بمجرد أن فتح عينيه ليرى الدنيا، وجد نفسه مختلفًا عن الجميع، مولودًا دون أطراف، وفاقدًا للسند بعد وفاة والده، لتكافح «والدته» وتحاول إلحاقه بأى مدرسة تقبل ظروفه، لكن جميع المدارس المجاورة رفضته، فقررت إلحاقه بمدرسة فى قرية «ساقية أبوشعرة» فى المنوفية، مع أولاد خالاته، حيث عاش معهم.
وبالفعل بدأ رضا أحمد حسن فى شق طريقه الصعب الشاق، الذى كانت كل خطوة فيه تحمل مشقة كبيرة، لكنه لم يستسلم، وحاول أن يدرب نفسه حتى لا يكون عبئًا على أحد، يأكل ويشرب ويذاكر ويعيش كباقى الناس، وإن كان من دون إمكاناتهم، لأنه ببساطة ليست لديه يد أو قدم، ومن هنا كان التحدى.
روى «رضا» قصته الملهمة، لـ«الدستور» فقال: «كنت أنظر إلى نفسى، وأعلم أن لدىّ قوة خصنى بها الله، رغم كل ظروفى، لذا وضعت هدفًا نصب عينىّ، وسعيت بكل ما أملك من طاقة وجهد ومثابرة لتحقيقه، حتى تحقق حلمى بالحصول على الليسانس من كلية الآداب جامعة المنوفية قسم إذاعة وتليفزيون».
وأضاف «رضا» أن طفولته كانت حزينة بعدما فقد والده فى أيامه الأولى، ثم والدته وهو فى الصف الثانى الإعدادى، ليصبح بلا أب أو أم فى سن صغيرة، رغم احتياجه الشديد لهما.
ووصف وفاة والدته بأنها أبشع خبر سمعه فى حياته، لكنه لم يستسلم وكان على قدر المسئولية، حتى تكون والدته فخورة به وبتحقيق حلمه، وبنجاحه فى إثبات ذاته ووجوده، حتى لو كان ذلك ضد كل هذه الظروف الصعبة.
وأكد «رضا» أن دخول الجامعة كان بمثابة تحدٍ كبير؛ نظرًا لبُعد المسافة من مدينة أشمون، واضطراره للذهاب إلى هناك بالكرسى المتحرك، وعدم وجود أحد ليساعده، علاوة على الطريقة التى كان يُعامل بها من السائقين، الذين كانوا يرفضون أن يركب معهم.
وواصل: «كنت أثق فى أن لى حقًا يجب أن أدافع عنه بنفسى، فذهبت إلى عميد الكلية وعرضت عليه مشكلتى، وعلى الفور تجاوب معى، ووفر لى مكانًا فى أتوبيس الجامعة، مع الأساتذة والمدرسين والمعيدين، الذين كانوا يساعدوننى فى استقلال الأتوبيس والنزول منه، دون أى مشاكل».
وشدد «رضا» على رضاه الشديد عن مشواره، الذى يحمد الله كل يوم عليه. لكن ما زال لديه حلم لم يتحقق بعد، وهو أن يعمل مذيعًا، ويكون مشهورًا يعرفه الجميع، حتى يكون فعالًا ومفيدًا ونافعًا للمجتمع.
0 تعليق