نساند أشقاءنا السوريين لتكون اللحظة الحالية منطلقا لإنجاز تاريخي
مستعدون للتعاون مع السوريين لتوفير الكهرباء والغاز واستئناف طيرانهم لعملهاضافة اعلان
متفقون بالمطلق على مواجهة التحديات المشتركة كتهريب المخدرات للأردن
رسالتنا رسالة الدول العربية وفق اجتماعات العقبة للوقوف إلى جانب السوريين
ضمان أمن واستقرار الجنوب السوري والتصدي لتهديد المخدرات والسلاح
اتفقنا على التنسيق وتشكيل لجان أمن وطاقة وصحة ونقل وتجارة ومياه
- يجب إعطاء الإدارة السورية الجديدة الفرصة لخدمة شعبهم وترميم جراحهم
عمان - استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، نظيره في الإدارة السورية الجديدة أسعد حسن الشيباني، في أول زيارة له، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، ضم: وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، ووزير النفط والثروة المعدنية غياث دياب، ووزير الكهرباء عمر شقروق.
وعقد الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، ووزير الطاقة والثروة المعدنية د. صالح الخرابشة محادثات موسعة مع نظرائهم، بحثت تطورات الأوضاع في سورية، وتعزيز التعاون بين البلدين، بما يسهم بمساعدة الإدارة السورية الجديدة على إعادة البناء ومواجهة تحديات المرحلة الانتقالية.
وأكد الجانبان، حرصهما على تعميق التعاون، بما يعكس تاريخية العلاقة وإستراتيجيتها بين بلديهما.
كما عقد الصفدي والحنيطي وحسني والخرابشة، لقاءات ثنائية منفصلة مع نظرائهم.
وفي السياق نفسه، اتفق الوزيران، على تشكيل لجان عمل في قطاعات الطاقة والمعابر والنقل والتجارة والمياه والصحة، تبدأ اجتماعاتها في أقرب وقت ممكن لبحث الخطوات العملية لإطلاق التعاون بين البلدين.
كما بحث الحنيطي وحسني، مع نظيرهما، آلية التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، ومحاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح عبر سورية إلى الأردن وأمن الحدود.
وفي مؤتمر صحفي مشترك للوزيرين، قال الصفدي إن "زيارة الوفد السوري إلى المملكة مهمة جداً، وتبني على المحادثات التي كنت أجريتها حين زرت دمشق بتكليف من جلالة الملك عبدالله الثاني ولقائي بالسيد أحمد الشرع".
وأشار الصفدي إلى أن اللقاء مع الشرع كان إيجابياً صريحاً موسعاً، جرى فيه مناقشة العديد من القضايا، وقال "حملت خلال اللقاء رسالة واضحة من المملكة، تفيد بأننا نحترم إرادة الشعب السوري وخياراته، كما أكد جلالة الملك منذ اليوم الأول، وبأننا نقف إلى جانب أشقائنا السوريين في إعادة بناء وطنهم بعد سنوات من القتل والتشريد والخراب والدمار، لإعادة بناء سورية الموحدة الحرة، ذات السيادة الكاملة على أراضيها.. سورية التي يشارك في بنائها كل مكونات الشعب السوري، وتبني المستقبل الذي يحفظ حقوق السوريين".
وأشار إلى أن ما يجري في سورية، يؤثر على المملكة بشكل واضح من حيث التحديات التي واجهتنا في الماضي من تهريب للمخدرات والسلاح، ووجود لمجموعات إرهابية حاولت تهديد أمن المملكة وتصدت لها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الباسلة باقتدار، مؤكدا أن "بناء سورية الآمنة المستقرة وكاملة السيادة على أراضيها الموحدة، مصلحة أردنية وعامل استقرار للأردن، ومصلحة لمنطقتنا وللاستقرار في منطقتنا برمتها".
وأضاف "نقف مع أشقائنا في سورية، ومستعدون لتقديم كل ما نستطيع لنسند أشقاءنا في هذه اللحظة التاريخية التي نريد لها أن تكون منطلقاً لإنجاز تاريخي، يتمثل بإعادة بناء سورية، الوطن الحر المستقر ذي السيادة، الذي يحفظ حقوق مواطنيه، ويلبي حقوق السوريين الذين يستحقون وطناً حراً سيداً يعيشون فيه بكرامة بعد سنوات من المعاناة".
وأشار الصفدي إلى أن اللقاء مع الوفد السوري، كان صريحاً ونقاشاً حقيقياً، عكس الحرص المشترك على بناء علاقات الصداقة والتعاون التي تعكس تاريخية العلاقة الأردنية السورية، والحرص المشترك على بناء علاقات قادرة على خدمة البلدين والشعبين، وتسهم ببناء الاستقرار في المنطقة.
وبين أن المباحثات شملت الحديث عن قضايا عملانية كموضوع أمن الحدود، وقال "اتفقنا على أن ننسق معاً، وأن يكون هناك لجنة معنية بالأمن، ولجنة معنية بالدفاع، ولجان في الطاقة والصحة والنقل والتجارة والمياه، بحيث يبدأ العمل الحقيقي لترتيب وتنظيم الأمور بين بلدين جارين، يحتاجا للعمل معاً بشكل جيد، لأن في عملنا المشترك خدمة لشعبينا وبلدينا، وإسهاماً باستقرار المنطقة، وكما تعلمون كنا في المملكة استضفنا اجتماعات العقبة التي عكست موقفاً عربياً موحدًا، لدعم أشقائنا في سورية وفي الوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة الانتقالية".
وأشار الصفدي إلى أن الإدارة السورية الجديدة، تُكمل اليوم شهراً على حمل أمانة قيادة بلدهم، ويجب أن يعطوا فرصتهم للبدء بخدمة شعبهم وترميم جراحهم ولملمة أمورهم بشكل يمكنهم من المضي نحو المستقبل المشرق المنجز الآمن المستقر.
وجدد الصفدي التأكيد على أن المملكة، كانت دوماً سنداً للأشقاء في سورية وستبقى سنداً لهم، وتوجيهات جلالة الملك بتقديم كل الدعم الذي تستطيعه المملكة لمساعدة الأشقاء في سورية في هذه المرحلة الدقيقة، مضيفا "الشعب السوري الشقيق، شعب قادر مثقف ومنجز، ونثق بأنه قادر على إعادة بناء دولته، وله منا كل الدعم والإسناد في هذه المرحلة".
وقال إن "اللاجئين السوريين هم ضيوف في الأردن، "وقدمنا ما استطعنا لهم، ليحظوا بالحياة الكريمة التي يستحقونها خلال وجودهم في الأردن، ومستمرون بتقديم كل ما نستطيع لهم، الى أن تتهيأ ظروف عودتهم الطوعية الكريمة إلى بلدهم، ليسهموا بإعادة بنائه إلى جانب أشقائهم".
كما أكد الصفدي، أن هناك تعاوناً بين البلدين، لضمان الأمن والاستقرار في الجنوب السوري، من حيث التصدي لتهديد المخدرات والسلاح، وتوحيد الظروف التي تسهم بإعادة الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن الأردن مستعد لتوفير الكهرباء للأشقاء في سورية، لافتا لاجتماعات وزيري الطاقة والثروة المعدنية الأردني ونظيره السوري، لبحث كيفية التعاون في توفير الكهرباء لسورية.
وقال "مستعدون للعمل معهم في توفير الغاز، وفي اللحظة التي نتحدث فيها الان، هنالك أيضاً وفد من الملكية الأردنية وسلطة الطيران المدني موجود في دمشق، لبحث آليات إعادة أو استئناف الطيران المدني إلى سورية".
وفي رده على سؤال حول تأمين الحدود الشمالية للأردن على نحو كامل، ووقف التهريب كليا، قال إن "المحادثات تضمنت بحث موضوع أمن الحدود، وتحديداً خطر تهريب المخدرات والسلاح، وخطر محاولات "داعش" إعادة بناء وجودها، مؤكدا أن هناك اتفاقاً بالمطلق بين الأردن والإدارة السورية الجديدة على مواجهة التحديات المشتركة، كخطر تهريب المخدرات للأردن، الذي يُعد خطراً على سورية والسوريين، وكذلك السلاح والإرهاب، الذي كان في مقدمة المواضيع التي طرحت في المحادثات، إذ كان هنالك اجتماع بين رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع السوري ومدير المخابرات العامة الأردنية ومدير المخابرات السوري، للدخول في تفاصيل العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات.
كما بين الصفدي أنه "كان هنالك اتفاقيات يفترض بأنها كانت تحكم العلاقة المائية بين المملكة وسورية تعود إلى العام 1984، وثمة اتفاقيات لاحقة، وكان هنالك خرق فيها، لكن الأردن دائماً يتعامل بتأثير إستراتيجي، وجلالة الملك يفكر بالمستقبل، ويريد جلالته أن تكون العلاقات الأردنية السورية مبنية على الأخوة والصراحة والمصلحة المشتركة".
وأضاف "ثمة أولويات، الأولى الآن؛ هي أن نسند أشقاءنا في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، بعد ذلك تشكل الحكومة، وبعدها ندخل بكل التفاصيل، ونتعامل مع الحدود والمياه والطاقة، وكل القضايا الأخرى، من منطلق أننا نريد بناء علاقات قائمة على الاحترام والإسناد والثقة المتبادلة، ونعالج كل القضايا من هذا المنطلق الذي يخدم مصلحة البلدين".
وبشأن تهريب المخدرات، قال الصفدي إن "الإدارة السورية الجديدة لا تتحمل مسؤولية ما هو موجود، صحيح أن الكثير من الظروف التي كانت تتيح تهريب المخدرات وإنتاجها وتصديرها للأردن قد تغيرت، لكن هنالك واقع لم تنتهِ معه حتى الآن كل تبعات ما كان سابقاً. فقبل أيام كان هنالك محاولة لتهريب المخدرات، والمخدرات ما تزال موجودة عند بعض الأشخاص. هنالك عصابات ما تزال تعمل، وبالتالي هذا التحدي لنا ولهم، وسنواجهه معاً عبر تنسيق عملي ميداني سياسي كامل".
وأضاف "أن كثيرا من الأمور ما تزال بحاجة لمقاربات، لكن علينا أن نصبر، علينا أن نكون واقعيين، الأمور لن تنتهي بين يوم وليلة، ثمة كثير من العمل، لكن القاعدة ما قاله معالي الأخ، وما أؤكده الآن، نحن نريد أن نعمل معاً، بحيث نخدم مصلحة البلدين، ونواجه كل التحديات المشتركة، هذه مرحلة انتقالية، واجبنا أن نسند أشقاءنا فيها، ونثق بأننا سنصل معاً لاعتماد كل الآليات المطلوبة لمواجهة التحديات المشتركة، لأنني كما قلت نحن في بناء علاقة أردنية سورية قائمة على الأخوة والاحترام المتبادل مصلحة للبلدين، والآن الأولوية هي إسناد الأشقاء في مواجهة التحديات الكبيرة، والحمل الكبير الذي يحملونه الآن وإلى حين أن يستقروا وتستقر أمورهم، وإن شاء الله المستقبل سيحمل الخير للبلدين والشعبين".
وأكد الصفدي أن رسالة الأردن هي رسالة الدول العربية التي اتفقت عليها في اجتماعات العقبة، بالوقوف إلى جانب السوريين في هذه المرحلة التاريخية لإعادة بناء وطنهم على الأسس التي تحفظ أمنهم واستقرارهم وسيادتهم ووحدتهم، وتلبي حقوقهم بحياة آمنة حرة مستقرة كريمة على أرضهم.
وقال "كلنا سند لسورية في هذا الجهد الذي نجاحه يشكل نجاحاً لنا، ودعمه أولوية بالنسبة لنا، وكلنا متفقون على أننا عبر هذا الاتصال المباشر، وعبر فتح قنوات التعاون، وعبر بناء الشراكات الإستراتيجية نكمل بعضنا، بإسناد أشقائنا في سورية على تجاوز المرحلة السابقة، وكل ما حملت وتحمل من تبعات وتحديات، وصولاً للمستقبل الذي يحقق للسوريين ما يستحقونه من حياة آمنة كريمة في وطنهم الحر الآمن المستقر السيد".
واختتم الصفدي المؤتمر بالقول" بالنسبة لنا في الأردن، استقرار سورية وأمنها هو أمن واستقرار لنا، وسورية يجب أن تستعيد عافيتها ودورها الأساس في منظومة العمل العربي. سورية دولة رئيسة في المنطقة، لها إسهامات تاريخية في العمل العربي المشترك، وسنعمل معاً على أن نسند الأشقاء لأن تستعيد سورية هذا الدور، وتستعيد حضورها، ويسهم الشعب السوري بعملية النهضة والإنجاز التي نريدها في منطقتنا كاملة".
بدوره، قال الشيباني إن زيارة المملكة ستكون بداية فاتحة جديدة في العلاقات السورية الأردنية على مختلف الصعد والمجالات، بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين، موجها شكره للمملكة وشعبها على استقبال اللاجئين خلال الـ13 سنة الماضية، مؤكدا "سجل هذا الاستقبال أجمل استضافة لحالة إخواننا السوريين الذين نزحوا بسبب الأزمة السابقة، وأيضاً على الجهود الإنسانية التي قدموها طيلة هذه الفترة".
وأشار الشيباني إلى حرص الإدارة السورية على توطيد العلاقات المشتركة مع الأردن سياسيا واقتصاديا وأمنيا، بخاصة ملفات إعادة الإعمار والاستثمارات التجارية في البلدين، وتحقيق الأمن المائي عبر قنوات التواصل الفعال والتعاون المستمرين، لافتا لإنجاز تشكيل عدة لجان متعددة بين البلدين في جميع المجالات.
كما أعرب الشيباني عن شكره للمملكة على مساعدتها سورية برفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل السوريين، والتي بإزالتها تدريجياً ستنعش المجتمع السوري، والحالة الاقتصادية في سورية، فقد أصبحت معوقاً حقيقياً لأي شراكة أو أي تعاون قادم، ينعكس إيجابياً على الشعب السوري.
ووجه الشيباني الدعوة للمسؤولين والوفود والشركات الأردنية للقدوم إلى سورية الجديدة، لإطلاق مزيد من المبادرات والشراكات والمشاريع الاقتصادية المستدامة، لتعزيز الاستقرار الإقليمي على المدى البعيد.
وأشار الشيباني إلى أن نظام الأسد، ترك لسورية تركة كبيرة من المشاكل، وقال إن "نظام الأسد كان لديه مشاكل مع شعبه ومع دول الجوار، وهذه الذاكرة سنمحيها من الذاكرة السورية السياسية، وأيضاً ستكون سورية مصدر أمان واستقرار وتعاون مع جيرانها ودول المنطقة، ولن تكون مصدر تهديد بالتأكيد، وأيضاً سنغير صورة السياسة الخارجية التي كان قد اعتمدها النظام في الفترة السابقة، وهي سياسة الابتزاز وتصدير المخاطر حتى يفاوض عليها، بل ستكون سورية مصدرا للأمان والشراكة والاحترام المتبادلين، فنحن نحترم سيادة دول الجوار وأمنها".
إلى ذلك، عُقد اجتماع ثنائي بين وزير الطاقة والثروة المعدنية د. صالح الخرابشة ووزير النفط والثروة المعدنية السوري غياث دياب، ووزير الكهرباء السوري عمر شقروق، وجرت مناقشة احتياجات الجانب السوري من الطاقة في هذه المرحلة الحرجة.
وأكد الخرابشة استعداد الأردن لتزويد سورية بنحو 250 ميغاواط من الكهرباء فورا، وذلك في حال جاهزية شبكة خط الربط الكهربائي التي تربط البلدين داخل الجانب السوري، موضحا أنه جرى إنجاز معظم الأعمال لتزويد مركز نصيب بالطاقة الكهربائية عبر شبكة توزيع شركة كهرباء محافظة إربد.
وأشار شقروق، إلى أن خط الربط الكهربائي بين البلدين في الأراضي السورية، قد تعرض لاعتداءات وسرقات الفترة الماضية، وبحاجة لفترة من الزمن لإصلاحه وإعادته للخدمة، مبينا أن تزويد الكهرباء في سورية يجري حالياً لساعتين فقط، متطلعين لرفع مدة التزويد لتصل لـ8 ساعات يومياً، مؤكدا أن القدرة المتاحة حالياً من الساعات التوليدية وخطوط النقل والتوزيع، تسمح بتحقيق هذا الهدف، ولكن هناك حاجة للوقود في هذه المرحلة لتشغيل المحطات.
كما أشار دياب للحاجة الى تزويد الجانب السوري بالغاز اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بينا لفت الخرابشة لاستعداد الأردن بتزويد الجانب السوري بالغاز الطبيعي عن طريق سفينة التغييز العائمة الموجودة في العقبة، عبر خط الغاز العربي الواصل بين البلدين.
وأبدى الجانب السوري رغبته بتأمين جزء من احتياجاته من المشتقات النفطية، بخاصة الغاز البترولي المسال، وسيجري بحث هذه الأمور بالتفصيل بين الفرق الفنية من الطرفين.
وفي إطار تعزيز التعاون، اتفق بين الجانبين من حيث المبدأ على قيام فرقة فنية أردنية بمساعدة الجانب السوري في الكشف عن خطة الربط الأردني السوري في الأراضي السورية، وتحديد الاحتياجات الفنية ومتطلبات إصلاح الخط، إذ أكد الجانب الأردني استعداده للمساعدة بعملية الإصلاح، فيما أكد الطرفان أهمية إعادة خط الربط الأردني السوري للخدمة، ووضع خطة لتعزيزه.
وفي نهاية الاجتماع، أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني أن الأردن سيضع كامل إمكانياته لخدمة الأشقاء في الجانب السوري.
0 تعليق