تقنيات وكوادر وطنية ترتقي بجراحات الترقيع بمستشفى خولة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بلغ إجمالي الحالات المعالجة في جراحة الترقيع بمستشفى خولة خلال العام الماضي نحو 1725 حالة، منها 252 عملية تم التدخل فيها جراحيًا، و68 عملية معقدة بنسبة بلغت 27% من العمليات.

وبيّن الدكتور سلطان بن زايد الشقصي، استشاري جراحة الجمجمة والترقيع بالمستشفى، أن الجراحات الترقيعية مجال طبي متخصص لعلاج بعض حالات التشوهات الخلقية، وأن جراحة التجميل تعنى بالترميم ما بعد جراحات السرطانات والحوادث، إضافة إلى علاجات الحروق والجروح والتقرحات. وأشار إلى أن جراحة الترقيع تعد من أحدث الجراحات وأدقها، وأبرز الحالات التي تُعالَج في قسم جراحة الترقيع بمستشفى خولة هي حالات التشوهات الخلقية لدى الأطفال وحديثي الولادة، كتشوهات الشفة الأرنبية وفتحة الحنك وتشوهات تكوين الجمجمة والرأس. كما أن هناك الكثير من التداخل الجراحي بين جراحة الترقيع والتقويم والتخصصات الأخرى، مثل: جراحة الأعصاب وجراحة العظام والجراحات العامة. وقد شارك فريق جراحات الترقيع والتقويم مع الفرق الجراحية الأخرى في الحالات التي تستدعي التدخل من أكثر من قسم جراحي.

وهناك بعض الحالات المعقدة التي تستدعي تدخلا جراحيا مشتركا مع جراحات الأعصاب، مثل الأورام الدماغية التي تكون في مناطق حساسة من الدماغ وتمتد إلى محجر العينين. ويساند فريق جراحة الترقيع والتقويم بمستشفى خولة بقية المستشفيات في سلطنة عمان، مثل: المستشفى السلطاني ومستشفى السلطان قابوس بصلالة.

التقنيات الجديدة

وعن سؤال حول التقنيات الحديثة المستخدمة في جراحة الترقيع والترميم، أوضح الدكتور الشقصي أن مجال جراحة الترقيع والترميم مجال حديث يعتمد على تقنيات جديدة ساعدت على تطوير العمليات الجراحية المعتمدة. ومن هذه التقنيات، على سبيل المثال، تقنية التخطيط الجراحي الإلكتروني ما قبل العملية الجراحية لحالات الترقيع المعقدة، حيث يقوم الجراح باستخدام برامج إلكترونية تساعد على تحليل التشوهات، وتقدم حلولاً جراحية تعتمد على التحليل الإلكتروني لحالة الترقيع المطلوبة، مما يساعد جراح التجميل على معرفة مناطق التشوهات والمدة المطلوبة لترقيع هذه التشوهات لإعادة الوظيفة والشكل الطبيعي ما قبل التشوهات. فمثلاً، هناك حالات ضمور في جمجمة الطفل بسبب عملية سابقة أو بسبب خلل جيني، فإن التحليل الإلكتروني يعطي تقييماً دقيقاً.

إلى المنطقة التي تحتاج إلى الترقيع، ومن الممكن استخدام مواد صناعية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد في العمليات.

وأفاد بأن المواد المستخدمة في هذه الجراحات كانت تستورد من الخارج، ولكن بفضل الجهود الحثيثة من الحكومة، ممثلة بوزارة الصحة، وبالتعاون مع القطاع الخاص، باتت هذه التقنيات والمواد متوفرة محلياً، بكوادر عمانية مؤهلة وقادرة على تقييم الحالات المعقدة وإعطاء الحلول الجراحية اللازمة، هذه الحلول تكون على قدر عالٍ من المواصفات التقنية والجراحية العالمية المعتمدة في المستشفيات العالمية.

إصابات الحوادث

وعن دور قسم جراحة الترقيع والترميم في علاج إصابات الحوادث، قال الشقصي: "إن القسم شارك، أسوة ببقية الأقسام في مستشفى خولة، في علاج إصابات الحروب، للأشقاء الفلسطينيين واليمنيين. وتختلف إصابات الحروب في شدتها كونها ناتجة عن أسلحة تؤدي إلى تمزق في الأنسجة العضوية بشكل كبير، مما ينتج عنه إصابات بليغة تحتاج إلى تدخل جراحي عميق، بعمليات متعددة".

وحول ما إذا كانت هناك حالات متضررة من العمليات الجراحية في الخارج، أفاد الشقصي أنه مع تزايد حركة الناس عالميًا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هناك سوق مفتوحة لعمليات التجميل والتحسين للحالات الطبيعية غير المشوهة، كعمليات تجميل شكلية للوجه والأنف وعمليات ما بعد خسارة الوزن. ومع تزايد هذه الحالات، فإن هنالك أيضًا تزايدًا في الحالات التي تحتاج إلى رعاية ما بعد عودتهم إلى الوطن. ولوحظ في الآونة الأخيرة عدد من المرضى الذين أجريت لهم عمليات جراحية تجميلية خارج سلطنة عمان، تعرضوا لمضاعفات ما بعد العملية، ويتطلب ذلك غالبًا تدخلا جراحيا لتنظيف وتطبيب الجروح، مثل: عمليات شد البطن وشد الذراعين، مما يتسبب في التهابات شديدة في جدار البطن تستدعي إزالة كميات كبيرة من جلد البطن بسبب الالتهابات. وفي بعض الحالات يكون الالتهاب بسبب بكتيريا آكلة للأنسجة، ويستدعي ذلك تدخلًا جراحيًا سريعًا وتنويماً في العناية المركزة.

ويعود سبب هذه المضاعفات إلى أن المريض لا يتأكد من تمكن الطبيب المعالج في الخارج من إجراء العمليات المعقدة، أو محاولة إجراء أكثر من عملية جراحية في آن واحد لتقليل تكلفة العمليات، مما يؤدي إلى مضاعفات.

بعد العملية، لذلك ننصح دائمًا بالتأكد من المستشفى أو العيادة قبل الإقبال على أي إجراء طبي جراحي سواء في سلطنة عمان أو خارجها، وهناك جهود حثيثة من قبل وزارة الصحة في مراقبة العيادات والمستشفيات الخاصة بحيث تكون الكوادر الطبية على أعلى مستوى من الكفاءة والجودة في الخدمات الصحية المقدمة. وأكد الشقصي أن وزارة الصحة تسعى دائمًا لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال بحيث تدعم قسم جراحة الترميم والترقية بالكوادر العمانية المؤهلة في التخصصات الدقيقة والمعدات المتقدمة لعلاج أكثر الحالات تعقيدًا في هذا المجال، كما تسعى إلى توفير هذه الخدمات لكل المواطنين من خلال برامج دعم للمستشفيات في المناطق والمحافظات الأخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق