داليا عبد الرحيم: الجماعات الإرهابية تُعيد تشكيل خارطة الصراعات العالمية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه في عالم يشهد تحولات أمنية معقدة وتحديات متسارعة تواصل الجماعات الإرهابية إعادة تشكيل خارطة الصراعات العالمية بأساليب أكثر تطورًا ودموية، وبينما يتطلع المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول جذرية لمكافحة هذا الخطر المتنامي، نجد أن هذه الجماعات تُطور استراتيجياتها لتواكب العصر الرقمي وتستغل النزاعات الإقليمية لتحقيق أهدافها.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديم برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أننا سنُسلط الضوء على أبرز الجماعات الإرهابية التي برزت بقوة في عام 2024، ونتناول بالتفصيل أخطر عملياتها وتأثيرها على الأمن العالمي، موضحة أن الجماعات الإرهابية لم تعد مجرد تنظيمات تعتمد على العمليات المسلحة التقليدية؛ بل أصبحت كيانًا متطورًا يمتلك أدوات إعلامية ودعائية متقدمة، ويستغل التكنولوجيا لتحقيق أهدافه، وشهد عام 2024 عودة جماعات كـ"داعش" و"القاعدة" إلى الواجهة عبر عمليات نوعية أظهرت قدرتها على التكيف مع الظروف الجيوسياسية المتغيرة. 

وأوضحت أن بيئات النزاع المستمرة في أفريقيا والشرق الأوسط لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز نشاط هذه الجماعات، واستغلت الجماعات المتطرفة الأوضاع الإنسانية المتدهورة والفقر والجهل كأدوات لتوسيع قاعدة تجنيدها، واليوم باتت هذه التنظيمات تملك قدرات عابرة للحدود، وتُنسق فيما بينها بشكل غير مسبوق لتحقيق أهداف مشتركة، وشهد عام 2024 سلسلة من العمليات الإرهابية الدموية التي استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء؛ وبرز تنظيم داعش من جديد بتنفيذه هجمات واسعة النطاق في دول الساحل الإفريقي حول بحيرة تشاد ونيجيريا أسفرت هذه الهجمات عن مئات الضحايا، وتهجير المئات من السكان المحليين وفي آسيا الوسطى.

وتابعت: نفذت خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة هجمات متنوعة تظهر القدرة على التخطيط الدقيق وتكتيكات مُعقدة تُظهر أن هذه الجماعات لم تفقد قدراتها رغم الضربات الأمنية المتكررة، كما طالت هجمات تنظيم داعش القارة الأوروبية في أكثر من عملية ارهابية والتي تؤكد اعتماد هذه الجماعات الإرهابية على استراتيجيات متعددة تجمع بين الترهيب العسكري والتأثير الإعلامي، وأصبح التجنيد الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي من أبرز الأدوات التي تستخدمها هذه التنظيمات لاستقطاب الشباب، حيث تُبث رسائل مُحكمة تسلط الضوء على مظالم حقيقية أو متخيلة لاستدراج العناصر الجديدة.

واستطردت: إلى جانب ذلك؛ تعتمد هذه الجماعات على الهجمات غير التقليدية مثل استخدام الطائرات المسيّرة والبرمجيات الخبيثة لاستهداف البنية التحتية الحيوية للدول؛ كما برزت تكتيكات "الذئاب المنفردة" كخيار مفضل لدى العديد من التنظيمات، حيث يتم تدريب الأفراد عن بعد للقيام بعمليات محدودة لكنها مؤثرة، وفي المقابل تواجه الحكومات تحديات ضخمة في مراقبة وملاحقة الشبكات الإرهابية المتنقلة، خصوصًا في ظل التقدم التقني واستخدام هذه الجماعات لأدوات تشفير متقدمة تمنع تتبع الاتصالات والمعاملات المالية، ولذلك أصبح التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لضمان الحد من مخاطر هذه الجماعات.

ولفتت إلى أنه يُمكننا أن نُشير الى أهم وأبرز ما استهدفه برنامج "الضفة الأخرى" وسعى من خلال حلقاته لتسليط الضوء عليه، وتقديمه للمشاهدين من تقارير معلوماتية وتحليلات موضوعية وقراءات مستقبلية ولقاءات وحوارات حصرية تقول إن أهم أهداف البرنامج تركزت في الأتي: أن معركة مصر مع أفكار وجماعات التطرف والإرهاب، وعلى رأسهم جماعة الإخوان معركة مصيرية ما زالت قائمة وممتدة، وإن نجحت مصر وشعبها في إسقاط مشروع الإخوان وحلمهم ودولتهم في ثورة 30 يونيو، إلا أن التحديات مستمرة، والتصدي لأفكار وأدبيات الإرهاب معركة لا تقل أهمية وخطورة عن التصدي لممارسات العمل الإرهابي المسلح، ومن هنا كانت الضرورة بالعناية والمعالجة الإعلامية المتكاملة للتعريف وتقريب المشاهد في مصر وخارجها بأبعاد التجربة المصرية المتفردة في التصدي الفكري للإرهاب على صعيد الأفكار والثقافة الحاضنة يدًا بيد مع التصدي الميداني المباشر لمُمارسته ومخططاته المسلحة.

وأكدت أن حلقات "الضفة الأخرى" ركزت أيضا على إبراز وعرض مفهوم “المواجهة الشاملة للإرهاب” وهو الشعار الرئيسي للمعركة التي خاضتها مصر ضد الإرهاب منذ ثلاثة عقود، والتي تبلورت واستقرت أركانها بشكل واضح وفعال بعد ثورة 30 يونيو، المواجهة الشاملة التي ترتكز على رؤية متكاملة تعتمد على التنمية الشاملة وتحسين جودة المعيشة والعدل الاجتماعي وبناء الدولة العصرية الحديثة "الجمهورية الثالثة"، وخلق مناخ ثقافي وفكري ينشر ثقافة الحوار وقبول الأخر المُغاير في الجنس أو العقيدة، ومن هنا أيضًا كانت العناية بإبراز الدور المصري الفاعل والمهم في التصدي لأخطار الإرهاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتكرر في الكثير من حلقات البرنامج التأكيد على رؤية مصر ودعوة الرئيس السيسي بضرورة اتفاق إرادة المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية ودوله وشعوبه على رؤية موحدة ومتكاملة لمواجهة الإرهاب وأخطاره.

ولفتت إلى حرص فريق عمل البرنامج على الالتزام بالموضوعية والأمانة العلمية والتدقيق والتوثيق في إعداد “مادة البرنامج”، والاعتناء باختيار ضيوفه من الخبراء والباحثين، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدار حلقات البرنامج تم استضافة ما يقترب من 100 باحث وخبير ومفكر من المصريين والعرب "السودان - لبنان - ليبيا - تونس - المغرب - الجزائر - موريتانيا - الصومال - العراق - الأردن - فلسطين - سوريا - اليمن)  ومن عدة دول أوروبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق