أوضح الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الفكر الجماعاتي يرفع شعارًا خاطئًا مفاده أنهم وحدهم من يمثلون الإسلام، وأنهم الوحيدون المخول لهم الوصول إلى السلطة في الدول الإسلامية، بينما من يخالفهم يعتبر خارجًا عن الإسلام، هذا الفكر يقوم على بعض الآراء الفقهية التي يراها أصحابها "موضوعية"، بينما هي في الحقيقة آراء شاذة هدفها الوصول إلى الحكم.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية، لا يوجد فكر يمكنه تصحيح فهم الجماعات للإسلام سوى الأزهر الشريف، الذي يمتلك محتوى علميًا أصيلاً متجذرًا منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، الأزهر الذي أنجب قادة عظام مثل سعد زغلول ورافع الطهطاوي، قدم أفكارًا ومناهج فكرية أثرت في الأمة وأضاءت الطريق للأجيال.
وتابع: الغريب إن الجماعات الإسلامية، التي ظهرت في الفترة ما بين 1926 و1928، كانت قد تلقت دعمًا خارجيًا، حيث تأسست جماعات في الشام واليمن وأفريقيا، بما في ذلك جنوب أفريقيا، والأغرب من ذلك أن التمويل الذي كان يذهب لهذه الجماعات، كان يأتي من المخابرات البريطانية، في نفس الوقت الذي كان فيه حسن البنا يتلقى دعمًا ماليًا من جهات خارجية.
علماء الأزهر اختاروا محمد علي لتولي حكم مصر
وفي سياق متصل أشارالدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عند الحديث عن تاريخ مصر وتأثير الأزهر، نجد مثالًا واضحًا في الفترة التي تولى فيها محمد علي باشا حكم مصر، علماء الأزهر، الذين لعبوا دورًا بارزًا في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، لم يسعوا للسلطة لأنفسهم، بل اختاروا قائدًا رأوا فيه الكفاءة والقدرة على إدارة البلاد، مما يعكس وعيهم العميق بمسؤوليتهم تجاه الأمة ودورهم في بناء الدولة بعيدًا عن المصالح الذاتية.
0 تعليق