أوروبا لن تدعم “سوريا الإسلامية” لكنها تدعم الإبادة في غزة!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 5, 2025 4:59 م

كاتب- علي سعادة

جاءا نيابة عن باقي دول الاتحاد الأوروبي البالغة 27 دولة، وبأنهما مفوضان لشرح موقف ومطالب أوروبا من سوريا الجديدة، هكذا تقول ظواهر زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ووزير الخارجية الفرنسي الفرنسي جان نويل بارو إلى العاصمة السورية دمشق ولقاء قائد الإدارة السورية أحمد الشرع .
الوزيرة الألمانية وصلت دمشق مرتدية سترة واقية من الرصاص وعبر طائرة عسكرية، وكأنها قادمة إلى ساحة حرب ساخنة، لذلك حين تحدثت بعد انتهاء الزيارة كانت تتحدث مثل جنرال عسكري وليس دبلوماسي يريد مساعدة سوريا للنهوض من كبوتها الكارثية.
لخصت الموقف الذي حفظته عن ظهر قلب قبل قدومها إلى دمشق بأن أوروبا ستدعم سوريا الجديدة لكن “لن تقدم أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة”، وهي تضع شرطا واضحا ومطلبا محددا وهي أن على القيادة الجديدة لسوريا أن تخرج من عباءة الجماعة الإسلامية بشكل نهائي وواضح لا لبس فيه.
بيربوك حضت على عدم إقامة “حكومة إسلامية” عقب إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وهنا علينا أن نلاحظ بانها تدعم حكومة تل أبيب التي تضم أحزابا دينية يهودية.
كما شددت على أن رفع العقوبات عن سوريا سيعتمد على تقدم العملية السياسية، مشيرة إلى أهمية إشراك كل الطوائف في عملية إعادة الإعمار.
ولفتت إلى ضرورة تقديم ضمانات أمنية موثوقة للأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، وإلى إيجاد حل سياسي مع الأكراد لكي يُدمجوا بالكامل في العملية السياسية.
والواقع أن القيادة السورية الجديدة لم تطرح حتى الآن رؤيتها لسوريا الجديدة واكتفت بالقول بأن هذا يعود إلى ما يتفق عليه السوريون وما تخرج به الحوارات واللقاءات الوطنية، وما يصدر من قوانين ودستور جديد للبلاد.
لكن كان حديث الوزيرة الألمانية عبارة عن تحذير استباقي بأن أوروبا لن تدعم سوريا الجديدة إذا طرحت تشكيل حكومة إسلامية.
وأثار تصريح بيربوك موجة انتقادات على منصات التواصل واستعاد كثيرون تصريحها السابقة التي دعت فيها إلى مواصلة إرسال الأسلحة إلى دولة الاحتلال، وبررت قتل المدنيين في قطاع غزة بقولها “إن حق الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين بل تدميرهم”.
وأضافت: “عندما يختبئ عناصر حماس بين الناس وخلف المدارس، فإن الأماكن المدنية تفقد وضع الحماية لأن الإرهابيين ينتهكونها”.
واعتبرت أن “أمن إسرائيل جزء من مصلحة برلين” بصرف النظر عمن يتولى السلطة في ألمانيا، فهي ليست مسألة حزبية.
الوزيرة التي جاءت تتحدث باسم أوروبا واضعة شروطها من أجل دعم سوريا الجديدة وأهمها عدم تشكيل حكومة إسلامية أو إدخال الإسلام في نظام الحكم، نفس الوزير ومعها أوروبا، لم تر في استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني وفلسطينية غالبتيهم من الأطفال والنساء جريمة حرب أو إبادة جماعية أو حتى أمرا يستدعي الإدانة ووقف تزويد الاحتلال بالأسلحة.
أوروبا الضعيفة الضائعة المستنزفة في أوكرانيا التي سيعاملها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مثل وباء وينبذها ويفرض عليها شروطه، تريد مواصلة محاصرة سوريا وخنقنها ما لم تنصاع لشروطها.
سوريا الجديدة ستنجح ليس لأن أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية راضية عنها، لكن فقط إذا وفر العالم العربي لها الغطاء السياسي والمالي والاقتصادي والأمني، بدون ذلك ستبقى سوريا ضعيفة وممزقة مما يعرض امن المنطقة للخطر وللفوضى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق