الأندية "الجديدة" تفشل في اختبار "الروح الرياضية" بعد حادثة مخجلة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان - مشاهد صادمة استقبلها الجمهور المحلي أول من أمس من ملعب البولو في مدينة الحسين للشباب، بعد أن شهد ختام دوري الناشئين تحت 17 عاما لكرة القدم، أحداث شغب غير متوقعة عقب نهاية المباراة الحاسمة بين نادي فرسان الأردن ونظيره الاتحاد، ما تسبب في نهاية مؤلمة أجبرت اتحاد الكرة على إلغاء مراسم التتويج.اضافة اعلان
وبحسب معلومات وصلت لـ "الغد"، فإن المشكلة حصلت بعد إطلاق حكم اللقاء صافرة الختام بنتيجة التعادل بهدف لمثله، ليتجه حارس فريق فرسان الأردن بعد ضمان فريقه اللقب، لعدد من لاعبي الاتحاد للتعبير عن فرحته بالفوز بطريقة اعتبرها الفريق المنافس "استفزازية"، ما دفع لاعبي الاتحاد للتهجم عليه، لتشتعل الأمور بسرعة البرق، وتدخل الجماهير للملعب لتزداد الأمور تعقيدا.
ما يزيد الموقف سوءا، أن الأندية الجديدة التي دخلت على مسابقات اتحاد الكرة، وتحديدا في الفئات العمرية، يعتبرها كثيرون قدوة لغيرها من الأندية، والجميع يرغب بأن يعمل بها سواء، نظرا للاحترافية والسمعة الطيبة التي تتمتع بها من أمور إدارية ومالية وغيرها.
وأشار اتحاد الكرة في خبره الصادر ليلة الحادثة، أنه تم تحويل ملف وتقارير المباراة للجان المختصة لاتخاذ القرارات المناسبة، من أجل التحقيق بالمجريات والأسباب التي جعلت من ساحة الملعب "معركة" لعدد من اللاعبين الواعدين في اللعبة.
وسيدخل الناديان في نفق مظلم أمام الشارع الرياضي واتحاد الكرة، بعد أن تسببت هذه الحادثة في تراجع سمعتهما، بانتظار اتخاذ قرارات بشأن المتسببين في المشكلة، مع عدم قدرة الناديين على ضبط الأعصاب في لقطة حاسمة لم يظهر بها العقلاء من مدربين وإداريين.
واعتبر الشارع الرياضي بأن الناديين قدما مؤشرا سلبيا، عبر جيل من اللاعبين يفتقد للهدف الأساسي التي وجدت من أجلها اللعبة، مع غياب عوامل تهذيب النفس والتنافس الشريف.
وفي هذا الصدد، أشار المدرب الوطني خليل فطافطة، إلى أن المشكلة التي حدثت عقب نهاية لقاء فرسان الأردن والاتحاد أمر مخجل للغاية، وتم تداول الصور ومقاطع الفيديو بشكل كبير على منثات التواصل الإجتماعي، ما ترك انطباعا سيئا عن الكرة المحلية في الخارج حسب وصفه.
وبين مدرب منتخب الناشئين السابق في حديثه لـ "الغد"، أن المشكلة سببها عدم وجود مدربين مؤهلين لقيادة فرق الفئات العمرية، من خلال افتقادهم لأساليب الإعداد النفسي والمعنوي للاعبين، والاكتفاء فقط بالجوانب البدنية والتكتيكية، ما تسبب في حدوث كارثة من خلال اعتداء اللاعبين على بعضهم البعض بصورة غير حضارية.
وأضاف: "غابت المحاضرات عن الأندية في كيفية التعامل مع الحكام، كما غابت أيضا الدورات التي تجعل المدربين قادرين على إعداد جيل من اللاعبين يتمتع بالأخلاق والروح الرياضية، حيث أصبحت تعيينات المدربين تتم بالواسطة أو بمبالغ زهيدة من قبل الأندية، ليحضر مدربين لا يستطيعون صناعة الأجيال بطريقة سليمة".
وكشف فطافطة عن سبب رئيسي لهذه الحادثة، من خلال اعتراض المدربين المتكرر على التحكيم، ما يدفع اللاعبين أيضا للتوتر، إضافة إلى طلب الإدارات النتائج من المدربين وانعكاسها على اللاعبين، ما يتسبب في الضغط وعدم تقبل الخسارة، رغم أن الفئات العمرية هدفها التعلم والاستمتاع، رافضا الإشارة إلى أن سبب المشكلة بأن الفريقين يتبعان لأكاديميات، بسبب حدوث مشاكل سابقة في مباريات تضم أندية. 
بدوره، استنكر المحلل الرياضي عبد الله الدويري، الأحداث التي جرت في ملعب البولو، مؤكدا بأن الحدث لا يرق لمستوى الكرة الأردنية، ولا يتقبله الوسط الرياضي إطلاقا، من خلال تهجم عدد كبير من اللاعبين على حارس مرمى فرسان الأردن.
وبين الدويري أن المباراة يجب أن تنتهي بصورة مثالية نظرا لحسم اللقب لصالح فريق على حساب آخر، إلا أن نهايتها لم تكن سعيدة بحدوث أمر مخجلة، مطالبا معاقبة المذنبين بالإيقاف لمدة طويلة عن ممارسة الكرة، ومشبها إياها بحادثة شبيهة في الدوري الكويتي تم إيقاف المخطئين فيها لمدة عام كامل.
وأكد المتابع للكرة المحلية سيف قاسم، أن المشكلة كانت صادمة للشارع الرياضي، نظرا لسن اللاعبين وعدم قدرة مدربي فرقهم على ضبطهم وإيقافهم قبل حدوث الكارثة، مطالبا بمحاسبة كل من كان له يد في هذه المشكلة، واتخاذ عقوبات قاسية بحق كل من تهجم على غيره بطريقة "همجية".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق