لاشك أن تنظيم المؤتمرات والفعاليات والندوات يحتاج إلى جهود وترتيبات وخطط مسبقة، خاصة وإذا كان هذا المؤتمر أو تلك الندوة قد سبق لنسخها الماضية النجاح، فهو الأمر الذي يضع المنظمين أمام تحديات كبيرة لمواصلة هذا النجاح وتقديم الأفضل في النسخة الحالية، وكل تلك العوامل تزداد معها الصعوبة إذا كانت تلك الفعالية تقام على المستوى الدولي، وهذا الأمر بالتحديد يتطلب دقة في كافة الجوانب وتوقع اللا متوقع ووضع خطط سريعة لتفادي أي مفاجآت قد تحدث قبل وأثناء وحتى بعد تلك الفعالية.

كل ذلك قواعد من قواعد وآليات النجاح، وكل تلك القواعد قدمتها وزارة الخارجية عبر منتسبيها وشبابها الذين هم شباب وأبناء الوطن من الجنسين، فقدموا لنا صورة جلية للشاب البحريني القادر على تحمّل المسؤولية متى ما أُوكلت له، حتى وإن كان الحدث استثنائياً وعلى مستوى عالمي، فإن الحكمة هنا في منح تلك الثقة من قبل القائمين على تنظيم وإعداد حوار المنامة بوزارة الخارجية إلى فئة الشباب، هذه الفئة التي كانت على الموعد، ونجحت نجاحاً باهراً في تحمّل المسؤولية من جانب، وتقديم الواقع الحقيقي لقدرة وإمكانيات أبناء الوطن في تحمّل الضغوطات والعمل المتواصل.

إن حوار المنامة في نسخته العشرين الذي استضافته المملكة خلال الفترة من السادس وحتى الثامن من شهر ديسمبر الجاري الذي شهد حضوراً لافتاً من قِبل العديد من القادة الوطنيين والشخصيات رفيعة المستوى والوزراء والساسة وصنّاع القرارات، وتمّ من خلاله مناقشة التحديات الأكثر إلحاحاً في السياسة الخارجية والدفاع والأمن في الشرق الأوسط، يعتبر أنموذجاً فريداً لقدرة المملكة على تنظيم واستضافة الأحداث العالمية بكفل كفاءة واقتدار، خاصة في ظل ما تنعم به من أمن وأمان وبنية تحتية مؤهلة لمثل تلك الملتقيات العالمية، فإنها تعكس في الوقت ذاته التطور الملحوظ في وزارة الخارجية لوطننا العزيز، من حيث التنظيم والإعداد الاحترافي والمتقدم لهذه النسخة، بالإضافة إلى اعتمادها على شباب الوطن في هذا المحفل.

لن نغفل بالتأكيد الأدوار التي قدّمتها مؤسسات وقطاعات الدولة وطواقمها في مختلف المجالات والتخصصات، فالتهيئة لهذا الحدث كانت وفق الطموح، وعلى قدر كبير من الجاهزية.

باختصار لقد حقّقت وزارة الخارجية العلامة الكاملة في هذا الملتقى، وبرهنت قدرتها على جاهزيتها في أي وقت وكل وقت، وقدّمت لنا جزءاً من عقيدتها المؤمنة بالشباب وقدرتهم على النجاح في أي تحدٍّ يُرفع من خلاله علم الوطن عالياً خفّاقاً.