وتُعد التمور جزءًا لا يتجزأ من التاريخ السعودي، فقد كانت ولا تزال مصدرًا رئيسيًا للغذاء، وتجسد ارتباط المجتمع السعودي بالنخلة كرمز للعطاء والاستدامة، وستعزز هذه الاتفاقية الجهود البحثية لتطوير الكفاءة الإنتاجية للنخيل وتطوير طرق زراعية مستحدثة للتلقيح والري وخفض ملوحة المياه وزيادة خصوبة التربة، إضافة إلى تطوير حلول للحد من المخاطر الاقتصادية على النخيل وميكنة عمليات النخلة وتطوير الصناعات التحويلية من النخيل والتمور والتركيز على الاقتصاد الدائري وغيرها من المشاريع البحثية ضمن سلسلة القيمة.
وأوضح المركز الوطني للنخيل والتمور بأن "النخلة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز للحضارة والهوية السعودية، وهذا الاستثمار يهدف إلى حماية هذا الإرث وتعزيز مكانته عالميًا، بما يحقق رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الصادرات غير النفطية، مع التركيز على استدامة الموارد الطبيعية ودعم الأمن الغذائي والاقتصاد الدائري."
وتحتل المملكة مكانة رائدة عالميًا في إنتاج وتصدير التمور، حيث تضاعفت قيمة صادرات التمور بنسبة 152.5% وشهدت صادرات التمور نموًا سنويًا بلغ 12.3% منذ عام 2016، وارتفعت قيمتها لتصل إلى أكثر من 1.463 مليار ريال سعودي عام 2023م، وحققت التمور السعودية انتشاراً واسعاً في الأسواق الدولية، إذ وصلت إلى 119 دولة حول العالم.
وتستثمر كاوست خبراتها البحثية في تقنيات متقدمة لتطوير قطاع التمور، حيث تقود الجامعة أبحاثًا لتصميم روبوتات متطورة تُحدث نقلة نوعية في عمليات الحصاد، بينما سيتم إنشاء أطلس جيني لأصناف التمور السعودية، بهدف تعزيز إنتاج الأصناف ذات الكفاءة العالية وتطوير ممارسات مستدامة لإدارة المياه والتربة وتعزيز الاقتصاد الدائري.
وقال البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس جامعة كاوست: "نحن فخورون بدورنا في ربط التقنيات المتطورة بأحد أعمدة التراث السعودي، وشراكتنا مع المركز الوطني للنخيل والتمور تُبرز التزامنا بتحقيق أثر إيجابي على أهم القطاعات التي تجمع بين الاقتصاد والثقافة."
ويشمل المشروع تعاونًا مكثفًا بين باحثي كاوست والمركز الوطني للنخيل والتمور والمزارعين المحليين لتطوير حلول تُلبي احتياجات القطاع، مما يتيح دمج المعرفة التقليدية بالتقنيات الحديثة، ويؤكد أن إرث المملكة في قطاع النخيل والتمور يسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
0 تعليق