«ريترو المنامة».. «1010»

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بدأت فصول العودة إلى حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات وحتى التسعينات مع «ريترو المنامة»، الذي يشهد إقبالاً منقطع النظير منذ اليوم الأول من انطلاقه في سوق المنامة، وهي منطقة حيوية بالتجارة منذ القِدَم ومعروفة بضيق طرقاتها وزحام البشر في الأيام العادية وحتى الإجازات الأسبوعية، فما بالك بفعالية سياحية ضخمة.زيارة واحدة لـ«ريترو المنامة» تُعيدك لأيام الطفولة في مملكة الأطفال والمراهقة والشباب بسماع أغانٍ علي بحر، تعود بك بحقبة زمن أول أيام الموضة بالعروض الفنية بأزياء تناسب حقبة السبعينات والثمانيات والتسعينات، والحياة التجارية، ونتذكّر أيام التسوّق لقضاء احتياجات الأعياد، وذكريات القراءة لمجلة ماجدة، والخبّاز والبرادة، وأم حمار التي كانت رمزاً للرعب لدى الأطفال في الفرجان القديمة.السير في طرقات المنامة بين الناس الذين ملؤوا الطرقات والاختلاط بهم، ينقل لك مشاعر الفرح بالعودة إلى أماكن هُجِرَتْ وفتح محلات أجدادهم التي أُغلقت لسنوات، ومشاعر الفرحة بعودة الحياة لطرقات كانت لها أجمل المعاني والذكريات، ونعود لها اليوم مع أطفالنا لنُعيد معهم هذه الأيام الجميلة خلال الألعاب الإلكترونية القديمة، والتزحلق بالحذاء «بوالعجلات»، ونستمع للأغاني القديمة، ونجلس على عتبات المحلات، ونتناول «شاورما بوصلاح» في ساحة الطواويش، وبعدها «نخي بشير» بعد الانتظار في طابور طويل، والتحلية بالحلوي البحرينية، ونتابع المباريات على سطح مجمّع يتيم، مروراً بمعرض للسيارات القديمة «أنتيك».ونشتري الملابس للموضة الدارجة في تلك الفترة في مجمّع الزينة الذي أُعيد إحياؤه من جديد، ونحن نستمع للأغاني القديمة، ونحتسي القهوة في مقهى روميو، وفي طريقنا نمرّ على «البرادة» التي تحتوي المشروبات الغازية والأطعمة، كل شيء بطابع قديم.كل هذه التجربة الرائعة، التي عشتها في زيارة خاطفة وأعادتني أنا وكل زائر لهذه الفعالية إلى «الزمن الجميل»، استغرقت أسبوعين فقط من العمل الجاد المُشبع بالحب، ليعود بنا «ريترو» إلى المنامة القديمة ليُعيد الذكريات ويُعيد أهلها لأزقتها، وكل هذه المشاعر والذاكرة من الصعب أن تعيشها وأنت تمر مروراً بمركبتك في أحد أكثر الطرقات ازدحاماً في المنامة، فتقييم التجربة يحتاج أن تعيشها وأن تسير على قدميك في شوارع المنامة والمواقف متوفرة وبأسعار رمزية، ليس عليك سوى أن تصفّ سياراتك في الموقف، وتعيش التجربة انطلاقاً من باب البحرين. ومن المُجحف المقارنة بـ«ليالي المحرق» فهو مشروع استمر لسنوات لتهيئة البنية التحتية، وهو امتداد لنسخ سابقة، ولكل تجربة روحها الخاص، وليالي المحرق نكملها في المنامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق