قال الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عند الحديث عن تاريخ مصر وتأثير الأزهر، نجد مثالًا واضحًا في الفترة التي تولى فيها محمد علي باشا حكم مصر، علماء الأزهر، الذين لعبوا دورًا بارزًا في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، لم يسعوا للسلطة لأنفسهم، بل اختاروا قائدًا رأوا فيه الكفاءة والقدرة على إدارة البلاد، مما يعكس وعيهم العميق بمسؤوليتهم تجاه الأمة ودورهم في بناء الدولة بعيدًا عن المصالح الذاتية.

وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية، هناك فرق كبير بين مؤسسة تهدف إلى تعليم العلم من أجل العلم وتنوير العقول، وبين جماعات أو هيئات تسعى لتوجيه هذا التعليم لتحقيق أهداف سياسية محددة.

سر استمرارية الأزهر

وتابع الدكتور عبدالغني هندي: سر استمرارية الأزهر يكمن في فهمه الصحيح للإسلام، وهو فهم يتجاوز الفهم "الجماعاتي" أو الأيديولوجي، الأزهر يعتمد على منهج علمي موضوعي يركز على دراسة علوم الإسلام بعيدًا عن أي انحيازات سياسية أو أهداف سلطوية، هذه الحيادية جعلت الأزهر مؤسسة تعليمية وعلمية بحتة، لا تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية أو الوصول إلى السلطة.