أعربت الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا عن فرحتها البالغة بعد أن أطلقت السلطات الإيرانية سراحها يوم الأربعاء، عقب احتجاز دام نحو ثلاثة أسابيع منذ اعتقالها في 19 ديسمبر.

 وفي أول اتصال لها بعد الإفراج، قالت سيسيليا لشريكها دانييل راينيري: "أراك بعد قليل"، معبرة عن حماستها وسعادتها الشديدة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".

دانييل راينيري، شريك سيسيليا، أوضح أن المكالمة حملت الكثير من المشاعر الإيجابية، وأضاف: "قلت لها: 'أراك في روما'، وكانت متحمسة للغاية".

والد الصحفية، ريناتو سالا، لم يتمالك دموعه عند سماع خبر إطلاق سراح ابنته. في تصريح لوكالة "أنسا"، قال ريناتو: "لقد بكيت ثلاث مرات فقط في حياتي، وهذه واحدة منها". وأضاف: "أنا فخور جدًا بسيسيليا. لقد وثقت بقوة في قدراتها وفي عمل حكومة بلادنا". وأشاد والدها بالدور الكبير الذي لعبته السلطات الإيطالية في تنسيق الجهود للإفراج عنها، واصفًا الجهود بأنها "عمل استثنائي".

سيسيليا سالا، التي تعمل كمراسلة دولية وصاحبة بودكاست شهير، كانت قد احتُجزت أثناء تغطيتها للأحداث الجارية في إيران بتهمة "انتهاك القوانين المحلية". 

إطلاق سراح سيسيليا يعد إنجازًا دبلوماسيًا هامًا ويؤكد على أهمية التنسيق الحكومي في حماية مواطنيها بالخارج. ومن المتوقع أن تعود سيسيليا قريبًا إلى روما، حيث تتطلع إلى استئناف حياتها المهنية، محاطة بدعم كبير من أسرتها وزملائها.

أثار احتجاز الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا في السجن بطهران موجة غضب في إيطاليا، حيث تصدرت القضية عناوين الأخبار بعد أن أعلنت شركة البث الصوتي "Chora Media"، التي تعمل بها، عن اعتقالها في 27 ديسمبر.

وفي خطوة لافتة، تولت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، مسؤولية متابعة قضيتها شخصيًا، حيث التقت بالرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في نهاية الأسبوع الماضي، وسط توقعات بأن قضية سالا كانت ضمن الموضوعات التي نوقشت خلال اللقاء. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، روما في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ما قد يسهم في تسليط الضوء على القضية.

سبب احتجاز سيسيليا سالا في إيران

في البداية، قالت السلطات الإيرانية إن اعتقال سالا كان بسبب "انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية"، لكن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى احتمال ارتباط اعتقالها بحادثة أخرى تتعلق بالمواطن الإيراني محمد عابديني. حيث تم اعتقال عابديني في مطار مالبينسا في ميلانو في 16 ديسمبر/كانون الأول بناءً على مذكرة صادرة من الولايات المتحدة. ووفقًا لبعض المصادر، كانت سيسيليا سالا قد استخدمت كـ "أداة ضغط سياسية" في هذه القضية.

من المتوقع أن يمثل محمد عابديني أمام المحكمة في ميلانو في 15 يناير/كانون الثاني. وعلى الرغم من تصريحات طهران التي قللت من وجود صلة بين القضيتين، إلا أن التصريحات الإيطالية تؤكد أن هناك محاولات ربط بين الاعتقالين.

يقال إن رئيس جهاز الاستخبارات الإيطالي، جيوفاني كارافيلي، سافر شخصيًا إلى طهران في محاولة لإعادة سيسيليا سالا إلى إيطاليا.

وفي تصريحات لوالد سيسيليا، ريناتو سالا، قال لوكالة "أنسا" إنه يشعر بالفخر بابنته، مشيدًا بالجهود التي بذلتها الحكومة الإيطالية في معالجة هذه القضية، مضيفًا أن الموقف كان يشبه "لعبة شطرنج" مع أكثر من لاعب.