بدأ الكثير من الشباب في الإنفاق بكثرة على الكماليات مثل السفر والملابس الفاخرة، بدلاً من الادخار، وهي ظاهرة تُعرف على وسائل التواصل الاجتماعي باسم «الإنفاق الكارثي». ووفقاً لموقع «سايكولوجي توداي»، يُعرّف هذا النوع من الإنفاق بأنه إنفاق بلا تفكير، لتخفيف التوتر الناجم عن التشاؤم تجاه الاقتصاد والمستقبل.
ووصفت يلڤا باكستروم، محاضرة في التمويل في كلية الأعمال بجامعة «كينجز»، هذا السلوك بأنه «غير صحي واندفاعي»، مشيرة إلى أن الشباب اليوم متصلون بالإنترنت باستمرار، ويتعرضون للأخبار السلبية، مما يجعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون في نهاية العالم، وأن هذه المشاعر السلبية تتحول إلى عادات إنفاق سيئة.
وفي دراسة أجرتها «أنتيويت كريديت كارما» في نوفمبر 2023، وُجد أن 96% من الأمريكيين يشعرون بالقلق بشأن الوضع الاقتصادي الحالي، وأن أكثر من ربعهم يلجؤون للإنفاق الكارثي لمواجهة التوتر، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الولايات المتحدة فقط. وتحدثت استفانيا ترونكوسو فرنانديز، وهي مسوّقة تبلغ من العمر 28 عاماً من كولومبيا، عن تجربتها في الإنفاق الكارثي، مشيرة إلى أن التضخم المرتفع والاضطراب السياسي يجعلان من الصعب التفكير في الادخار. وأضافت أن تكلفة الطعام تزداد يوماً بعد يوم، مما يؤثر في نمط الحياة اليومي.
واعترفت بأنها كانت تنفق بلا مبالاة على الملابس والسفر رغم دخلها المنخفض، مرجعة ذلك إلى شعورها بعدم القدرة على امتلاك منزل، خاصة بعد توقف برامج الدعم الحكومية. وأكدت أن هذه الظاهرة شائعة بين معارفها.
وأظهرت دراسة دولية أجرتها «سي إن بي سي» أن 42.8% من البالغين حول العالم يشعرون بأنهم أسوأ حالاً مادياً من آبائهم، مما يعزز الإحساس بعدم القدرة على تحقيق ما حققته الأجيال السابقة.
وهذا الشعور باليأس يجعل الإنفاق الكارثي يبدو وكأنه وسيلة لاستعادة السيطرة في عالم غير متحكم به. ولكن على المدى البعيد، قد يؤدي هذا السلوك إلى فقدان المزيد من السيطرة المالية.
وتحدث دايفيك جويال، مؤسس شركة ناشئة في وادي السيليكون، عن تجربته مع الإنفاق الكارثي، خلال عمله السابق مهندساً للمنتجات، مشيراً إلى أن الضغط من الأقران والإحباط المهني قاداه إلى الإنفاق المفرط على الملابس الفاخرة والتكنولوجيا الحديثة. ولكن منذ بدء شركته الخاصة، عام 2023، تغيرت نظرته للحياة، وتوقف عن هذا النمط من الإنفاق. وتؤكد يلڤا باكستروم على أهمية فهم العلاقة بين الشخص والمال، إذا كان يريد التغلب على الإنفاق الكارثي.
0 تعليق