دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تقف إعاقتها الحركية حائلا من دون سعيها وراء شغفها بتصوير الحياة البرية، وقد وجدت في توثيق حياة الطيور في دولة الإمارات متعة خاصة.
وألّفت المصورة الإماراتية سلمى السويدي، كتابها بعنوان "الطيور الشائعة وأعشاشها في دولة الإمارات"، الذي فاز بجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي عن فئة "صُنّاع المحتوى الفوتوغرافي".
في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، تحكي السويدي أن نشأتها بالقرب من الطبيعة كانت لها أثر في تحديد توجّهها نحو التصوير.
وقالت السويدي: "كوني من البدو، فقد ترعرت في أعماق الطبيعة الصحراوية لدولة الإمارات، وعشت أجمل مواسم الشتاء والربيع حيث تزهر الأراضي، وتتكاثر الطيور".
وقد بقيت مشاهد الطيور محفورة في ذاكرة السويدي منذ صغرها، حيث كان شغفها الأول يتمثل بتصوير الحياة البرية من حولها، حسبما ذكرته.
ونظرا لأنها محبّة للقراءة، فقد حاولت دمج الهوايتين، أي التصوير الفوتوغرافي والقراءة، سعيا منها لإبراز مدى التنوع الفطريّ والجمالي الذي تتضمّه صحاري بلادها.
وأوضحت السويدي أن "لحظات الأمومة عند الطيور" كانت مصدر إلهامها الأساسي، ما دفعها إلى تحويل شغفها بالتصوير إلى رحلة استكشاف معمّقة في عالم الطيور، شملت دراسة سلوكيات الأمومة لديها، وكل ما يتعلق بتكاثرها في بيئة الإمارات.
وقد بدأت السويدي العمل على كتاب "الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات العربية المتحدة" منذ عام 2009، وخلال فترة إعداده التي استغرقت 14 عاماً، زارت السويدي الإمارات السبع، في رحلة طويلة وشاقة تطلبت التعامل مع بيئاتٍ صعبة لإتمام الكتاب.
ورغم كونها من أصحاب الهمم بسبب خطأ طبي تعرضت له في عمر السنتين، إلا أنها أكدّت أن إعاقتها، التي تتطلب منها استخدام العكاز وأحيانًا الكرسي المتحرك، لم تشكل عائقًا أمام تميزها في مجال التصوير. بل على العكس، كانت حافزًا قويًا يدفعها للتحدي، والمثابرة، وتحقيق النجاح.
وتمثّل أكبر تحدٍ لها خلال مشوار إعداد كتابها في درجات الحرارة المرتفعة خلال موسم التكاثر، حيث تعشش غالبية الطيور خلال الفترة ما بين فبراير/ شباط حتى يوليو/ تموز. وأشارت السويدي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المعدات، ويخلق مجالا ضبابيا يعيق التقاط صورة واضحة وذات جودة عالية.
وأضافت المصورة الإماراتية أن الأتربة في المناخ الصحراوي تزيد من العقبات التي تواجه المصورين خلال تصوير الحياة البرية بشكل عام.
ورأت السويدي، أن التصوير الفوتوغرافي يُعد أداةً قويةً لإبراز جمال البيئة من حولنا والمخاطر التي تهددها.
0 تعليق