رسائل “القسام” عبر فيديو الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – خاص

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” تسجيلاً مصورًا للأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج، ظهرت فيه بحالة نفسية متدهورة، موجهة انتقادات حادة لحكومة نتنياهو؛ لعدم اتخاذها خطوات جادة لتحريرها بعد أكثر من 450 يومًا من الأسر في قطاع غزة.

ويأتي هذا التسجيل كجزء من استراتيجية إعلامية مدروسة، تهدف من خلالها كتائب القسام إلى توصيل عدة رسائل سياسية وإنسانية وعسكرية للمجتمع الإسرائيلي والعالم.

وأبرز رسائل الفيديو كانت تحميل حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس، المسؤولية الكاملة عن استمرار احتجاز الأسرى. وكان ظهور الأسيرة وهي تخاطب وزير الدفاع بشكل مباشر بقولها: “انظر في عيون أبي وأخبره أنك لن تعيدني لهم أبدًا” بمثابة اتهام صريح بتقاعس الحكومة في التعامل مع ملف الأسرى.

وهدف تكرارها لعبارات مثل “نحن لسنا على سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا” إلى تعزيز شعور الأسرى وعائلاتهم بأن حكومة نتنياهو تخلت عنهم، وهو ما قد يفاقم حالة الغضب الشعبي داخل الكيان.

تشكيك وضغط نفسي

وتعمدت “القسام” إظهار الأسيرة في حالة نفسية متدهورة، وهي تبكي وتخاطب عائلتها مباشرة، قائلة: “أمي، أبي، أحبكم كثيرًا، اشتقت لكم”، مع ذكر أسماء أفراد عائلتها بشكل مؤثر.

وتهدف هذه اللغة العاطفية إلى إثارة التعاطف الشعبي داخل الكيان، وإحداث تأثير نفسي قوي قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الحكومة للتصرف.

ويرمي إبراز معاناة الأسيرة والتأكيد على تدهور حالتها النفسية إلى دفع المجتمع “الإسرائيلي” للتساؤل: “ماذا لو كانت هذه ابنتنا؟”، وهو أسلوب يركز على الضغط العاطفي المباشر لخلق رد فعل شعبي ضد استمرار العمليات العسكرية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.

وكان التشكيك بفاعلية النهج العسكري للاحتلال في التعامل مع قضية الأسرى رسالة بارزة أخرى في الفيديو، فقد صرحت ألباج بأن “العمليات العسكرية لن تحررنا، بل تهدد حياتنا”، وفي ذلك تشكيك باستراتيجية القتال التي يتبعها الاحتلال، والتي وصفتها الأسيرة بأنها تعرض حياة المحتجزين للخطر، بدلاً من تأمين الإفراج عنهم!

والرسالة هنا كانت واضحة: استمرار القصف والعمليات العسكرية لن يؤدي إلا إلى المزيد من المخاطر على حياة الأسرى، ما يعزز فكرة فشل الحكومة في إدارة الملف.

التلاعب بمصير الأسرى والمفاوضات

إضافة إلى ما سبق؛ اتهمت الأسيرة حكومة نتنياهو بأنها تتلاعب بمصير الأسرى، كما ورد في قولها: “نحن مجرد لعبة في أيديكم.. تعرفون أن هذا لن ينجح”، وهو ما يعكس محاولة “القسام” لتصوير القيادة الإسرائيلية كطرف يتلاعب بأرواح مواطنيه لأهداف سياسية.

وهذا الاتهام مدعوم بإشارة “القسام” السابقة لمقتل 33 أسيرًا إسرائيليًا جراء القصف الإسرائيلي على غزة، مما يهدف إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مباشرة عن حياة الأسرى.

ومن خلال نشر هذا التسجيل؛ تسعى “القسام” إلى إيصال رسالة نهائية واضحة؛ هي أن المخرج الوحيد لضمان حياة الأسرى الإسرائيليين هو وقف العدوان العسكري، والدخول في مفاوضات جدية لتبادل الأسرى.

ويهدف الخطاب العاطفي والاتهامات السياسية المباشرة إلى إحداث شرخ في الداخل الإسرائيلي بين القيادة السياسية وعائلات الأسرى، بما يضع الحكومة تحت ضغط أكبر للتفاوض.

لم يكن تسجيل ليري ألباج مجرد عرض لمعاناة أسيرة، بل رسالة مدروسة بعناية من كتائب القسام، تهدف إلى تحميل حكومة الاحتلال مسؤولية استمرار الأزمة، والتأكيد على أن النهج العسكري لن يحقق نتائج، مع تعزيز الضغوط الشعبية على القيادة السياسية للتحرك نحو مفاوضات يتمخض عنها إنهاء العدوان بشروط المقاومة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق