أكد الدكتور جميل إبراهيم تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة أن الإلحاد من حيث اللغة يعني الميل والعدول عن الشيء، وعندما نستخدم هذا المصطلح في سياق الدين، فإن معناه يشير إلى إنكار وجود الله أو الشك في وجوده، وهو نفس المعنى الذي ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: 'إن الذين يلحدون في آياتنا'".
وأضاف أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الأربعاء: "الإلحاد لا يقتصر على إنكار وجود الله فحسب، بل يشمل أيضًا تحريف أو تبديل أو تأويل غير صحيح لآيات الله، وهو ما يتنافى مع حقيقة الإسلام".
وتطرق الدكتور جميل إلى مفهوم "الإلحاد في أسماء الله"، موضحًا أن أي مسعى لتغيير أو تحريف أسماء الله أو نسبة صفات غير لائقة له يعتبر نوعًا من الإلحاد، لافتا إلى أنه من أمثلة ذلك كان ما يفعله بعض الجاهليين من تسميات أصنامهم بأسماء الله مثل 'اللات' و'العزى'، وهو تحريف واستخدام غير صحيح لأسماء الله.
وأكد أن الإلحاد هو ظاهرة طارئة في تاريخ البشرية، والأصل في الإنسان هو الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله: 'وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى'، وهذا يعني أن الفطرة البشرية تميل بطبيعتها إلى الإيمان بالله.
وأضاف: "حتى الكائنات غير العاقلة تشهد بوجود الله، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: 'وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ'، هذه الشهادة تكشف عن الحقيقة الكونية التي تلتزم بها جميع المخلوقات، ما عدا بعض البشر الذين قد يشذون عن هذه الفطرة.
ودعا إلى ضرورة العودة إلى الفطرة السليمة والإقرار بوجود الله ووحدانيته، مشيرًا إلى أن الإلحاد ليس إلا ظاهرة طارئة تعود إلى التشتت الفكري والبعد عن الخط المستقيم الذي جاء به جميع الأنبياء.
0 تعليق