Global

-Leen Zayat

في خطوة ملحوظة تتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل مستدام، حققت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" تقدماً كبيراً في مجال الطاقة النظيفة بحلول عام ٢٠٢٤. ويشكل هذا التقدم جزءاً من مبادرة القيادة الإماراتية للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، مما يبرز الدور المحوري الذي تلعبه "مصدر" في تشكيل المشهد العالمي للاستدامة من خلال الاستثمارات والشراكات المهمة في المشاريع. ومن بين مساهماتها الجديرة بالملاحظة، مشاركة "مصدر" النشطة في مؤتمر الأطراف (COP29) في باكو، أذربيجان، وقيادتها في تنظيم أحداث محورية في القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي. وعلاوة على ذلك، فإن التوقع باستضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة في يناير ٢٠٢٥ يؤكد التزامها بوضع أجندة استدامة عالمية ديناميكية للعام المقبل.

وقد تميزت التطورات الاستراتيجية التي حققتها مصدر في قطاع الطاقة النظيفة بصفقات استثمارية كبيرة وتعزيز محفظة مشاريعها العالمية. ففي عام ٢٠٢٤، وسعت الشركة نطاقها من خلال الاستحواذ على حصص في العديد من الشركات العالمية، بما في ذلك Terra-Gen Power Holdings في الولايات المتحدة، وTerna Energy SA في اليونان، وSaita Yield من Brookfield Renewables. وعلاوة على ذلك، عزز تعاونها مع Endesa في أوروبا لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة نفوذ مصدر في مجال الطاقة النظيفة. وفي إظهار لثقة المستثمرين القوية، أصدرت مصدر بنجاح سنداتها الخضراء الثانية، والتي تم الاكتتاب عليها بنسبة ٤.٦ مرة أكثر من المبلغ المطلوب، مما يسلط الضوء على الثقة المتزايدة والاهتمام بفرص الاستثمار المستدامة.

الريادة في الابتكار في مجال الطاقة المتجددة

وقد التزمت مصدر بزيادة قدرتها الإنتاجية بشكل كبير، بهدف الوصول إلى ١٠٠ جيجاواط بحلول عام ٢٠٣٠، مع السعي أيضًا إلى أن تصبح منتجًا رائدًا للهيدروجين الأخضر في نفس الإطار الزمني. وينبع هذا الطموح من هدف الشركة لدعم مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات، وفقاً لاتفاقية الإمارات العربية المتحدة من مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. وتحدث الرئيس التنفيذي محمد جميل الرمحي بفخر عن إنجازات الشركة في عام ٢٠٢٤، مشيراً إلى الشراكات الاستراتيجية والاستحواذات التي لم تعزز مكانتها في سوق الطاقة النظيفة فحسب، بل ساهمت أيضاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشهدت الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريع الشركة زيادة مذهلة، تجاوزت ٣٠ جيجاواط على مدى عامين، مما يؤكد التزام مصدر بتوسيع بصمتها في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم.

تطوير تكنولوجيات الطاقة النظيفة

وفي إطار جهودها الرامية إلى تطوير المشاريع، أرست مصدر الأساس لمشاريع متعددة للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم. وتشمل هذه المشاريع أنظمة تخزين البطاريات في المملكة المتحدة، ومشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان وأوزبكستان، والمرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت مصدر عن مشروع تجريبي رائد لإنتاج الصلب المستدام باستخدام الهيدروجين الأخضر، مما يمثل علامة فارقة مهمة في تحرك صناعة الصلب نحو الاستدامة. ويجسد هذا النهج المبتكر لإنتاج الصلب تفاني مصدر في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة وتأثيرها المحتمل على مختلف القطاعات.

كما تم الاعتراف بدور مصدر القيادي في التحول العالمي في مجال الطاقة من خلال تعيين الرئيس التنفيذي للشركة في مجلس إدارة مجلس الهيدروجين. ويسلط هذا التكريم الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه مصدر في دفع عجلة تطوير قطاع الهيدروجين والتزامها بحلول الطاقة المستدامة. وفي إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة ٢٠٢٥، الذي يحمل عنوان "تكامل القطاعات من أجل مستقبل مستدام"، تهدف مصدر إلى تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العالمية. ومن المقرر أن يجمع هذا الحدث القادة والمبتكرين وصناع السياسات لاستكشاف تحديات وفرص الاستدامة من خلال التقنيات المتقدمة وتكنولوجيا المناخ والابتكارات التي تدعم الاقتصاد الدائري، مما يعزز الدور المركزي لشركة مصدر في حوار الاستدامة العالمي.

توضح المبادرات والإنجازات الاستراتيجية التي حققتها مصدر طوال عام ٢٠٢٤ التزامها الراسخ بقيادة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. ومن خلال الاستثمارات الكبيرة والشراكات الاستراتيجية والمشاريع المبتكرة، لا تساهم مصدر في تحقيق أهداف الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل تؤثر أيضاً على المشهد العالمي للطاقة النظيفة. وبينما نتطلع إلى أسبوع أبوظبي للاستدامة ٢٠٢٥، تواصل مصدر تهيئة المسرح لمستقبل مستدام، وتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التقنيات الخضراء.