عمان- الربط الكهربائي مع سورية ليس مجرد مشروع تقني، بل يمثل خطوة واسعة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التكامل في قطاع الطاقة.
الأردن جاهز للتزويد، لكن مشاكل فنية في الجانب السوري تؤخر الربط الذي يبدو أنه قريب جدا، حيث أكدت وسائل إعلام سورية، أن شركة الكهرباء الأردنية "إربد"، بدأت بتزويد معبر نصيب الحدودي بالتيار الكهربائي. وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عمالا أردنيين يقومون بتمديد خطوط كهرباء استعدادا لإعادة تفعيل الربط الكهربائي مع سورية.اضافة اعلان
خبراء في قطاع الطاقة والكهرباء أكدوا لـ"الغد" أن إعادة تشغيل الربط الكهربائي مع سورية، وتزويدها بالطاقة سيكون له فوائد اقتصادية متعددة من حيث الاستفادة من عوائد بيع الكهرباء إلى جانب المساعدة على استقرارية الشبكة الوطنية وتصريف الاستطاعات الفائضة.
ويجمع الأردن وسورية اتفاقية ربط كهربائي منذ عام 2000، إلا أن هذه الاتفاقية توقفت في العام 2012 بسبب الظروف الأمنية والسياسية هناك، والآن وبعد سقوط نظام الأسد ومع ما خلفه من تركة متهالكة في البنى التحتية، تبرز أهمية استئناف العمل بهذه الاتفاقية في ظل ما تعانيه دمشق من مشكلات في قطاع الطاقة.
وكان وزير الكهرباء السوري، عمر الشقروق أكد أن قطاع الكهرباء في سورية "مدمر"، نتيجة تعرض الخطوط للسرقة، لافتا إلى وضع خطط لزيادة حصة المواطن السوري خلال اليوم التي تقدر حاليًا بنحو ساعتين فقط.
وأشار إلى أنه يتم العمل حاليًا على خطة طوارئ لرفع حصة الفرد السوري إلى 8 أو 10 ساعات يوميًا كمرحلة أولى خلال شهرين. لافتا للحاجة إلى 3 سنوات للوصول إلى تزويد المواطنين بالتيار على مدار 24 ساعة في المرحلة الثاني.
وأبدى الأردن الأسبوع الماضي جاهزيته لتزويد الجانب السوري بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية، حيث بدأ الجانب الأردني بتجهيز البنية التحتية اللازمة لتزويد معبر نصيب الحدودي باحتياجاته من الطاقة الكهربائية.
ويشار إلى أن خط الربط الكهربائي داخل الأراضي الأردنية جاهز لغاية الحدود الأردنية- السورية، وأن البدء بتزويد الشقيقة سورية بالكهرباء يعتمد على جاهزية الجانب السوري لاستقبال الكهرباء التي سيتم تزويدهم بها.
في هذا الخصوص، قال المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية م. عبدالفتاح الدرادكة إن الربط الكهربائي مع سورية ليس مجرد مشروع تقني، بل يمثل خطوة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التكامل في قطاع الطاقة.
وأوضح الدرادكة أن مشاريع الربط الكهربائي بين الدول تعد وسيلة فعالة لتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، مشيرا في هذا السياق إلى أن الربط الكهربائي بين الأردن وسورية يعد من المشاريع الحيوية التي يمكن أن تحقق فوائد إستراتيجية واقتصادية للطرفين.
ومن المعروف أن التوليد الكهربائي في سورية يغطي حالياً حوالي 30 % فقط من الطلب، نتيجة الدمار الذي طال الشبكة ومحطات التوليد، إلى جانب غياب الصيانة بسبب نقص قطع الغيار وصعوبات أمنية. كما أن غياب بناء محطات جديدة منذ عام 2012 زاد من الفجوة بين العرض والطلب، حيث يُفترض أن يزيد الطلب على الكهرباء بنسبة لا تقل عن 5 % سنوياً.
من جهة أخرى، يتمتع الأردن بفائض في القدرة التوليدية خلال فصلي الربيع والخريف، بسبب تراجع الطلب الناتج عن انخفاض استخدام وسائل التدفئة والتبريد، التي تُعد من العوامل الرئيسة لزيادة الحمل الكهربائي في الصيف والشتاء.
وهذا الفائض يمكن تصديره إلى سورية لتلبية جزء من احتياجاتها الكهربائية، ما يحقق مصلحة مشتركة للطرفين.
إلى ذلك، بين عضو هيئة التدريس في الجامعة الأردنية د. أحمد السلايمة أن الربط مع سورية مهم فنيا واقتصايا للشبكة المحلية خصوصا في الأوقات التي يكون فيها الاستهلاك أقل بكثير من قدرتنا على الإنتاج، بالتالي تستطيع الشبكة في بعض الأوقات تزويد الجانب السوري بدلا من إطفاء بعض المشاريع.
وللربط الكهربائي مع دول الجوار انعكاسات إيجابية على استقرار الشبكات وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، بحسب السلايمة.
من جانبه، اتفق المدير الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية د. أحمد حياصات مع سابقيه بخصوص المنفعة المشتركة للربط الكهربائي، لافتا إلى أن الشبكات تدعم بعضها من خلال استخدام الطاقة في كل منها من قبل الأخرى في الأوقات التي تكون تكلفة استيراد هذه الطاقة أقل من إنتاجها محليا.
وفي حالة الأردن وسورية سيكون التزود في اتجاه واحد في المراحل الأولى، حيث أشار حياصات إلى إمكانية تزويد استطاعة تتراوح بين 200 إلى 400 ميغاواط يوميا، ما يتيح الاستفادة من هوامش ربح تصدير هذه الكميات.
وبحسب حياصات، يتيح الربط الكهربائي فرصة الاستفادة من الفائض الاحتياطي، ما يحقق أيضا منافع فنية باستقرار الشبكة، بالإضافة إلى اتاحة المجال أمام ادخال وحدات توليدية جديدة في حال الحاجة لها، مشيرا إلى أن الشركة تحتفظ دائما بخطط للتوسع في التوليد وفقا للظروف والمتغيرات والحاجة لأحمال وقدرات جديدة.
وتبلغ قدرة النظام الكهربائي (الاستطاعة الاسمية) 3965 ميغاواط من المصادر التقليدية، وفقا لشركة الكهرباء الوطنية، ومن الصخر الزيتي 470 ومن الشمسية 630 ومن الرياح 623 ومن الربط المصري 450، فيما بلغ الحمل الأقصى للنظام الكهربائي العام الماضي4240 ميغاواط في وقت يتتجاوز كامل الاستطاعة التوليدية للمملكة 4200 ميغاواط، 27 % منها من مصادر طاقتي الشمس والرياح.
ويرتبط الأردن بمشاريع عاملة للربط الكهربائي مع كل من فلسطين ومصر والعراق ضمن مشروع الربط الثماني الذي يضم كلا من الأردن ومصر والعراق وسورية ولبنان وفلسطين وليبيا بالإضافة إلى تركيا والذي تأثر بفعل التوترات السياسية في المنطقة.
كما وقع الأردن والسعودية في شهر آب (أغسسطس) 2020 مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بين البلدين باستكمال الربط الكهربائي العربي، فيما توافق الجانبان سابقا على أن يتم في النصف الثاني من عام 2025 تشغيل مشروع الربط الكهربائي بين عمان والرياض تجاريا.
الأردن جاهز للتزويد، لكن مشاكل فنية في الجانب السوري تؤخر الربط الذي يبدو أنه قريب جدا، حيث أكدت وسائل إعلام سورية، أن شركة الكهرباء الأردنية "إربد"، بدأت بتزويد معبر نصيب الحدودي بالتيار الكهربائي. وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عمالا أردنيين يقومون بتمديد خطوط كهرباء استعدادا لإعادة تفعيل الربط الكهربائي مع سورية.اضافة اعلان
خبراء في قطاع الطاقة والكهرباء أكدوا لـ"الغد" أن إعادة تشغيل الربط الكهربائي مع سورية، وتزويدها بالطاقة سيكون له فوائد اقتصادية متعددة من حيث الاستفادة من عوائد بيع الكهرباء إلى جانب المساعدة على استقرارية الشبكة الوطنية وتصريف الاستطاعات الفائضة.
ويجمع الأردن وسورية اتفاقية ربط كهربائي منذ عام 2000، إلا أن هذه الاتفاقية توقفت في العام 2012 بسبب الظروف الأمنية والسياسية هناك، والآن وبعد سقوط نظام الأسد ومع ما خلفه من تركة متهالكة في البنى التحتية، تبرز أهمية استئناف العمل بهذه الاتفاقية في ظل ما تعانيه دمشق من مشكلات في قطاع الطاقة.
وكان وزير الكهرباء السوري، عمر الشقروق أكد أن قطاع الكهرباء في سورية "مدمر"، نتيجة تعرض الخطوط للسرقة، لافتا إلى وضع خطط لزيادة حصة المواطن السوري خلال اليوم التي تقدر حاليًا بنحو ساعتين فقط.
وأشار إلى أنه يتم العمل حاليًا على خطة طوارئ لرفع حصة الفرد السوري إلى 8 أو 10 ساعات يوميًا كمرحلة أولى خلال شهرين. لافتا للحاجة إلى 3 سنوات للوصول إلى تزويد المواطنين بالتيار على مدار 24 ساعة في المرحلة الثاني.
وأبدى الأردن الأسبوع الماضي جاهزيته لتزويد الجانب السوري بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية، حيث بدأ الجانب الأردني بتجهيز البنية التحتية اللازمة لتزويد معبر نصيب الحدودي باحتياجاته من الطاقة الكهربائية.
ويشار إلى أن خط الربط الكهربائي داخل الأراضي الأردنية جاهز لغاية الحدود الأردنية- السورية، وأن البدء بتزويد الشقيقة سورية بالكهرباء يعتمد على جاهزية الجانب السوري لاستقبال الكهرباء التي سيتم تزويدهم بها.
في هذا الخصوص، قال المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية م. عبدالفتاح الدرادكة إن الربط الكهربائي مع سورية ليس مجرد مشروع تقني، بل يمثل خطوة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التكامل في قطاع الطاقة.
وأوضح الدرادكة أن مشاريع الربط الكهربائي بين الدول تعد وسيلة فعالة لتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، مشيرا في هذا السياق إلى أن الربط الكهربائي بين الأردن وسورية يعد من المشاريع الحيوية التي يمكن أن تحقق فوائد إستراتيجية واقتصادية للطرفين.
ومن المعروف أن التوليد الكهربائي في سورية يغطي حالياً حوالي 30 % فقط من الطلب، نتيجة الدمار الذي طال الشبكة ومحطات التوليد، إلى جانب غياب الصيانة بسبب نقص قطع الغيار وصعوبات أمنية. كما أن غياب بناء محطات جديدة منذ عام 2012 زاد من الفجوة بين العرض والطلب، حيث يُفترض أن يزيد الطلب على الكهرباء بنسبة لا تقل عن 5 % سنوياً.
من جهة أخرى، يتمتع الأردن بفائض في القدرة التوليدية خلال فصلي الربيع والخريف، بسبب تراجع الطلب الناتج عن انخفاض استخدام وسائل التدفئة والتبريد، التي تُعد من العوامل الرئيسة لزيادة الحمل الكهربائي في الصيف والشتاء.
وهذا الفائض يمكن تصديره إلى سورية لتلبية جزء من احتياجاتها الكهربائية، ما يحقق مصلحة مشتركة للطرفين.
إلى ذلك، بين عضو هيئة التدريس في الجامعة الأردنية د. أحمد السلايمة أن الربط مع سورية مهم فنيا واقتصايا للشبكة المحلية خصوصا في الأوقات التي يكون فيها الاستهلاك أقل بكثير من قدرتنا على الإنتاج، بالتالي تستطيع الشبكة في بعض الأوقات تزويد الجانب السوري بدلا من إطفاء بعض المشاريع.
وللربط الكهربائي مع دول الجوار انعكاسات إيجابية على استقرار الشبكات وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة، بحسب السلايمة.
من جانبه، اتفق المدير الأسبق لشركة الكهرباء الوطنية د. أحمد حياصات مع سابقيه بخصوص المنفعة المشتركة للربط الكهربائي، لافتا إلى أن الشبكات تدعم بعضها من خلال استخدام الطاقة في كل منها من قبل الأخرى في الأوقات التي تكون تكلفة استيراد هذه الطاقة أقل من إنتاجها محليا.
وفي حالة الأردن وسورية سيكون التزود في اتجاه واحد في المراحل الأولى، حيث أشار حياصات إلى إمكانية تزويد استطاعة تتراوح بين 200 إلى 400 ميغاواط يوميا، ما يتيح الاستفادة من هوامش ربح تصدير هذه الكميات.
وبحسب حياصات، يتيح الربط الكهربائي فرصة الاستفادة من الفائض الاحتياطي، ما يحقق أيضا منافع فنية باستقرار الشبكة، بالإضافة إلى اتاحة المجال أمام ادخال وحدات توليدية جديدة في حال الحاجة لها، مشيرا إلى أن الشركة تحتفظ دائما بخطط للتوسع في التوليد وفقا للظروف والمتغيرات والحاجة لأحمال وقدرات جديدة.
وتبلغ قدرة النظام الكهربائي (الاستطاعة الاسمية) 3965 ميغاواط من المصادر التقليدية، وفقا لشركة الكهرباء الوطنية، ومن الصخر الزيتي 470 ومن الشمسية 630 ومن الرياح 623 ومن الربط المصري 450، فيما بلغ الحمل الأقصى للنظام الكهربائي العام الماضي4240 ميغاواط في وقت يتتجاوز كامل الاستطاعة التوليدية للمملكة 4200 ميغاواط، 27 % منها من مصادر طاقتي الشمس والرياح.
ويرتبط الأردن بمشاريع عاملة للربط الكهربائي مع كل من فلسطين ومصر والعراق ضمن مشروع الربط الثماني الذي يضم كلا من الأردن ومصر والعراق وسورية ولبنان وفلسطين وليبيا بالإضافة إلى تركيا والذي تأثر بفعل التوترات السياسية في المنطقة.
كما وقع الأردن والسعودية في شهر آب (أغسسطس) 2020 مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بين البلدين باستكمال الربط الكهربائي العربي، فيما توافق الجانبان سابقا على أن يتم في النصف الثاني من عام 2025 تشغيل مشروع الربط الكهربائي بين عمان والرياض تجاريا.
0 تعليق