نيويورك: «الخليج»
أصدرت «كيندريل» الدراسة الثانية لمقياس الاستدامة العالمية، بتكليف من شركة مايكروسوفت، وتظهر الدراسة التي أجرتها «إيكوسيستم» أنه في الوقت الذي تبدي فيه 84% من المؤسسات اهتماماً استراتيجياً عالياً لتحقيق أهداف الاستدامة، إلا أن 21% منها فقط تستخدم التكنولوجيا لتقليل بصمتها البيئية وتطوير استراتيجياتها الخاصة بالاستدامة الشاملة.
ومنذ العام الماضي، قامت 38% من المؤسسات بزيادة أهداف الاستدامة وتنفيذ البرامج، ما يعتبر دلالة واضحة على إحراز التقدم، بالتوازي مع الجهود التي يبذلها العالم نحو مستقبل أخضر.
اهتمام متزايد
ومع أن فوائد الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة تكتسب المزيد من الاهتمام، يبقى التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي مصدر قلق متزايداً، وتفكر 35% فقط من الشركات في التأثيرات الناجمة عن حلول الذكاء الاصطناعي على الطاقة، وتوفر «كيندريل» و«مايكروسوفت» إستراتيجيات قابلة للتنفيذ للشركات حتى تتمكن من قياس الانبعاثات الأساسية للبنية التحتية، وتحسين بنى الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقليل استخدام الطاقة والحد من إنتاج النفايات.
قالت فيث تايلور، كبير مسؤولي المواطنة والاستدامة المؤسسية في «كيندريل»: «يواجه العالم تحديات متزايدة مرتبطة بالمناخ، ونتيجة لذلك تقع الشركات تحت الضغوط للتصرف بشكل حاسم، ووضع الاستدامة في مقدمة أولوياتها، وتسلط دراسة مقياس الاستدامة العالمية لهذا العام الضوء على الدور المتوقع من المؤسسات، للانتقال من النوايا إلى العمل الجماعي لدفع التغيير، ومن خلال دمج الاستدامة في استراتيجية أعمال الشركات وعملياتها وأنظمتها، يمكنها تعزيز أدوار موظفيها وتقنياتها لتحقيق الأهداف الداخلية وإحداث تأثير إيجابي».
وقال بيتر بيل، نائب الرئيس الأول والمدير التنفيذي لدى كيندريل الشرق الأوسط وإفريقيا: «تمثل الاستدامة جوهر رؤية الشرق الأوسط للمستقبل، حيث تقود دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مبادرات تحويلية لخلق توازن بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية».
ومن خلال تبني التقنيات المبتكرة والممارسات المستدامة، فإنهم لا يعالجون التحديات العالمية مثل تغير المناخ فحسب، بل يضعون أيضاً معايير جديدة للمرونة والشمولية، في كيندريل، نفخر بدعم هذه الجهود، وتمكين المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة من تصميم وتنفيذ الحلول التي تعزز الاستدامة ومنح القيمة على مدى الطويل».
وتظهر الدراسة أن المديرين يدركون بشكل متزايد فوائد مبادرات الاستدامة لشركاتهم، والمجالات المحددة التي يمكن إجراء تحسينات فيها، ومن خلال دمج التكنولوجيا في استراتيجيات الاستدامة، تستطيع الشركات تحويل الأهداف المجردة إلى خطط قابلة للتنفيذ تعتمد على البيانات. وتسلط الدراسة الضوء على مجالات الفرص التالية:
* تدرك 21% فقط من الشركات على مستوى العالم الدور المزدوج للتكنولوجيا في تقليل بصمتها الكربونية، وتعزيز أهدافهم المستدامة على نطاق واسع.
* مع أن 54% من الشركات تقول: إن أهدافهم ومبادراتها المستدامة يتم دمجها في عمليات إعداد التقارير الحالية، يتبين أن 19% فقط منها تستخدم البيانات بشكل كامل في عمليات التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار.
* يعتقد 55% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على أهدافهم المستدامة، لكن 62% من المؤسسات تخصص مبادراتها حصرياً لتحليل البيانات التاريخية للمراقبة وإعداد التقارير.
تعزيز الاستراتيجيات لتوظيف الإمكانات على النحو الأمثل
يساعد التحليل التفصيلي للدراسة والمعلومات المؤسسات على تعزيز جهودها المتعلقة بالاستدامة، وحتى تتمكن الشركات من توظيف إمكاناتها على النحو الأمثل، يجب عليها الأخذ بالحسبان المبادئ التوجيهية التالية:
* يجب أن تكون التكنولوجيا في صميم التخطيط الاستراتيجي: تبين أن 38% من الشركات تستخدم تكنولوجيا المعلومات لتقليل تأثيراتها البيئية، بينما يقول 17% منها إن البيانات والتكنولوجيا تساعد في تحقيق أهداف الاستدامة. وفي العام المقبل، يجب على الشركات أن تفكر في دمج التكنولوجيا في استراتيجيات الاستدامة لتحويل الأهداف المجردة إلى خطط قابلة للتنفيذ.
* إعادة صياغة دور الذكاء الاصطناعي: تستخدم 62% من الشركات الذكاء الاصطناعي لمراقبة استخدام الطاقة والانبعاثات، لكن 37% فقط تستخدم الذكاء الاصطناعي التنبؤي للتنبؤ باحتياجات الطاقة بناءً على الاتجاهات والأنماط الحالية. ومن خلال استخدام تخطيط السيناريوهات المبنية على الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات المخاطر المناخية، يمكنها اتباع نهج شامل تجاه المسؤولية البيئية، وتحسين استعدادها لمواجهة التحديات المستقبلية.
* تسخير البيانات لتحويل الأعمال بشكل استباقي: يُنظر إلى البيانات المتباينة عبر أنظمة التخطيط المؤسسي المختلفة على أنها من التحديات الواضحة، حيث تستخدم 15% من الشركات فقط البيانات لتوجيه رحلات التحول في أعمالها، ويمكن للشركات فهم دقة تأثيرها البيئي من خلال قيامها بدمج البيانات المتباينة بطريقة فعالة، الأمر الذي يساعدها على اتخاذ قرارات صحيحة مستدامة.
* تعزيز ثقافة المسؤولية الجماعية: يواصل الرؤساء التنفيذيون صياغة أهداف الاستدامة، وتعتبر 49% من الشركات أن كبار مسؤولي وفرق الاستدامة يعتبرون الأطراف الرئيسية المعنية (مقابل 27% في العام 2023). وتتمثل الخطوة التالية في قيام الشركات بإشراك الفرق متعددة الوظائف بشكل كامل، وخاصة العاملون في الإدارات المالية والتكنولوجيا، لنقل الاستدامة إلى فئة أولويات العمل الأساسية وضمان التنفيذ.
0 تعليق