أهداف السنة الجديدة.. إلى متى تعود جذورها وكيف تغيّر هذا التقليد عبر التاريخ؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— بحلول العام الجديد، يبدأ الكثير من الأشخاص التفكير في كيفية تحسين أنفسهم، وهذا أمر  قد يتجاهله البعض، ويستاء منه آخرون.

ورُغم وضع قرارات السنة الجديدة بنية متفائلة، يتخلّى حوالي 64% من هؤلاء الطامحين عن أهدافهم بحلول الشهر الثاني من العام، ويجعلنا ذلك نتسائل: "كيف ظهر هذا التقليد في المقام الأول؟".

اتضح أنّ الإجابة تعود إلى ما بين 3 آلاف و4 آلاف عام، إلى مهرجان "أكيتو" البابلي القديم، الذي كان يُحتفل به في أبريل/ نيسان، كما قالت الدكتورة كانديدا موس، أستاذة اللاهوت بقسم اللاهوت والدين في جامعة برمنغهام بإنجلترا.

وشرحت الدكتورة لويزا ماكنزي، المؤرخة الفنية والصحفية وزميلة مشاركة بمعهد "واربورغ" في لندن، أنّ توقيت المهرجان وبداية العام الجديد للبابليين، الذي كان يحدث أحيانًا في شهر مارس/ آذار (ما يشير إلى بداية موسم الزراعة)، اعتمد على التقويم البابلي.

وكانت مدينة بابل القديمة تقع في ما يُعرف الآن بالعراق، على بعد حوالي 88.5 كيلومترًا جنوب بغداد.

وأوضحت موس: "إسوة بالعديد من مهرجانات رأس السنة القديمة، أشاد (أكيتو) بالخلق والخصوبة على نطاق زراعي وكوني". 

وأضافت: "كان الأصل الأسطوري للعيد هو خلق العالم من قِبَل الإله مردوخ. وبحسب الأسطورة المسماة إينوما إيليش، ظهر العالم عندما قتل مردوخ منافسته الأنثى تيامات وخلق السماوات والأرض من جثتها المقطعة".

وفي هذا المهرجان، انخرط البابليون في الشكل الأول من قرارات العام الجديد، مثل التعهد بسداد الديون، أو إعادة المعدات الزراعية المستعارة. وكان ذلك جزئيًا لإرضاء الآلهة متقلبة المزاج.

وأشارت ماكنزي إلى أنّ الحضارات في جميع أنحاء العالم احتفلت ببداية العام الجديد لآلاف السنين. 

ومع أنّ الرومان لم يستخدموا بالضرورة مصطلح "القرارات"، إلا أنهم حاولوا دخول العام الجديد بعقلية إيجابية.

وتعهّد كبار المسؤولين في روما بالبقاء مخلصين للجمهورية وأقسموا اليمين للإمبراطور، بحسب الدكتور ريتشارد ألستون، أستاذ التاريخ الروماني في قسم الكلاسيكيات بكلية "رويال هولواي" في جامعة لندن،.

وإليك كيف تطورت العادة، وبقيت كما هي، على مر السنين.

الرغبة بأن نكون نسخة أفضل من نفسنا

عندما يتعلق الأمر بالأشكال القديمة لقرارات العام الجديد، "يعتمد المنطق إلى حد كبير على مبدأ: ابدأ كما تنوي الاستمرار"، بحسب  موس.

ومن ثم أضافت: "نحن نرى أنّ المبدأ ذاته لعب دورًا على مدار التاريخ".

وفي أيرلندا، يرمز تنظيف المنزل في بداية العام إلى بداية جديدة وحظ المنزل في العام التالي.

هناك أيضًا تقليد حرق مجازي بغرض التجديد لـ" Año Viejo"، أي "العام القديم" بالاسبانية، في كولومبيا والإكوادور وأجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية. 

وفي هذا التقليد، تقوم العائلات في حشو دمية ذكر بالحجم الطبيعي، بذكريات العام المنصرم أو مواد أخرى، وتلبيسها ملابسهم قبل إشعال النار فيها عند منتصف الليل.

تقليد قديم آخر: عدم الالتزام بالقرارات

ذكرت ماكنزي أنّه بحلول القرن التاسع عشر، ظهرت إشارات إلى هذه الممارسة الطموحة في مقالات الصحف والمجلات والرسوم الكاريكاتورية، وغالبًا ما كانت تشير إلى فشل الأشخاص في الالتزام بقراراتهم.

وأكّدت ماكنزي أنّ قرارات العام الجديد كانت تقليدًا راسخًا بحلول القرن العشرين. 

وبحسب موس في هذه المرحلة، تجاوز التقليد أيضًا السياقات الدينية، ليعكس بدايات العلمنة على نطاق أوسع في المجتمع.

ورغم تشابه الأهداف النهائية، إلا أنّ الاختلافات بين التطلعات الدينية والعلمانية، وبين القديمة والحديثة منها، كانت القصد والدافع، كما قالت. 

فقد يقرر الشخص المسيحي في القرن السابع عشر "تجنب الشراهة" على سبيل المثال، في حين قد يهدف فرد في القرن الحادي والعشرين إلى "تناول الطعام الصحي".

وأضافت: "لكن الرغبة بالبدء من جديد عبارة عن دافع بشري عالمي".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق