عمان - في وقت تواجه فيه مدينة عمان، تحديات أثرت على نموها الاقتصادي والحضري، دعا مراقبون لتعزيز علاقات التعاون والشراكة، للارتقاء بقدراتها في بناء مدينة ومستدامة وذات منعة، إذ يشكل قطاع النقل العام والمواصلات والطرق، شريان العاصمة، بيد أن الازدحام المروري، الذي يتفاقم يوما بعد يوم، يسبب "تصلب شرايين" للمدينة، التي تعد من المدن الأكثر نموا وتوسعا في العالم.اضافة اعلان
وبحسب هؤلاء، فما شهدته عمان من تغيرات في العمل البلدي والحضري، اقتضى إعادة النظر في آلية التخطيط الإستراتيجي، وإدماج أهداف التنمية المستدامة في السياسات والإستراتيجيات، لتحسينها وتطويرها، كإستراتيجية "منعة عمان"، وخطتي "عمان للتغير المناخي" و"عمان مدينة خضراء"، وخريطة طريق عمان مدينة ذكية، وإطلاق الإستراتيجية للأعوام 2022-2026، والتي تركز أساسا على النقل العام، والتغير المناخي والحفاظ على التنوع البيئي، وإدارة نفايات البلدية، والتخطيط الحضري، وتعزيز دور المواطن والمشاركة المجتمعية.
وفي هذا النطاق، كشف مستشار العمارة والتصميم الحضري د. مراد الكلالدة، أن تشكل الأمانة في العام 1987، جاء نتيجة لضم 14 بلدية و6 مجالس قروية إليها، لترتفع مساحتها من 50 كلم2 إلى 700 كلم2، بما نسبته 1300 %، وهو رقم أقرب إلى الخيال، إذا ما قورن بالتوسع الحضري المضبوط الذي كان على الأمانة انتهاجه قبل ذلك.
وأضاف، إن ضم البلديات كان بذرة للأزمات المرورية التي نشهدها الآن في شوارع عمان، فطرقات البلديات والمجالس القروية التي ضمت للأمانة، لم تخطط لتعمل كطرق شريانية في مدينة كبرى، وخير مثال على ذلك بلدية وادي السير التي كانت تضم الصويفية والكرسي، إذ تعد من أكثر المناطق ازدحاماً في العاصمة، وما عقدة تقاطع الثامن إلا دليل دامغ على ذلك.
وفي إشارة لحل معضلة السير في العاصمة، دعا الكلالدة لتوجيه السؤال إلى من يدير المدينة، الى جانب أن يضطلع المستوى السياسي بمهامه في مراجعة خطط الأمانة الماضية، حتى لا يكرر خطأ الخطة التنموية الشاملة لعمّان الكبرى، التي دعت إلى إنشاء أمانة عمان الكبرى، والتي بموجبها جرى دمج بلديات فيها، فأصبح التوسع الحضري نهجا إستراتيجيا لديها، إذ تكرر هذا الأسلوب في مخطط عمّان في العام 2007 بعنوان "نمو المدينة الكبرى - الميتروبوليس"، والذي ضم مناطق جديدة لتصبح مساحة المدينة الكلية 1662 كلم2.
وأضاف "أصبحت المدينة الكبرى تحتوي على 38 % من سكان المملكة، وهذه ظاهرة مقلقة، إذ تتقدم عمّان على مدينة طوكيو التي تضم نحو 30 % من سكان اليابان، وعلى مدينة القاهرة التي تضم نحو 20 % من سكان مصر".
وأشار الكلالدة، إلى أن تبني فكرة المدينة الكبرى، يخل بمبدأ التنمية المتوازنة الذي أقرته غالبية الحكومات، ويحرم الموازنة من مساهمة النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالمكان، كالتعدين (فوسفات وبوتاس وإسمنت ومقالع ومحاجر)، والزراعة والسياحة والنقل.
وحذر من "استمرار نهج التمركز الحضري وتمدده، إذ التحمت الزرقاء بالرصيفة وعمان من الجهة الشمالية والشرقية، وبصويلح والكمالية وعين الباشا والسلط، بحيث صرنا نتعامل مع بقعة حضرية Agglomeration تضم نحو 65 % من سكان المملكة".
وتساءل حول الترابط أو الالتحام الحضري الذي تشكل في نطاق عملية الاستقطاب التي شكلتها عمّان، وأضحت تكرارا لما حدث عند ضم البلديات والقرى الى حدود الأمانة، وما ربط الزرقاء بعمان بخط للباص السريع، إلا دليل على التعامل معها كجزء من "الميتروبوليس"، فهل الزرقاء والرصيفة مخططتان، بطريقة تمكن من استيعاب محاذير هذا الربط.
د. منذر عماد المعلا، قال إن عمان من أسرع المدن العربية نموا وتطورا، باعتبارها مركزا حضريا واقتصاديا وتنمويا، برغم أنها تواجه تحديات بيئية واقتصادية وحضرية، كالنمو السكاني المتزايد نتيجة لموجات اللجوء المتكررة وآثار التغير المناخي، مطالبا الأمانة بتقديم حلول مبتكرة لهذه التحديات المعقدة، وتحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وبنية تحتية متطورة للمدينة، تشمل معالجة تحديات النقل في مناطق الأمانة، مع حماية البيئة لتحقيق مستقبل آمن ومثمر للمدينة.
ودعا المعلا الجهات المختصة لتركيز الاهتمام على تنظيم قطاع النقل، والاهتمام به ومواكبة التكنولوجيا المتعلقة به، وتنفيذ مطالب مشغلي وسائط النقل التي يمكنها تحقيق أهدافها لنهوض هذا القطاع، بتقديم خدمة نوعية للمواطن، وتشجيعهم على ذلك، بدل استخدام سياراتهم الخصوصية.
وأكد على أهمية إعداد دراسة لحلول مقترحة، يجري العمل عليها منها: تحسين واقع خدمات النقل، وإعادة هيكلة الخطوط، والتكامل بين أنماط النقل وخدماته، وزيادة ساعات تقديم الخدمة، وتطوير البنية التحتية ومتطلباتها باستخدام أنظمة نقل ذكية، والمواءمة بين متطلبات الركاب ونظام النقل، بتوفير نظام بتعرفة مقبولة، بما في ذلك نظام معلومات للركاب وتسويق خدمة النقل على نحو سليم.
المهندس المعماري أحمد السقا، بين أن إصلاح منظومة النقل، ينعكس على ازدهار القطاع ونموه، بما يتوافق مع طموحات وتطلعات الدولة والمواطنين في نقل مستدام، يسهم بتحريك عجلة النمو الاقتصادي، وهذا بدوره يحسن الوضع الاقتصادي، ويحقق نقلة نوعية للقطاع وحركة المواصلات في المملكة، وذلك بوضع خطة تنفيذية مرتبطة بجدول زمني.
الأمانة، وعلى لسان مصدر مطلع فيها، أكد إن إستراتيجية الأمانة 2022-2026، تتضمن تحويل عمان إلى مدينة ذكية، فيما ستكون الأولوية للنقل وتطويره، مع توسيع نطاق الخدمات، مشيرا إلى أن مشاريع عمان مدينة ذكية، تتضمن مغذيات الباص السريع، وإدارة الأرصفة، وخدمات النقل المشترك، وتجهيز مسارات مخصصة للمشاة وركوب الدراجات، والتحكم بحركة المرور، ومنصة للتحكم المروري، وإضاءة الشوارع الذكية، والشحن الكهربائي، وأنظمة التحذير من الفيضانات، وإدارة الأصول الذكية.
وبحسب هؤلاء، فما شهدته عمان من تغيرات في العمل البلدي والحضري، اقتضى إعادة النظر في آلية التخطيط الإستراتيجي، وإدماج أهداف التنمية المستدامة في السياسات والإستراتيجيات، لتحسينها وتطويرها، كإستراتيجية "منعة عمان"، وخطتي "عمان للتغير المناخي" و"عمان مدينة خضراء"، وخريطة طريق عمان مدينة ذكية، وإطلاق الإستراتيجية للأعوام 2022-2026، والتي تركز أساسا على النقل العام، والتغير المناخي والحفاظ على التنوع البيئي، وإدارة نفايات البلدية، والتخطيط الحضري، وتعزيز دور المواطن والمشاركة المجتمعية.
وفي هذا النطاق، كشف مستشار العمارة والتصميم الحضري د. مراد الكلالدة، أن تشكل الأمانة في العام 1987، جاء نتيجة لضم 14 بلدية و6 مجالس قروية إليها، لترتفع مساحتها من 50 كلم2 إلى 700 كلم2، بما نسبته 1300 %، وهو رقم أقرب إلى الخيال، إذا ما قورن بالتوسع الحضري المضبوط الذي كان على الأمانة انتهاجه قبل ذلك.
وأضاف، إن ضم البلديات كان بذرة للأزمات المرورية التي نشهدها الآن في شوارع عمان، فطرقات البلديات والمجالس القروية التي ضمت للأمانة، لم تخطط لتعمل كطرق شريانية في مدينة كبرى، وخير مثال على ذلك بلدية وادي السير التي كانت تضم الصويفية والكرسي، إذ تعد من أكثر المناطق ازدحاماً في العاصمة، وما عقدة تقاطع الثامن إلا دليل دامغ على ذلك.
وفي إشارة لحل معضلة السير في العاصمة، دعا الكلالدة لتوجيه السؤال إلى من يدير المدينة، الى جانب أن يضطلع المستوى السياسي بمهامه في مراجعة خطط الأمانة الماضية، حتى لا يكرر خطأ الخطة التنموية الشاملة لعمّان الكبرى، التي دعت إلى إنشاء أمانة عمان الكبرى، والتي بموجبها جرى دمج بلديات فيها، فأصبح التوسع الحضري نهجا إستراتيجيا لديها، إذ تكرر هذا الأسلوب في مخطط عمّان في العام 2007 بعنوان "نمو المدينة الكبرى - الميتروبوليس"، والذي ضم مناطق جديدة لتصبح مساحة المدينة الكلية 1662 كلم2.
وأضاف "أصبحت المدينة الكبرى تحتوي على 38 % من سكان المملكة، وهذه ظاهرة مقلقة، إذ تتقدم عمّان على مدينة طوكيو التي تضم نحو 30 % من سكان اليابان، وعلى مدينة القاهرة التي تضم نحو 20 % من سكان مصر".
وأشار الكلالدة، إلى أن تبني فكرة المدينة الكبرى، يخل بمبدأ التنمية المتوازنة الذي أقرته غالبية الحكومات، ويحرم الموازنة من مساهمة النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالمكان، كالتعدين (فوسفات وبوتاس وإسمنت ومقالع ومحاجر)، والزراعة والسياحة والنقل.
وحذر من "استمرار نهج التمركز الحضري وتمدده، إذ التحمت الزرقاء بالرصيفة وعمان من الجهة الشمالية والشرقية، وبصويلح والكمالية وعين الباشا والسلط، بحيث صرنا نتعامل مع بقعة حضرية Agglomeration تضم نحو 65 % من سكان المملكة".
وتساءل حول الترابط أو الالتحام الحضري الذي تشكل في نطاق عملية الاستقطاب التي شكلتها عمّان، وأضحت تكرارا لما حدث عند ضم البلديات والقرى الى حدود الأمانة، وما ربط الزرقاء بعمان بخط للباص السريع، إلا دليل على التعامل معها كجزء من "الميتروبوليس"، فهل الزرقاء والرصيفة مخططتان، بطريقة تمكن من استيعاب محاذير هذا الربط.
د. منذر عماد المعلا، قال إن عمان من أسرع المدن العربية نموا وتطورا، باعتبارها مركزا حضريا واقتصاديا وتنمويا، برغم أنها تواجه تحديات بيئية واقتصادية وحضرية، كالنمو السكاني المتزايد نتيجة لموجات اللجوء المتكررة وآثار التغير المناخي، مطالبا الأمانة بتقديم حلول مبتكرة لهذه التحديات المعقدة، وتحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وبنية تحتية متطورة للمدينة، تشمل معالجة تحديات النقل في مناطق الأمانة، مع حماية البيئة لتحقيق مستقبل آمن ومثمر للمدينة.
ودعا المعلا الجهات المختصة لتركيز الاهتمام على تنظيم قطاع النقل، والاهتمام به ومواكبة التكنولوجيا المتعلقة به، وتنفيذ مطالب مشغلي وسائط النقل التي يمكنها تحقيق أهدافها لنهوض هذا القطاع، بتقديم خدمة نوعية للمواطن، وتشجيعهم على ذلك، بدل استخدام سياراتهم الخصوصية.
وأكد على أهمية إعداد دراسة لحلول مقترحة، يجري العمل عليها منها: تحسين واقع خدمات النقل، وإعادة هيكلة الخطوط، والتكامل بين أنماط النقل وخدماته، وزيادة ساعات تقديم الخدمة، وتطوير البنية التحتية ومتطلباتها باستخدام أنظمة نقل ذكية، والمواءمة بين متطلبات الركاب ونظام النقل، بتوفير نظام بتعرفة مقبولة، بما في ذلك نظام معلومات للركاب وتسويق خدمة النقل على نحو سليم.
المهندس المعماري أحمد السقا، بين أن إصلاح منظومة النقل، ينعكس على ازدهار القطاع ونموه، بما يتوافق مع طموحات وتطلعات الدولة والمواطنين في نقل مستدام، يسهم بتحريك عجلة النمو الاقتصادي، وهذا بدوره يحسن الوضع الاقتصادي، ويحقق نقلة نوعية للقطاع وحركة المواصلات في المملكة، وذلك بوضع خطة تنفيذية مرتبطة بجدول زمني.
الأمانة، وعلى لسان مصدر مطلع فيها، أكد إن إستراتيجية الأمانة 2022-2026، تتضمن تحويل عمان إلى مدينة ذكية، فيما ستكون الأولوية للنقل وتطويره، مع توسيع نطاق الخدمات، مشيرا إلى أن مشاريع عمان مدينة ذكية، تتضمن مغذيات الباص السريع، وإدارة الأرصفة، وخدمات النقل المشترك، وتجهيز مسارات مخصصة للمشاة وركوب الدراجات، والتحكم بحركة المرور، ومنصة للتحكم المروري، وإضاءة الشوارع الذكية، والشحن الكهربائي، وأنظمة التحذير من الفيضانات، وإدارة الأصول الذكية.
0 تعليق