يناير 1, 2025 4:34 م
السبيل – في مساحة لا تتجاوز 12500 دونم، يتفنن جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة أبشع أساليب القتل والتطهير العرقي بحق مدينة بيت حانون، ليضيف فصلًا جديدًا من فصول المعاناة التي يعيشها شمالي قطاع غزة منذ نحو 90 يومًا.
تتميز بيت حانون بكثافتها السكانية العالية، إذ بلغ عدد سكانها عام 2023، حسب موسوعة القرى الفلسطينية، 62 ألفًا و916 نسمة، يعيشون في مساحة لا تتجاوز 3040 دونمًا من إجمالي مساحتها الكلية، فيما الباقي تعتبر أراضي زراعية، كونها من المدن التي يعتمد أهلها على الزراعة.
وفي أقصى شمالي القطاع، تقف بيت حانون بشموخٍ وصمود بين ركام المنازل المتناثر، ودماءٍ تسيل بصمت مطبق، وجحيم قصفٍ لا يتوقف، خلف آلاف الشهداء الذين نهشت الكلاب الضالة أجسادهم، في صورة تقشعر لها الأبدان.
أصواتُ استغاثات تصدح من تحت أنقاض منازل دُمرت على رؤوس ساكنيها، دون أن يجدوا من يُغيثهم وينقذ حياتهم، فتركوا لوحشة النهار وسواد الليل.
حكاية وجع
يروى ميسرة طولان حكاية ما تعرضت له بيت حانون من عدوان إسرائيلي همجي، قائلًا: “في الليلة ما قبل نزوحنا بدأ الاحتلال بشن أحزمة نارية وقصف مدفعي بشكل كبير، في وسط البلد وشارع السكة”.
ويضيف “تحت وطأة القصف المكثف ونسف المنازل فوق رؤوس أصحابها، تم نزوح الناس في بداية النهار، لكن تم احتجازهم عند الإدارة المدنية”.
ويتابع “في منطقتي شارع الزيتون والسكة أطلقت الكواد كابتر قنابل على كل من يتحرك في الشارع، وتم إصابة شخص بمنطقة السكة في قدمه عند الساعة الثانية بعد الظهر”.
تعمد جيش الاحتلال استخدام جميع وسائل القتل بحق سكانها العزل، لأجل إبادتهم وتهجيرهم.
يقول طولان: “بقيت طائرات الدرون والكواد كابتر منتشرة في الجو بشكل كبير، لكن عند الساعة الثالثة والنصف من مساء يوم الجمعة، تم إسقاط طائرة انتحاية في شارع الزيتون، ما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين”.
ظروف مأساوية
ويكمل حديثه “تم إسقاط بعض القنابل علي كل من حاول إسعافنا والوصول إلينا، وعندما حاولنا دفن أحد الشهداء، لم نستطع إلا بعد فترة من الزمن، بسبب وجود طائرات الكواد كابتر بكثرة في المنطقة”.
ويردف “في هذه اللحظة همت الناس في المنطقة لالخروج من المنازل، عبر شارع صلاح الدين للتوجه إلى غزة، حتى وصلنا إلى حاجز الإدارة المدنية”.
“عند حاجز الإدارة المدنية لا يوجد شيء إلا جنود مدججين بأعتى أنواع الأسلحة الموجهة على الأبرياء العزل الذين مشوا ساعات طويلة ليصلوا بر الأمان مع المرضى والمصابين الذين كانوا برفقتنا”. يقول طولان.
ويتابع “بعد جهد وتعب وصلنا لمنطقة القرم في جباليا، وهناك استطاع الناس مساعدتنا وطلبوا لنا إسعاف ليقل الجرحى إلى المشفى المعمداني”.
واحتجز جيش الاحتلال الرجال للتحقيق معهم، في ظروف مأساوية صعبة، وذلك بعد تعريتهم وضربهم وتكبيل أيديهم وأرجلهم.
ومنذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لم يتوقف الاحتلال عن اتباع سياسة الأرض المحروقة شمالي القطاع، في تعمد واضح لإبادة كل شيء، ونسف كل المباني والمنازل السكنية، في محاولة لتهجير أهالي الشمال.
وخلّفت عملية الاحتلال في شمالي القطاع أكثر من 4000 شهيد ومفقود و12,000 جريح و2000 معتقل، فضلًا عن تدمير كامل لكل القطاعات الحيوية والبنية التحتية.
0 تعليق