تواجه شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، انتقادات واسعة بعد إعلان خططها لنشر ملايين الروبوتات الذكية (AI-bots) على منصاتها. تهدف هذه الخطوة، التي كشفت عنها صحيفة فاينانشيال تايمز، إلى مواجهة تراجع تفاعل المستخدمين من خلال تقديم "شخصيات" ذكية تحاكي الحسابات الحقيقية.
ووفقًا لكونور هايز، نائب رئيس ميتا للمنتجات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، ستعمل هذه الروبوتات كحسابات عادية، مع صور شخصية وسير ذاتية، وستكون قادرة على إنشاء ومشاركة محتوى يتم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي. على الرغم من عدم تحديد جدول زمني للإطلاق الكامل، أشار هايز إلى أن مئات الآلاف من هذه الشخصيات موجودة حاليًا في مرحلة الاختبار الخاص.
وأثار الإعلان موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي مثل ريديت، حيث اتهم المشككون ميتا بمحاولة إخفاء تراجع قاعدة مستخدميها. يرى النقاد أن إضافة الروبوتات تقوض مصداقية التفاعلات بين المستخدمين وتضلل المعلنين الذين يعتمدون على مؤشرات تفاعل دقيقة لاستهداف العملاء الحقيقيين.اضافة اعلان
وفي منتدى r/futurology على ريديت، أشار المستخدمون إلى التبعات الأخلاقية لهذه الاستراتيجية. أعرب البعض عن قلقهم من أن المعلنين قد يدفعون مقابل تفاعلات مزيفة، بينما انتقد آخرون إمكانية ازدحام خلاصات المستخدمين بمحتوى غير ذي صلة من الروبوتات. ويرى كثيرون أن هذه الخطة تمثل سببًا إضافيًا لترك فيسبوك، مشيرين إلى تجربة مستخدم أصبحت أقل شخصية ومليئة بمحتويات لا تهمهم.
ويعتمد نموذج ميتا بشكل كبير على عائدات الإعلانات، مما أثار تساؤلات حول شفافية وشرعية هذه الخطوة. يجادل النقاد بأن تضخيم أرقام التفاعل بواسطة الروبوتات الذكية قد يشكل إعلانًا مضللًا لشركاء الإعلان. إذا دفع المعلنون مقابل مشاهدات وتفاعلات غير حقيقية، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض الثقة في منصات ميتا.
علاوة على ذلك، ازدادت المخاوف حول الاستخدام الأخلاقي للروبوتات الذكية. بينما قد تعزز هذه التقنية مؤشرات النشاط على المدى القصير، يخشى النقاد أنها ستزيد من إحباط المستخدمين الذين يشعرون بالفعل بفقدان المصداقية في المنصة.
وفي ظل تراجع شعبيتها، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنًا، تبدو استراتيجية ميتا المدفوعة بالذكاء الاصطناعي خطوة جريئة - وإن كانت مثيرة للجدل - للحفاظ على صلتها بالمستخدمين. لكن قرار ملء الخلاصات بالروبوتات يهدد بإبعاد المستخدمين المتبقين، خاصة أولئك الذين يشعرون بالإحباط من حالة المنصة الحالية.
وبينما تروج ميتا لهذه الروبوتات كوسيلة لتعزيز التفاعل، يرى العديدون أنها محاولة يائسة لتضخيم النشاط والحفاظ على عائدات الإعلانات. ما إذا كانت هذه الخطوة ستنجح أم ستؤدي إلى مزيد من الهجرة الجماعية للمستخدمين يبقى سؤالًا مفتوحًا. حاليًا، ينظر إليها الكثيرون كخطوة مزعجة نحو تجربة اجتماعية اصطناعية وغير شخصية.
0 تعليق