"ما تغلبونه".. البحريني بالعلامة الكاملة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شعور غامر بالفخر والاعتزاز يتملكني وأنا أكتب عن منتخبنا الوطني لكرة القدم وهو يواصل مسيرتي نحو نهائي "خليجي 26" في دولة الكويت الشقيقة، بعد أن حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات، بإنجاز لم يكن مجرد أرقام وإحصاءات؛ بل شهادة حية وواقعية عما يتمتع به لاعبونا من روح قتالية وتنظيم دقيق مميز على دوام كرة القدم البحرينية.

منذ طفولتي وأنا أتابع مباريات منتخبنا بشغف، ليس فقط لأنني مشجع عاشق للرياضة؛ بل ليقيني التام بأن البحرين دائماً ما تقدم نموذجاً خاصاً في عالم الكرة الخليجية؛ يجمع بين التواضع والعزيمة، فهذا الفريق الذي أراه تصدر مجموعته بكل بجدارة، هو امتداد لسنوات من العمل الشاق، والجهود التي بذلت لرفع اسم مملكتنا الغالية عالياً في المحافل الرياضية، الإقليمية والعالمية.

في كل مباراة خاضها "الأحمر البحريني" إلى الآن، أشعر أنني أشاهد أكثر من مجرد مباراة عادية؛ فوحدة الفريق وتماسك اللاعبين تعكس بكل وضوح عشقهم للشعار الذي يرتدونه وللوطن الذي يمثلونه، حيث جاء أداؤهم متزناً مدروساً فقدموا لوحات فنية بحرينية داخل المستطيل الأخضر، وفي ذاتٍ أظهر لاعبونا روحاً قتالية جعلت من منتخبنا خصماً صعب المراس.

مشاهد الانتصارات المتتالية في "خليجي 26" تعيديني إلى الأيام الجميلة في تاريخ الكرة البحرينية، وفي نفس الوقت تفتح نافذة على المستقبل الواعد، فمنتخب البحرين لم يعد يبحث فقط عن مشاركة مشرّفة؛ بل يسعى للمنافسة على الألقاب وليثبت أنه يستحق مكانته بين عمالقة الكرة.

وجه آخر جميل ومشرّف للمشاركة البحرينية في "خليجي 26"؛ تمثل في الزحف الجماهيري البحريني لدعم منتخبنا الوطني، يرفعون أعلام الوطني ويهتفون بأجمل الأغاني الوطنية، دعماً لمنتخبنا الوطني، شعور بالفخر يمتلكني كلما رأيت جماهير البحرين وهي تلهب المدرجات بحماسها، في تجسيد رائع لأسمى معاني الروح الرياضية وأبهى صورها.

جماهير البحرين في الكويت لم تكن مجرد مشجعين؛ بل سفراء للوطن، يقدمون درساً في الأخلاق الرياضية عبر تعاملهم الراقي مع جماهير المنتخبات الأخرى، والابتسامة التي لا تفارق وجوههم جعلتهم الأكثر تميّزاً في هذه البطولة.

بطولات كأس الخليج لكرة القدم، كما باقي المنافسات الرياضية الخليجية، دائماً ما كانت تحمل طابعاً خاصاً بالنسبة لي، فهي ليست مجرد منافسات على لقب، بل مناسبة تجمع أبناء الخليج بروحها الواحدة، وما شاهدناه في "خليجي 26" يثبت أن ما يجمعنا في الخليج أكبر من أي بطولة. هذه الروابط الأخوية التي تمتد عبر التاريخ، والمصير المشترك الذي يوحّدنا، تظهر جلية في كل مرة نلتقي فيها تحت مظلّة الرياضة.

ومع اقتراب المراحل الحاسمة من البطولة، تتزايد آمالنا وثقتنا بمنتخبنا، وبغض النظر عن النتيجة النهائية، ما تحقق حتى الآن يستحق الاحتفاء، فالبحرين قدّمت نفسها كقوة رياضية حقيقية بروح فريقها وأخلاق جماهيرها.

إضاءة

البحريني بالعلامة الكاملة.. ليس فقط في النقاط، بل في الروح والأداء، وفي ما قدمه شبابنا من صورة مشرّفة للوطن، فمنتخبنا ليست مجرد فريق في بطولة إنه قصة نجاح تكتب بحب وتروى بفخر.

إلى روح الشيخ عيسى بن راشد والإعلامي الدكتور يوسف محمد..

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق