علقت الكاتبة السورية نور عباس، على الأحداث الحالية في سوريا، عقب وصول فصائل المعارضة السورية إلى مقاليد الحكم، بجانب تصريحات القادة الجدد في سوريا عن إسرائيل.
وإلى نص حوار الدستور معها
كيف ترين ما حدث في سوريا ووصول جماعات الإسلام السياسي إلى الحكم فيها ؟
أرى أن الثورة السورية التي شُكلت فيها قوى الإسلام السياسي هي ثورة شعب كان متعطشا لولادة جديدة بعد مخاض مؤلم دام سنوات، والآن وفي ظل تآخي الشعب السوري ووعيه الكبير، قد تبلور الحراك السياسي ضمن صياغة جديدة حين تكاتفت الطوائف جميعها ووحدت شعارها تحت هدف سام وهو بناء سوريا ومستقبلها بعد التحرير.
هل يمكن القول إن سوريا تتحول لدولة متشددة؟الخوف الفعلي كان سابقًا بوجود نظام سادي تطرَّف في انتهاك حقوق شعبه ومواطنيه وتفنن في طرق تكميم الأفواه، ولا أجد أن هناك خوفًا من القادم، بل أستطيع القول إن نصر سوريا والإطاحة بحكم دام عقودًا من الظلام هو شمعة مضيئة الآن في مستقبل البلاد.
هل يمكن أن تتعرض سوريا لانقسامات بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم؟ وكيف ترين التغيير الذى طرأ على الجولاني؟لقد تطرق أحمد الشرع القائد العام للإدارة السورية الجديدة "الجولاني سابقا" حول هذا الموضوع بالنسبة للتغيير الذي حصل وتحول توجهاته، أما بالنسبة للساحة السورية وبرأيي كمواطنة تعيش المشهد، سأخبرك بكونه شعبيًا: قائد محبوب جدًا، هو بطل في أعين الناس الأحرار والكل يؤيد ويؤكد لفكرة أن وجوده بينهم يبعث على الارتياح لا الخوف، فهو يملك شخصية ذكية جدًا وهادئة، كما أن تواصله مع الناس وسلوكه وخطاباته وأسلوبه مختلف تمامًا عن أسلوب قادة الجماعات المتشددة، ولا شك أن حواراته وتصريحاته لا تخالف ما نشهده الآن على أرض الواقع وكلنا ثقة بأن القادم أجمل.
وحول تخوفات تقسيم سوريا، قالت إن سوريا مهد الأديان والحضارات ونحن الآن في مرحلة تحتاج لوعي كبير وصبر وهذا ما يثبته السوريون بتكاتفهم واندماجهم ورفعهم شعار سوريا للجميع والشعب السوري واحد.
برأيك ما الأسباب التي أدت لعودة جماعات الإسلام السياسي إلى الساحة السياسية مرة أخرى؟هي ليست عودة لجماعات الإسلام هي نصر إسلامي، وعودة الحرية في ممارسة الشعائر الإسلامية بحرية مطلقة بعد أن كانت مرفوضة سابقًا في ظل نظام الأسد، سوريا كانت ولا تزال بلد إسلامي يحمل طابعًا علمانيًا منفتحًا على كل الديانات الأخرى، وأبناء سوريا جميعًا حريصون على تجنب الخوض في أمور قد تؤجج الطائفية أو تثير النعرات، وكلنا يد واحدة، وكما قلت سوريا للجميع.
ما تعليقك على تصريحات الإدارة السورية الجديدة حول إسرائيل، وتعليقك على دخول إسرائيل لمساحة أكبر في الجولان والسيطرة على هيئات حكومية في القنيطرة؟الإدارة السورية الجديدة تسعى للتركيز على القضايا الداخلية وتحقيق الاستقرار، وحتمًا هناك خطط لعلاج كل أزمات سوريا، كما وضحت الإدارة، إضافة لخطط البناء والتطوير وهذا ما نرجوه.
تعليقك على تصريحات عائشة الدبس المسئولة في الإدارة الجديدة، والتي أثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية؟أتمنى عدم التسرع في إطلاق الأحكام، نحن في النهاية بمرحلة بناء وهناك نقاش وحوار، وهي ليست بموضع اتخاذ قرار، ربما خانها التعبير في ختام حوارها حول موضوع الاختلاف بالرأي، فأثارت الجدل وتعرضت لحملة انتقادات واسعة، لكن بموضع آخر دعت النساء للتواصل والمشاركة في بناء سوريا من مختلف الطوائف وتحدثت حول تأهيل المرأة وتدريبها؛ لتكون مشاركة في مناصب الدولة وشريكة في صنع القرار، وهذا ليس بجديد عليها، فلطالما كانت المرأة السورية مثالًا يُحتذى به في النضال والكفاح والشجاعة في مختلف مجالات الحياة وصورةً مشرفّة ومشرقة عبر التاريخ، وقد أبدعت ولا تزال مبدعة في السياسة وفي جميع الأصعدة.
0 تعليق