* الدكتور نضال ملو العين

حين ينشرون عن تاريخ يعود لألف أو ألفي عام، فإن ما يفعلونه لا يتجاوز كونه فراغًا ومحاولة للالتفاف على الحاضر. يجب أن يكون نقاشنا معهم بعيدًا عن التاريخ، لأن التاريخ يتغير، والإمبراطوريات والممالك والدول تمر وتختفي، والأراضي تنتقل بين الورثة والأمم والأجيال.اضافة اعلان

ما يكتبونه ليس سوى وهم مغلف بتاريخ قديم. فلو اتبعنا منطقهم، لربما طالبت لشبونة بأمريكا لأنهم أبحروا إليها مع كولومبوس، أو طالبت بريطانيا بأمريكا لأنها كانت مستعمرات إنجليزية في السابق. وربما تطالب اليونان أو إيطاليا بالأراضي التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية، أو تركيا بأراضي الدولة العثمانية، أو إيران بأراضي الإمبراطورية الفارسية.

بل نحن أنفسنا قد نطالب بالأندلس وبالإمبراطورية الإسلامية التي كانت أعظم إمبراطورية في التاريخ.

وإذا رجعنا للتاريخ، عندما خرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر، فهل سيطالبون بالأهرامات لأنها كانت هناك؟ هذه مجرد أوهام يروجون لها.

إن ما أراه هو أنهم يحاولون خلق توتر أو استفزاز العرب بشكل عام والأردنيين بشكل خاص. نعم، لا أحد ينكر أن هناك ممالك يهودية في التاريخ، ولكن اليوم نحن في عصر الدول الحديثة، حيث هناك حدود واضحة، وملكية عامة وأملاك خاصة للأفراد.

لذلك لا تناقشهم بالتاريخ القديم، ناقشهم بمنطق اليوم. هل يحق لشخص أن يأخذ بيت شخص آخر لأنه بُني على أرض كانت لجده قبل خمسمائة أو ألف سنة؟ الفترة التي يتحدثون عنها كانت قبل وجود دول مثل أمريكا وأوروبا بالشكل الحالي، وقبل رسم حدود العالم الذي نعرفه اليوم، والذي لم يتم إلا حديثًا جدًا.

لا تنجر خلف نقاشاتهم لإثبات حقك عبر روايات قديمة، لأن هذه حجتهم الوحيدة. هم يدركون جيدًا أن لا حق لهم من الناحية القانونية أو المنطقية. اسألهم: من أين أتيتم؟ ولماذا تركتم هذه الأراضي؟ وإذا كنتم في المنطقة، فهذا يعني أن العديد منكم قد تحول إلى المسيحية أو الإسلام عبر الزمن. الأرض ببساطة لمن يعيش عليها الآن، وليس لمن عاش فيها قبل ألف أو ألفي عام. في ذلك الوقت لم يكن هناك "قواشين" تثبت الملكية كما هو اليوم.

الأردن اليوم أكبر من أطماعكم وأوهامكم. الأردن محمي بالله أولًا، وبأبنائه المخلصين الذين لن يسمحوا لكم بأن تطأ أقدامكم أرضه.

#نضال_ملوالعين
حمى الله الأردن
حمى الله الملك
حمى الله الجيش