سورية - مع آمال عريضة يعيشها معظم الشعب السوري الذي عاني ويلات الحرب، والاعتقال تبرز احتمالات الثورة المضادة، وبشكل خاص من فلول النظام السابق، ككابح للنهوض بسورية موحدة وقائمة على المعايير الدولية لحقوق الانسان، بما يضمن للسوريين أبسط حقوقهم، والنهوض بشكل شامل لبلادهم.اضافة اعلان
الثورة المضادة برزت بالتزامن مع احتفالات الشعب السوري بسقوط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الماضي، وكبحت الامال ببناء سورية جديدة خالية من القمع والاستبداد الذي عانى منه الشعب السوري لعقود، ويتخوف الكثيرون من قيام "ثورة مضادة"، وتكرار سيناريو مُشابه لنماذج شهدتها دول أخرى، حيث تمكّنت الثورات المضادة من العودة واستلام زمام السلطة.
مقابل ذلك، يرى كثير من المراقبين أن التجربة السورية تختلف عن باقي دول الربيع العربي، التي شهدت "ثورات مضادة" من حيث المدة الزمنية من جهة، ومن حيث طبيعة النظام القمعي الذي أوصل البلاد إلى قائمة الدول الأسوأ للعيش في العالم من جهة ثانية، إضافة إلى عوامل أخرى.
وتفتقر سورية لما يسمى "الدولة العميقة" بأجهزتها العسكرية والأمنية ومؤسساتها الإعلامية الضخمة، التي تعمل الأنظمة الاستبدادية على إنشائها لتأمين حمايتها واستمراريتها في الحكم، وتعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى قيام "ثورة مضادة" ضد أي تحركات شعبية تسعى للتخلص من هذه الأنظمة.
لكن، وعلى عكس بعض الدول التي تمتلك مؤسسات راسخة تعمل في الظل وتستطيع تنظيم ثورات مضادة، لم تتشكل في بسورية مثل هذه الهياكل، إذ كان النظام يعتمد بشكل كبير علتى دائرة ضيقة من الموالين، ومع سقوطه انهارت هذه الدائرة دون أن تترك خلفها مؤسسات قادرة على تنظيم مقاومة فعّالة، وذلك بحسب الباحث بمركز حرمون للدراسات نوار شعبان.
وبشأن تفكك المنظومة العسكرية والأمنية، التي كان يعتمد عليها النظام في مواجهة ثورة الشعب السوري، والتي أخذت طابعا طائفيا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة من عمر النظام، يشير شعبان إلى أن هذه الأجهزة شهدت انشقاقات واسعة وتفككا في بنيتها، مما أفقدها القدرة على إعادة تنظيم نفسها أو تشكيل نواة لثورة مضادة.
ورغم أن النظام المخلوع كان نظاما عسكريا، يحكم تحت غطاء سياسي متمثلا بـ"حزب البعث" منذ انقلاب 1963، فإن هذا الشيء لم يؤد إلى نشوء دولة عميقة يمكن أن تؤول إليها الأوضاع إذا حدثت ثورة كما حصل في مصر وتونس، وذلك بحسب حديث الأكاديمي السوري أحمد الهواس.
ويوضح الهواس أن الحاكم الفعلي في بسورية أصبح الجيش الطائفي وما تفرع عنه من أذرع خشنة، كفروع المخابرات بشكل عام، التي انهارت مع سقوط النظام.
ومع إعلان قوات المعارضة السورية لعملية "ردع العدوان"، بدأت ملامح التفكك والضعف تبدو واضحة على قوات النظام، حيث رسمت مصادر مطلعة صورة مفصلة لكيفية تآكل جيش الأسد -الذي كان يخشاه الجميع في السابق بسبب تدهور معنويات القوات والاعتماد الشديد على الحلفاء الأجانب، خاصة فيما يتعلق بهيكل القيادة، والغضب المتزايد بين صفوفه إزاء الفساد المستشري.
والثورات عادة ما تملك قوة عسكرية كبيرة، بعكس قوات النظام التي بدت منهكة ومفككة، وكانت المعارضة السورية المسلحة تملك قوات مدربة ومعدة من الناحية العقائدية والأيديولوجية، إضافة إلى ذلك فقد تم توحيد أغلب الكتل العسكرية ضمن غرفة واحدة أُطلق عليها "إدارة العمليات العسكرية" عند انطلاق المعركة التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد.
وكخطوة تهدف لإنشاء جيش سوري جديد من جهة، وتوحيد فصائل المعارضة في جسم واحد من جهة ثانية، أعلنت القيادة السورية الجديدة في بيان لها مؤخرا عن وصولها لاتفاق مع قادة الفصائل العسكرية يقضي بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع الجديدة التي أسستها القيادة..-(وكالات)
الثورة المضادة برزت بالتزامن مع احتفالات الشعب السوري بسقوط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الماضي، وكبحت الامال ببناء سورية جديدة خالية من القمع والاستبداد الذي عانى منه الشعب السوري لعقود، ويتخوف الكثيرون من قيام "ثورة مضادة"، وتكرار سيناريو مُشابه لنماذج شهدتها دول أخرى، حيث تمكّنت الثورات المضادة من العودة واستلام زمام السلطة.
مقابل ذلك، يرى كثير من المراقبين أن التجربة السورية تختلف عن باقي دول الربيع العربي، التي شهدت "ثورات مضادة" من حيث المدة الزمنية من جهة، ومن حيث طبيعة النظام القمعي الذي أوصل البلاد إلى قائمة الدول الأسوأ للعيش في العالم من جهة ثانية، إضافة إلى عوامل أخرى.
وتفتقر سورية لما يسمى "الدولة العميقة" بأجهزتها العسكرية والأمنية ومؤسساتها الإعلامية الضخمة، التي تعمل الأنظمة الاستبدادية على إنشائها لتأمين حمايتها واستمراريتها في الحكم، وتعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى قيام "ثورة مضادة" ضد أي تحركات شعبية تسعى للتخلص من هذه الأنظمة.
لكن، وعلى عكس بعض الدول التي تمتلك مؤسسات راسخة تعمل في الظل وتستطيع تنظيم ثورات مضادة، لم تتشكل في بسورية مثل هذه الهياكل، إذ كان النظام يعتمد بشكل كبير علتى دائرة ضيقة من الموالين، ومع سقوطه انهارت هذه الدائرة دون أن تترك خلفها مؤسسات قادرة على تنظيم مقاومة فعّالة، وذلك بحسب الباحث بمركز حرمون للدراسات نوار شعبان.
وبشأن تفكك المنظومة العسكرية والأمنية، التي كان يعتمد عليها النظام في مواجهة ثورة الشعب السوري، والتي أخذت طابعا طائفيا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة من عمر النظام، يشير شعبان إلى أن هذه الأجهزة شهدت انشقاقات واسعة وتفككا في بنيتها، مما أفقدها القدرة على إعادة تنظيم نفسها أو تشكيل نواة لثورة مضادة.
ورغم أن النظام المخلوع كان نظاما عسكريا، يحكم تحت غطاء سياسي متمثلا بـ"حزب البعث" منذ انقلاب 1963، فإن هذا الشيء لم يؤد إلى نشوء دولة عميقة يمكن أن تؤول إليها الأوضاع إذا حدثت ثورة كما حصل في مصر وتونس، وذلك بحسب حديث الأكاديمي السوري أحمد الهواس.
ويوضح الهواس أن الحاكم الفعلي في بسورية أصبح الجيش الطائفي وما تفرع عنه من أذرع خشنة، كفروع المخابرات بشكل عام، التي انهارت مع سقوط النظام.
ومع إعلان قوات المعارضة السورية لعملية "ردع العدوان"، بدأت ملامح التفكك والضعف تبدو واضحة على قوات النظام، حيث رسمت مصادر مطلعة صورة مفصلة لكيفية تآكل جيش الأسد -الذي كان يخشاه الجميع في السابق بسبب تدهور معنويات القوات والاعتماد الشديد على الحلفاء الأجانب، خاصة فيما يتعلق بهيكل القيادة، والغضب المتزايد بين صفوفه إزاء الفساد المستشري.
والثورات عادة ما تملك قوة عسكرية كبيرة، بعكس قوات النظام التي بدت منهكة ومفككة، وكانت المعارضة السورية المسلحة تملك قوات مدربة ومعدة من الناحية العقائدية والأيديولوجية، إضافة إلى ذلك فقد تم توحيد أغلب الكتل العسكرية ضمن غرفة واحدة أُطلق عليها "إدارة العمليات العسكرية" عند انطلاق المعركة التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد.
وكخطوة تهدف لإنشاء جيش سوري جديد من جهة، وتوحيد فصائل المعارضة في جسم واحد من جهة ثانية، أعلنت القيادة السورية الجديدة في بيان لها مؤخرا عن وصولها لاتفاق مع قادة الفصائل العسكرية يقضي بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع الجديدة التي أسستها القيادة..-(وكالات)
0 تعليق