في ظل مشاهد فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لم يتم التأكد منها من مصدر مستقل أظهرت اعتداء عناصر أمن السلطة الفلسطينية على مواطنين بسبب التعبير عن رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وإجبارهم على تصوير مقاطع فيديو تتضمن اعتذارا للأجهزة الأمنية، والهتاف لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ( أبو مازن) بطريقة مستفزة.
وتظهر قيام ضباط وأفراد من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بضرب وإهانة عدد من المواطنين، فيما قالت السلطة الفلسطينية إنها تفحص الأمر.
وأيضا في ظل خطاب الكراهية والتحريض ضد أفراد وضباط الأجهزة الأمنية وعائلاتهم، وضد المقاومين من جهة أخرى.
مما يهدد بانقسام مجتمعي خطير ستكون له نتائج سلبية على المجتمع الفلسطيني بأكلمه.
في ظل كل ذلك بات من الضروري تدخل العقلاء في السلطة الفلسطينية لوقف العملية العسكرية الجارية منذ 14 الشهر الجاري في مخيم جنين، بما قالت عنها السلطة بأنها حملة تهدف إلى “إعادة الأمن والاستقرار وإنقاذ حياة المواطنين من الفلتان الأمني المتزايد”.
عملية مستمرة أدت حتى اليوم إلى ارتفاع حصيلة قتلى العملية إلى 9، بينهم 4 من عناصر الأجهزة الأمنية، ويزيد جعايصة المطارد للاحتلال والقيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
بالطبع العملية أدت إلى احتقان شعبي داخل المخيم نتيجة تفاقم المعاناة الإنسانية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه ومنع إزالة النفايات والحصار المفروض على المخيم.
العملية برمتها باتت مصدر قلق لكثير من الفلسطينيين وحتى العرب الذين أصبحوا ينتقدونها على منصات التواصل من بينهم رجال دين في بلاد عربية أكدوا فيها ضرورة وقف هذا التصعيد الذي يستفيد منها فقط هو العدو الصهيوني والخاسر الوحيد فيها الفلسطينيون سواء سلطة أو مقاومة.
واتفق خبراء على أن العمليات الأمنية التي تنفذها السلطة لن تمنع دولة الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الاستيطاني وفي الضفة الغربية، بل على العكس فقد تصاعدت عمليات مصادرة الأراضي والاعتداءات على القرى والمخيمات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وتدمير البنية التحتية، وعمليات الاعتقال والقتل اليومية.
ووفقا لموقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن العملية العسكرية التي يشنها الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في جنين حاسمة بالنسبة لمستقبل السلطة وهي رسالة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وزعم الموقع أن “أبو مازن” أمر قادة الأجهزة الأمنية بإطلاق عملية السيطرة على جنين ومخيمها لكن بعضهم أعرب عن تحفظاته، وهو ما جعله يتوعد من يخالف الأوامر بالفصل.
ولا تبدو الأمور في صالح السلطة فحتى اليوم لم تحرز أجهزة السلطة أي اختراق كبير للسيطرة على المخيم الذي يبدو عصيا علها وعلى الاحتلال.
وبالتالي أصبح تواجد أجهزة السلطة في المخيم نوعا من الاستنزاف للسلطة وللمقاومة وللمدنيين الذي يدفعون ثمنا لكل ذلك.
كل ذلك يتطلب تدخل العقلاء من الطرفين وتحكيم لغة الحوار والمصلحة الوطنية، وحتى لو استدعى الأمر تدخلا عربيا فالأمر يستحق خصوصا في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة من 14 شهرا.
0 تعليق