سلوى بكر تكشف أسباب خصامها مع غالب هلسا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحدثت الكاتب الروائية الكبيرة، سلوى بكر، خلال احتفالية دار نفرتيتي للنشر، بإطلاق طبعة جديدة من رواية “السؤال”، للكاتب الأردني الراحل، غالب هلسا، وعن المناخ السياسي في مصر في سبعينيات القرن المنصرم.

سلوى بكر تكشف سر الخصام بينها وبين غالب هلسا

وقالت “بكر”: غضب المثقفين من خطابات الرئيس السادات، ومن بينهم لطفي الخولي، وغالب هلسا، وتم طرد الكثيرين من مصر من بينهم غالب هلسا. 

ولفتت “بكر” إلى أن: غالب هلسا كان مشهور عنه أنه شديد الكرمي والحقيقة أنني كنت أعرف كل صديقاته وبالصدفة كانوا صديقاتي، وأتذكر أنه كان يقتني قطا، في الوقت الذي كانت فيه قطتنا قد وضعت، فكان غالب يريد أن يعرف قطه على قطتنا، لكن قطتنا ضربت قطه، فما كان من غالب هلسا إلا أنه خاصمني و"زعل" مني، في الحقيقة كان يتمتع بجانب طفولي في شخصيته.

وأضافت: ظللنا على خصام لفترة حتى سافرت للمشاركة في مهرجان دمشق السينمائي، تصالحنا، ومما أتذكره أيضا أن حقيبتي ضاعت مني خلال هذه السفرية، وبكل كرم منحني غالب هلسا حقيبة من عنده، أحكي هذه الحكايات للتأكيد علي الجانب الإنساني في شخصية غالب. 

وتابعت “بكر”: عندما وقع العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 1982، كثير من المثقفين والكتاب من غير اللبنانين رحلوا عن لبنان، حتى محمود درويش وسعد الله ونوس غادرا بيروت، إلا أن غالب هلسا كان الوحيد الذي بقي في لبنان، وكان كل يوم يصحبنا إلى المواقع القتالية في صحبة علي فخري وأنا وزين العابدين فؤاد، وكنا مجموعة كبيرة، من بينها غالب هلسا والذي كان حريصا على مرافقتنا للمواقع القتالية رغم أنه كان متقدما في العمر، ورغم أن هذه المواقع كات تتعرض للقصف.

سلوي بكر خلال الأمسية
سلوي بكر خلال الأمسية

شخصية السفاح في رواية غالب هلسا

وتطرقت “بكر” إلى محور الاحتفالية، وهو رواية “السؤال”، موضحة أن: هذه رواية أسئلة، عن فترة تاريخية يمكن تسميتها مجازا، الفترة الناصرية، طبيعة العمل السياسي الذي كان موجودا في هذه الفترة، هو شخصية اليساري الشيوعي، ذات الإزدواجية في القيم والمفاهيم، تطرح الرواية أسئلة تتعلق بتمثيل المرأة المصرية في هذه الرواية من خلال النماذج النسائية المطروحة.

واستدركت “بكر”: رغم أن رواية غالب هلسا، “السؤال”، مبنية على أساس يعتمد على التشويق والحبكة التي تكاد تترتكز إلى مسألة بوليسية، حيث كان السفاح “محمود علي سالم” في هذه الفترة، وربما من خلال أحداث الرواية يطرح التساؤل عمن هو السفاح الحقيقي، ولماذا ظهرت شخصية السفاح في هذه الفترة وكيف تحولت إلي شخصية محببة علي المستوي الشعبي. 

وأوضحت "بكر": بالطبع كان لدينا من قبل مثل نموذج السفاح هذا، وهو أدهم الشرقاوي، لكنه جاء في سياق الاحتلال الإنجليزي لمصر ونسجت حوله أساطير تتعلق بمقاومته للاحتلال الإنجليزي، أما هذه الشخصية في رواية غالب هلسا، فقد كانت شخصية قاتلة، قائمة علي أساس من الإشكاليات النفسية المتعلقة بحياته الشخصية.

ولفتت بكر إلى: "المقدمة التي كتبها غالب هلسا لروايته السؤال، لا أرى أن لها علاقة بالرواية، رغم ما تعكسه المقدمة من درجة عالية من الثقافة، والتي تطرق فيها هلسا إلى فرويد والكثير من الكلام عن علاقة القاهر المقهور، حكي غالب هلسا في المقدمة عن تجربة خروجه بعد الحصار الذي ضرب علي المقاومة الفلسطينية، ومن خلال معرفتي به، أري أن غالب هلسا غلب عليه الخيال كثيرا فيما ذكره بتلك المقدمة، وأشك أنه خرج من بيروت علي اليمن، ففي حقيقة الأمر هو خرج إلي دمشق مباشرة.

وخلصت سلوى بكر إلى أن يقرأ عمل غالب هلسا الروائي، السؤال، بدون مقدمة تشرحه، فالقارئ ليس بحاجة إلى مذكرة تفسيرية لقراءة العمل الروائى ولا مرشد له. فكل عمل أدبي يعبر عن ذائقة خاصة، فمثل هذه المقدمات في الروايات تفسد العمل.                  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق