قالت الكاتبة القاصة ياسمين مجدي، خلال مناقشة رواية “يوم آخر للقتل”، للكاتبة هناء متولي، إنها كاتبة موهوبة، تبدأ الرواية بلغة منضبطة مكثفة خاصة، ويتسم النص بلغة متماسكة وأسلوب مشوق بالنسبة لكونها روايتها الثانية، "يوم آخر للقتل" هي رواية دستوبيا، عن قرية فاسدة، وهي كوم الديبة، التي "تؤوي الخارجين على القانون".
الكاتبة ياسمين مجدي: يوم آخر للقتل حشدت أساطير الريف المعتادة
وتابعت مجدي: تبدأ الرواية بصناعة أسطورتها الخاصة، أسطورة بطلتها النساء خاصة وأن اسم القرية أيضا مؤنث "كوم الديبة"، ويحصل القارئ على انطباع أول وهو أن هذا النص ستبوح فيه النساء بغضبها في مواجهة الطرف الآخر الذكوري، ولكن مع التقدم في الأحداث نكتشف أن المرأة ليست ضحية وإنما هي شريك في البؤس، والجهل، ومتورطة مثل الرجل في الأعراف الفاسدة وسوء اختيارها للعلاقات.
وأكدت مجدي أن الكاتبة الروائية هناء متولي حشدت عبر الرواية أساطير الريف المعتادة المألوفة والمكررة من حكايات الجان والنساء الغرقى بالترعة والتنقيب عن الآثار، لكن الروائية تضيف بصمتها الخاصة حين تمنحنا قرية معاصرة، بمفردات حديثة، كما أنها تبرر اللعنات برؤية خاصة وترجعها إلى تجارة الآثار واللعنات الشيطانية التي يتسببون فيها، وهو ما يمنحنا تجديدا في فكرة تبرير غرق النساء.
وذهبت مجدي إلى التأكيد على أن الرواية وظفت مفردات الريف في بعض العناوين، مثل "رائحة البيوت"، والروائح من أميز مفردات الريف، أيضًا "كوابيس العصاري"، وهو الوقت المقدس للريف.
وأشارت مجدي إلى أن الحس الناقد حضر لتدهور أوضاع الريف. وغزو الحداثة المشوهة له، كما اتسمت بزخم من الشخصيات والأحداث المتشابكة والمتعددة، وإن تم حصر أغلب العلاقات في مسألة العلاقات جسدية غير موفقة التي يصاحبها جهل مجتمعي وفساد: "علاقة معقدة ومرفوضة، متعة في الجنس والهرب وظلام وندم لا يساوي شيئًا في النهاية كأنه الموت من دون دفن"ص٦٩.
ولفتت مجدي إلى أن الرواية حشدت الكثير من بؤس الواقع من تجارة المخدرات والعلاقات غير المشروعة والخييات والأساطير وتجارة الآثار دون أن تكون هناك أي بارقة أمل. وفي رأيي أن تسعى المؤلفة هناء متولي في الرواية القادمة أن تجد حكايتها الخاصة بعيدًا عن الحكايات التي عُرفت من قبل والخرافات الكثيرة المعتادة مع دفقة نور.
0 تعليق