ابتسم أو برطم!

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
(اللي بيشكي حاله لحاله) يخرج من هذا المقال، (واللي بيبكي على مواله) يعيد قراءته.

هناك أشخاص معتادون على النكد، يعيشون عليه ودائماً ما يفضلون البكاء على أطلال الماضي، يشكون حالهم لحالهم وتجدهم يستمتعون بتكرار نفس الأغاني الحزينة، والمواقف الحزينة، ويدخلون بشكلٍ دائم في حالة من الحزن والكآبة، ويعتقدون أن الشكوى المستمرة من حالهم هي العلاج الوحيد لمشاكلهم!

وهناك نوع آخر دائماً «يبكي على مواله» أو بمعنى أصح دائماً يضيع وقته في استذكار أخطاء الماضي، ويقف عندها حتى لو مرت عليها سنين وسنين، دون أن يتعلم منها أي شيء، وهذا النوع من البشر (درامي) زيادة عن اللزوم، لأنه كالجمل مُعتاد أن (يجتّر) ماضيه وغلطاته ويأكلها وتأكل منه.

وفي كلا الحالتين؛ (أهل الحزن) صحيح مساكين، مع كامل الاعتذار للسِت، فلست بصدد الحديث عن أهل الحُب الذين غنت لهم أم كلثوم، ولا عن أولئك القوم (الحبّيبة) الذين يرددون أغانيها ليلاً في محاولة لاستحضار ماضيهم العاطفي.

أنا أتحدث عن الذين يعيشون في دائرة الحزن، ولا يخرجون منها، هؤلاء الذين يعتقدون أن السواد هو اللون الوحيد الذي يليق بحياتهم ومناسباتهم، الذين يتحدثون دائماً عن آلامهم العميقة وكيف أن الحياة لم تكن عادلة معهم.

وإني لا أستغرب ما داموا يملكون القدرة على البكاء، كيف لا يملكون نفس القدرة على الضحك أيضاً، لكنهم اختاروا التعاسة وعاشوا مخلصين لها، وفضلوا العيش في المنطقة الرمادية حيث تصبح ألوان الحياة باهتة.

قد أبدو لكم إنسانة إيجابية ومثالية، أطير بين الكلمات (كالفراشة) وأنثر عليكم السعادة حيثما كنتم، وهذا صحيح إلى حدٍ ما، لكن لأني إنسانة مثلكم قد أكون في بعض الأحيان (كالبومة) خصوصاً إذا (صنقرت)، فأجلس في مكاني أراقب العالم من زاويتي الخاصة، بعيون كبيرة ورؤية عميقة ولكن دون أي رغبة في الهبوط إلى الأرض التي يلهو عليها الجميع.

وما بين الفرح والحزن؛ أطير ولكني أملك القدرة على التوقف فجأة، والتفكير في هذه الحياة حيث نضحك، ونرقص، ونغني، ونستمتع، حتى ننسى أن الكآبة قد تنتظرنا في الزاوية الأخرى. ليس لأني إنسانة متفائلة، بل لأنها هي الحياة.

وعلى كل حال؛ عزيزي القارئ القرار بيديك، إما أن تخرج من هذا المقال وأنت تشكي حالك لحالك، وإما أن تبكي على موالك، وصدقني في كلا الحالتين: لن تنفعك أم كلثوم!


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق