باتفاق الطرفين على عقد جولة جديدة للمشاورات الثنائية فى القاهرة، فى موعد لاحق، انتهى بيان مشترك بين مصر والجابون، صدر فى ختام زيارة الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، العاصمة الجابونية ليبرفيل، التى التقى خلالها رئيس البلد الشقيق بريس كليوتر أوليجى نيجما، ونظيره ريجيه أونانجا ندياى، وشارك معهما، وستة وزراء آخرين فى الحكومة الجابونية، ونخبة من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين والجابونيين، فى ملتقى الأعمال المصرى الجابونى لتعزيز التعاون الاقتصادى.
ما حدث فى تشاد، الخميس والجمعة، تكرر تقريبًا فى الجابون، إذ اصطحب وزير الخارجية، بتكليف رئاسى، وفدًا من ممثلى كبرى شركات القطاعين العام والخاص، لبحث فرص الاستثمار فى قطاعات الإنشاءات والبنية التحتية والطاقة والدواء والإسكان والاتصالات. واستعرض خلال لقائه الرئيس أوليجى نيجما، التعاون الثنائى المثمر فى العديد من المشروعات، التى تم تنفيذها بالفعل فى الجابون بخبرات مصرية على غرار مستشفى المصرى الجابونى فى ليبرفيل، وأكد استعداد مصر توفير الدعم الفنى ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية الجابونية فى مختلف المجالات.
نقل وزير خارجيتنا، أيضًا، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى لنظيره الجابونى، مؤكدًا حرص مصر على تطوير التعاون مع الجابون فى ضوء العلاقات المتميزة التى تربط البلدين، وأهمية البناء على الزخم الذى تشهده العلاقات بعد زيارة الرئيس أوليجى نيجما للقاهرة، فى نوفمبر الماضى. وعكست المحادثات، التى شارك فيها الدكتور خالد العنانى، مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، تطابق وجهات النظر بين البلدين فى القضايا القارية والدولية، خاصةً ما يتعلق بضرورة تحقيق السلام فى مناطق البحيرات العظمى والساحل والقرن الإفريقى، وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة.
زيارة رئيس الجابون القاهرة، فى ٣٠ نوفمبر الماضى، كما أوضحنا وقتها، جاءت بعد أسبوعين من إقرار دستور جديد للبلاد، وجاءت، أيضًا، بعد شهرين تقريبًا من لقاء وزيرى خارجية البلدين، فى مدينة نيويورك الأمريكية، على هامش مشاركتهما فى الشق رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، واتفاقهما على مواصلة تعزيز التعاون الثنائى، ودعم العلاقات الاقتصادية، ودفع التواصل بين شركات البلدين، وتنشيط تبادل زيارات رجال الأعمال ومسئولى كبرى الشركات، خاصة فى المجالات ذات الأولوية للجانبين، كالزراعة والصحة والصناعة والبنية التحتية والإنشاءات والطاقة، وغيرها.
مجددًا، قدم وزير الخارجية التهنئة على إقرار الدستور الجابونى الجديد، وأكد دعم مصر مسار المرحلة الانتقالية فى الجابون، والجدول الزمنى الخاص باستكمال استحقاقاتها، معربًا عن استعداد مصر تقديم المساعدة لضمان نجاح البلد الشقيق فى اجتياز هذه المرحلة، ورفع تعليق عضويتها فى هيئات الاتحاد الإفريقى. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن دستور الجابون الجديد، الذى جرى الاستفتاء عليه، فى ١٦ نوفمبر الماضى، سيدخل حيّز التنفيذ، عقب الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها فى أغسطس المقبل، والتى ستنتهى بها المرحلة الانتقالية.
إلى جانب المباحثات التى أجراها وزير الخارجية، جرت مناقشات موسعة بين الوزراء والمستثمرين الجابونيين، وممثلى الشركات المصرية، خلال ملتقى الأعمال المصرى الجابونى، حول تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، وقدم الوفد المصرى مقترحات حول المشروعات التنموية التى يمكن تنفيذها بالتعاون مع الجانب الجابونى، خاصة فى مجالات إنشاء الطرق، تطوير الموانئ، والطاقة المتجددة، وكذا فى القطاع الزراعى لتحقيق الأمن الغذائى، وتبادل الخبرات فى مجالات التكنولوجيا والتصنيع. وفى هذا السياق، أشار وزير الخارجية إلى الدور المحورى الذى تقوم به الشركات المصرية فى دعم التنمية بالقارة الإفريقية، والسمعة الطيبة التى باتت تتمتع بها، بعد إنجازها العديد من المشروعات فى أوقات قياسية وبأسعار تنافسية، لافتًا إلى أن حجم الاستثمارات المصرية فى دول القارة تجاوز ١٤ مليار دولار.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس الجابونى قرر سحب مرشح بلاده لمنصب مدير عام اليونسكو، تقديرًا للرئيس السيسى، مؤكدًا دعم الجابون الدكتور خالد العنانى، باعتباره المرشح الإفريقى. كما قامت الحكومة الجابونية بإصدار بيان رسمى ناشدت فيه دول القارة دعم المرشح المصرى.
0 تعليق