إبداع|| "سيدة نوافير الفضة".. جمال حاتم - الإسماعيلية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قرنفلةٌ هي

صغيرةْ

وتتركُ تحت اللسان مذاق الحياة

قرنفلة وردية التربة لا سبيل للتخلص من طعمها

الراحلون فى شتات

والباقون فى شتات

لا طريق لليأس لجذورها

وزهرها فوق كل ابتسامة حلمة

فيا أيها الواقع الغبى مهلا عليّ

هذا الأبيض يليق بها

هذا الأصفر يليق بي

قرنفلة يكاد زيتها ولكن إلى متى يكاد

إلى متى والعباد تنقصها البلاد

والبلاد ينقصها العباد

والحجر الذى نبتت بقلبه صفصافة ملّ انتظار المطر

أتى المطر

تفتت قلبه عند أول صرخة

وما زال زيتها يضيء

تخبز أمى دائما الخبز الشمسى بعد الضحى وقبل ان تتوسط الشمس قلب السماء

سألتها

قالت:

الناضجون يا بنى تأكلهم الحياة

فلا تنتظر ثمرا من نخلة غرستها امرأة

ولا تترك كثيرا فى الماء زهر القرنفل فهناك ما يكفى من الأفكار تأكلها وقت الممات.

"مميزةٌ أنتِ"

مميزةٌ أنتِ كطائرٍ لا يأبهُ الأعداءَ ثقةً فى قوّةِ جناحيه

مميزةٌ أنتِ حين تكونينَ أنتِ

لا تُبالين كيف يكون الأمر؛ فقط تستسلمين

هذا وأبيكِ حقّ اليقين

والأرض كعادتها تقبلُ بنِيها بشروطٍ وضعها بنوها على بنِيها

والأرض كعادتها لا تأبهُ بِمن يتّقيها

وأنا لا أتّقِى أن أكتب معك قصة يتعجب من جمالِها الجن..

نرسمُ حدائقنا بما يُناسب قبورنا

نضعُ العلامات على أن هذا القبر مِلكٌ لجثةِ من فيه؛

نؤجل حسابنا مع الغد ونعلمُ أنه سيأخذ حقّهُ كاملًا مِنّا

نقاتل ذواتنا وما الذى يجب أن يصل أولاً؟

عقل الحقيقةِ أم جسدُ الوطن؛

وتأتينَ أنتِ أرضًا تترك للأطفال حق الطين واللعب والخروج.

لطالما آمنتُ أن أنثى تملكها هى أنثى تملكك، والحقيقة فى المملوك والمالك هى أن يكُونا كُلًا واحدًا وإلا فهى علاقة العبد بالسيد؛ ولا كسرةُ عينٍ فى الحب

فقط هى جاريتكَ وأنت عبدُها

مميزةٌ أنتِ وأدرك أنى كَكل عباد الله؛

أدرك حقيقتى وأدرك خوفى منها

أدرك أنِّى كطائرِ العنقاء الأخير أكتفى برمادى سبيلا لبعثى بل وأملك حقّ الغياب متى أشاء؛

لا حقّ للوطن يا حبيبة أن يسألنى كيف أموت سبيلا لنصرِه.

مميزةٌ أنت وهمجِيٌ أنا

أؤمن بالصداقة وبالعداء وبالوطن

هل تدركين يا حبيبة أنِّى ليلٌ بلا صديق؛ وطنٌ بلا سارية؛ بلا عَلَم

بلا حقيقةٍ سوى أنِّى أنامُ مُطمئنًا فى حضن وِحدَتي، وينتظر الفراغ منِّى ضجيجًا يكفيهِ ليصلَ إلى منتهاه ولا يصِل

همجِيٌ أنا كَكُلِ أرصفةِ المدن؛

لا ألقى بالًا للصغار ولا للجوع ولا للعفن

ورأسى فوق كتف حقيقتى مُلقى ولا أقوى على الوقوف حين تأتِ السذاجة قذرة كأصحابها

مميزةٌ أنتِ وشاعرٌ أنا

شِعرِى كل حقيقتى والكاتِبُون للوحى لابد وأن أصابَهم مسّ النبوّة

حَرفِى يا حبيبة إزميلى الإلهي

ريشتى وحِبرى وانتفاضَتى ونقصِي

حَرفِى قبرٌ أحاسَبُ فيه على عدالتي

مميزةٌ أنتِ رغمًا عن أنتِ ولكن لم تجيبى عن سؤالى بعد؛

لماذا كلّما شَبِعَ الإنسان ازداد تَوتُرًا؟

326.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق