في عرضه الأول بالعالم العربي، فاز الفيلم الصومالي قرية قرب الجنة للمخرج مو هاراوي بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وذلك في حضور هاراوي ومدير التصوير المصري مصطفى الكاشف.
جاء العرض العالمي الأول للفيلم في قسم نظرة ما في الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي حيث تمتع بشعبية واسعة النطاق وعروض مزدحمة، وهو أول فيلم على الإطلاق تم تصويره في الصومال ويشارك في المهرجان.
انطلق الفيلم بعد ذلك في مسيرة حافلة بالمهرجانات الدولية، حيث شهد مؤخرًا عرضه الأول بأمريكا الشمالية في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ثم ديربان السينمائي الدولي، وملبورن السينمائي الدولي.
وخلال تلك المسيرة حصل الفيلم على عدة جوائز منها جائزة هوغو الذهبية بمسابقة المخرجين الجدد بمهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم بمهرجان كورك السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم نمساوي ضمن جوائز فيينا السينمائية.
تدور أحداث فيلم قرية قرب الجنة في قرية صومالية تمر بظروف عاصفة، ويجب على عائلة أُعيد لم شملها حديثًا التنقل بين تطلعاتهم المختلفة والعالم المعقد المحيط بهم. الحب والثقة والمرونة ستدعمهم خلال مسارات حياتهم.
حصل الفيلم على العديد من الإشادات النقدية المتميزة، منها ما كتبه فابيان لوميرسيه لموقع Cineuropa "يفرض مو هاراوي حسه الرائع في خلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة توضح مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود"، ويكمل قائلًا "الفيلم يأخذ وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث الحاضر قاس للغاية، والماضي ثقيل بمن اختفوا، والمستقبل غامض".
كما أشادت لوفيا جياركي لمجلة هوليوود ريبورتر بالتصوير السينمائي لمصطفى الكاشف بالفيلم "التصوير السينمائي لمصطفى الكاشف يقدم صورًا مذهلة تستحضر الأجواء الشبحية لهذه القرية دون تحويل سكانها إلى رسوم كاريكاتيرية إرضاءً لنظرة غربية متعطشة لنوع معين من صور الفقر الإباحية".
كان الفيلم قد تلقى دعماً من مهرجان مراكش في دورته السابقة، حيث فاز بمنحة ما بعد الإنتاج (20 ألف يورو) من ورش أطلس بالمهرجان، وأشاد المشاركون في الورشة بالأجزاء التي عُرضت من الفيلم، وبشكل خاص التصوير السينمائي لمصطفى الكاشف.
الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي وبطولة أحمد علي فرح ومونتاج جوانا سكرينزي وتصميم الإنتاج لنور عبد القادر، وتصوير مصطفى الكاشف الذي أسر جمهور مهرجان كان السينمائي العام الماضي بفيلمه القصير عيسى، الذي فاز بجائزة رايل الذهبية والتي تمنح لأفضل فيلم قصير في مسابقة أسبوع النقاد، وهو أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة محققًا فوزًا تاريخيًا.
الفيلم من إنتاج شركة فيلم فرايبيوتر في النمسا، وشركة مامال فى الصومال، وشركة كازاك للإنتاج في فرنسا، ونيكو فيلم في ألمانيا.
تتولى المبيعات الدولية شركة توتيم للأفلام وتتولى التوزيع الدولي Jour2Fête، بينما توزعه MAD Distribution في العالم العربي.
ولد مو هاراوي في مقديشو، وهو أحد خريجي برنامج مواهب برليناله وحصل على منحة دراسية من الوزارة الفيدرالية النمساوية للفنون في عام 2019 ويدرس للحصول على درجة الماجستير في التواصل المرئي في جامعة الفنون في كاسل منذ عام 2020. تتضمن أفلامه السينمائية العديد من الأفلام القصيرة، من بينها فيلم الحياة في القرن الأفريقي، وهل سيأتي والديّ ليروني الذي احتفل بعرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير.
0 تعليق