بقلم: نيويورك تايمز
حازم إسلام، سائق شاحنة فلسطيني، هو من بين سائقي شاحنات المساعدات التي تمت مهاجمتها في الشهر الماضي من قبل سارقين مسلحين. حسب قوله فإن أحد السارقين قام باقتحام مقصورة السائق وأجبره على السفر إلى حقل قريب، وأن ينزل من الشاحنة أكياس الطحين التي تزن آلاف الكيلوغرامات. اضافة اعلان
"هذا كان مخيفا"، يتذكر إسلام (47 سنة) في مكالمة هاتفية من القطاع، ووصف كيف قام أعضاء العصابة باحتجازه مدة 13 ساعة إلى أن أنهوا سرقة معظم حمولة الشاحنة. "لكن الجزء الأسوأ هو أننا لم ننجح في توفير المواد الغذائية للسكان الجائعين في غزة".
وحسب أقوال الموظفين في المنظمات الإنسانية فإن الهجوم الذي سرقت فيه تقريبا 100 شاحنة مساعدات للأمم المتحدة كان صعبا بشكل خاص. ففي أعقابه، بسبب ازدياد أعمال سرقة شاحنات المساعدات، أعلن في بداية هذا الشهر فيليب لازاريني، رئيس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، بأن الوكالة ستتوقف عن إرسال المساعدات إلى قطاع غزة في معبر كرم أبو سالم.
بعد سنة وشهرين على بداية الحرب فإن الأزمة الإنسانية في القطاع آخذة في التفاقم. جورجيوس باتروبولس، شخصية كبيرة في منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والذي يعيش في رفح، قال إنه بالمقارنة مع بداية العام 2024، حيث جرت في حينه محاولات سرقة بمستوى قليل، في أحيان كثيرة كان ذلك من قبل الغزيين الجائعين، فإنه الآن منظمات الإغاثة تواجه السرقة الممنهجة على يد عصابات جريمة منظمة. وحسب قوله فإن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل ولا يحاول منع عمليات السرقة في المناطق التي يسيطر عليها.
منذ دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح في شهر أيار (مايو) الماضي، الذي استهدف تدمير أحد المعاقل الأخيرة لحماس تفاقمت أكثر ظروف العيش في المنطقة. هذا إضافة إلى أن إسرائيل لا تسمح بدخول شاحنات المساعدات من شمال القطاع إلى الجنوب.
النقص الكبير في الغذاء وغياب سلطة حاكمة والانفجارات التي جبت حياة عشرات آلاف الفلسطينيين – خلقت فراغا فوضويا، والعصابات تزدهر فيه. حسب أقوال السكان وموظفي منظمات الإغاثة فإن العصابات تقوم بسرقة الطحين والوقود وسلع أخرى، توفرها المنظمات لسكان غزة، وتبيعها بأسعار خيالية. في جنوب القطاع ارتفع سعر كيس الطحين، 25 كغم، إلى 800 شيكل، في حين أنه في شمال القطاع حيث هناك التشويش في المساعدات يشعر به بشكل أقل فإن سعر كيس الطحين 40 شيكلا.
0 تعليق