيق الاستقرار والتنمية، مؤكدًا أن سوريا بحاجة إلى قيادة قوية تمتلك رؤية واضحة للتعامل مع الأزمات المعقدة.
وعلى المستوى الاقتصادى، يعانى المواطنون أزمة خانقة تتجلى فى تدهور الخدمات والبنية التحتية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وقال حسن عبدالله، أحد سكان دمشق، لـ«الدستور»: «لا أشعر بالأمان فى ظل هذا الوضع. الحكومة تبدو عاجزة عن تلبية احتياجاتنا اليومية، ناهيك عن حماية الحدود أو اتخاذ قرارات مصيرية».
وأضاف أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة تزيد من شعور المواطنين بالعجز والقلق.
من جهتها، قالت ميساء شبيب، معلمة من حلب: «لا نملك الثقة فى قدرة الحكومة على تحقيق أى تغيير إيجابى. الأطفال فى مدرستى يعانون نقص الكتب والمواد الأساسية، والحياة اليومية أصبحت معركة للبقاء».
وتابعت «شبيب»: «حتى الأمور البسيطة كإصلاح المدارس أو توفير الكهرباء، أصبحت تحديًا كبيرًا. نحن نشعر بأننا مهملون تمامًا».
من درعا، عبّر خالد الزعبى، وهو مزارع، عن قلقه، قائلًا: «المزارعون يواجهون تحديات كبيرة بسبب نقص المياه وارتفاع أسعار الوقود. كل يوم يصبح من الصعب علينا مواصلة العمل، لكننا نحتاج إلى خطوات عملية من الحكومة لدعمنا فى هذه الظروف الصعبة».
وأوضح «الزعبى» أن الكثير من المزارعين اضطروا لترك أراضيهم بسبب الظروف الصعبة، ما يزيد من تدهور الأمن الغذائى فى البلاد.
0 تعليق