منتخب البحرين.. نقطة تجمّع

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكتب هذا المقال صباح السبت بغضّ النظر عن نتيجة مباراة اليوم، فمن وجهة نظري لقد حصلنا على كأس أهم من كأس الخليج في هذه الدورة الرياضية، إذ بفضل منتخبنا حصلنا على الكأس الأكبر والأجمل والأهم والأقيم.

فالكأس الذي حقّقه منتخب البحرين الوطني أنّه كان نقطة تجمّع وطنية بامتياز، ذكّرتمونا باحتفالات الميثاق الوطني حين خرجت البحرين كلّها تغنّي فرِحة في الشوارع بقُراها ومُدنها.

المنتخب البحريني جمع قواسمنا ووحّدها وصبّها صبّاً في حُبّ البحرين وأذاب فوارقنا وصهرها، فلم نعد نشعر بها، وهذا الذي ننشده كهدف أسمى وأكبر من أي كأس رياضي، هذا ما نُريد أن نستثمره وننمّيه ونعزّزه ونبحث له عن استدامه.

ستخرج الرفاع قبل أن تخرج كرزكان أو دمستان لاستقباله، وستخرج المحرق قبل المنامة لحمله على الأكتاف، هذه هي الهوية الجامعة التي نرجو تعزيزها وعدم التفريط بها والبناء عليها.

كنا كبحرينيين متعطّشين للجوامع والقواسم المشتركة للهوية الجامعة، فانهملت علينا بلا حُسبان من جميع الاتجاهات، من احتفالات العيد الوطني التي عزّزت الهوية البحرينية بجدارة، ثمّ توّجها المنتخب البحريني بفوزه المستحق "أيّاً كانت النتيجة"، وصدّقوني حتى لو لم نفز فإن الكأس البحريني الوطني ناله المنتخب وتوّج به كل بحريني أهم ألف مرة.

كم كان جميلاً ذلك الحرص على علم البحرين من اللاعبين والجمهور، كما كانت جميلة تلك اللقطات التي قبّل فيها اللاعبون بعد تسجيل الهدف علَمَ البحرين على قمصانهم، كم كان العلم البحريني رائعاً وهو يُشكّل لنا نقطة تجمّع لم يتخلّف عنها أحد.

حافظوا على قواسمنا المشتركة الآن، لا تطفئوا جذوتها، حافظوا على ما يجمعنا من قيم ومبادئ وميول وأفكار الآن وابنوا عليها وعلموها أطفالكم، فنحن في لحظة تجلّيات تاريخية إن عرفنا قيمتها وحافظنا عليها.

الأجمل أنّ لاعبي ومشجعي البحرين كانوا محطَّ اهتمامٍ وحُبٍّ خليجيٍّ كبير، كنّا أكثر الحاصلين على الرعاية والحُبّ، والأكثر تقديراً واحتراماً من أهلنا في الخليج، فهذا هو الحضن الجامع الحقيقي للبحرين ولهويته العربية الخليجية والمتجرّد من لأي مصلحة، فلا يتطلّب ولاءً ولا طاعة، بل حُبّاً متبادلاً وانتماءً فطرّياً، وهذا هو مكانهم الطبيعي، فالبحريني عربي خليجي مكانه الطبيعي هنا، هنا امتداد جذوره، وهنا تفريع غصونه، هنا سيجد كرامته محفوظة ومنزلته عالية، فهنا ـبناء عمومته وعزوته.

نحتاج كثيراً إلى البحث عن نقاط التجمّع الأخرى التي تجعل البحرين كلّها من أقصاها إلى أقصاها مجتمعةً تحت العلم، وتؤكد لكل بحريني أنّ عروبته وخليجيته هي امتدادٌ لجذوره ومصبٌّ لعروق دمه.

شكراً لكلّ لاعب ولكلّ أعضاء المنتخب من إداريين وفنيّين ومدرّبين "رفعتوا الراس" وشرّفتمونا، ليس بمهاراتكم التي شهد بها الجميع فحسب، بل بهويتكم البحرينية التي تبدّت في أخلاقكم وروحكم الجميلة التي تعاملتْ برُقيّ بحريني خالص برغم الضغوط التي كنتم تعانون منها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق